عدوانية متأصلة

كانت الأنظار متوجهة إلى جنيف لكن إسرائيل استطاعت جذب الانتباه إليها بموجة جديدة من الاعتداءات قتلت فيها خلال أقل من 12 ساعة أربعة فلسطينيين.
وبينما كان العالم يترقب توقيع ساسة فلسطينيين وإسرائيليين على وثيقة جنيف، المثيرة للجدل، فضل رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون توجيه قواته إلى رام الله حيث، يحاصر الرئيس الفلسطيني، لتعيث فساداً في شوارعها ومنازلها وتقتل بعضاً من أبنائها بعد أن قتلت ناشطاً الليلة السابقة لهذه العملية في قطاع غزة.
وفي الوقت الذي كان من المفترض أن يتوفر فيه قدر من التهدئة وإظهار النوايا الطيبة بسبب ما يجري في جنيف وما يجري في القاهرة من استعدادات لإطلاق حوار بين الفصائل الفلسطينية بغرض التوصل إلى هدنة تتيح مواصلة مبادرة خريطة الطريق وبينما يتواجد في المنطقة المسؤول الأمريكي وليام بيرنز الذي يحاول استئناف مسيرة التسوية، وسط كل هذا تختار إسرائيل ان تسلك بهذه الطريقة المشينة، وكأنما تقول للعالم انها تفضل ان تكون كذلك رغم أنف الجميع.
ولا يحتاج العالم إلى المزيد من البراهين على عدوانية إسرائيل لكن إسرائيل هي التي تسعى إلى تحدي العالم وهي تدرك أن لا شيء يصيبها طالما تتمتع بحماية القوة العظمى الوحيدة في العالم، وان أحرجت افعالها في كثير من الأحيان هذه القوة العظمى..
هذا الامعان في تحدي العالم بكل دوله العظمى والكبرى يتضرر منه في المقام الأول الفلسطينيون والعرب، لكن من يضمن أن يطال الضرر حتى كبريات دول العالم إذا انتقل الغرور الإسرائيلي إلى تجاوز مصالح الآخرين خصوصاً عندما تشعر إسرائيل في يوم من الأيام انها أيضاً دولة كبرى، ويومها لن تعترف حتى بمن يسبغ عليها كل هذه الرعاية والحماية في الوقت الراهن.