Tuesday 2nd december,2003 11387العدد الثلاثاء 8 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الدولة الرشيدة واهتمامها بالتعليم الدولة الرشيدة واهتمامها بالتعليم
عبدالرحمن بن صالح آل عبداللطيف (*)

تمتد جذور التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية إلى أعماق بعيدة في التاريخ الإسلامي وترتبط بتلك اللحظات الخالدة التي نزل فيها الوحي على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يقول له «اقْرَأ بِاسْمِ ربِّكَ الَّذِي خَلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم» الآيات من 1 - 5: من سورة العلق).
لقد كان غار حراء بمكة المكرمة بمثابة المدرسة الأولى للتعليم في الإسلام (ذلك المكان الذي تهيأت فيه نفس رسول هذه الأمة صلى الله عليه وسلم وصفت فيه روحه قبل أن يكلف بالرسالة.
ولست هنا بصدد الحديث عن تاريخ التعليم من هذه البداية حتى وقتنا هذا فأمهات الكتب والمؤرخون أسهبوا في ذلك وإنما كلمتي بمناسبة الزيارة الخاصة التي تكرم بها مشكوراً معالي وزير التربية والتعليم لتفقد قطاع التعليم بمحافظة المزاحمية:
وكما هو معروف فإن الدولة السعودية الأولى ومؤسسها الإمام محمد بن سعود رحمه الله وعاصمتها الدرعية أهتمت بالتعليم ونشره وأعطت ذلك الأمر ما يستحقه ضمن أولوياتها واستمر ذلك الاهتمام وجرى العمل على تطويره بالدولة السعودية الثانية ومجددها الإمام تركي بن عبدالله رحمه الله إلى أن جاءت الدولة السعودية الثالثة حيث قام الملك عبدالعزيز رحمه اللهّ بتوحيدها (عام 1351هـ) ووضع أسس التعليم وزاد من الانفاق عليه واهتم جلالته برجال التعليم وطلابه وقربهم في مجلسه. وقد سار أبناؤه الملوك سعود وفيصل وخالد رحمة الله عليهم جميعاً على نهج والدهم وقاموا بتطوير مناهج التعليم حسب خطط مدروسة ونال قطاع التعليم الكثير من المشاريع العملاقة منذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين زمام أمره عندما تولى حفظه الله وزارة المعارف آنذاك في عام 1373هـ حيث حصل تطور كبير وانتشرت المدارس ... والمعاهد ... ومراكز محو الأمية وتعليم الكبار ونال تعليم البنات ما يستحقه فزاد عدد المدارس وتواصلت الجهود المباركة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لنشر التعليم في كل أنحاء المملكة لتوفر لكل مواطن فرص التعليم، بما يضمن تحقيق متطلبات التنمية، وركز التعليم بمختلف مستوياته على الكم والكيف معاً. في ظل ما يحظى به من رعاية شاملة ودعم سخي من لدن الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني؛ وما كلمة معالي وزير التربية والتعليم د . محمد بن أحمد الرشيد عن التعليم إلا جزء من ذلك الاهتمام حيث قال معاليه: (بأن التعليم مفتوح القنوات موجه للمواطنين كافة، وأنه اشتق أهدافه ومضامينه وهياكله من مجموعة الحاجات الإنسانية الأساسية، والتعليم يقوم على مبدأ التربية المستديمة، وتعليم ينفتح على بيئته أخذاً وعطاءً ... تعليم يعزز حب الوطن في نفوس أبنائه .. تعليم يمكن من الإحاطة بأكثر اللغات العالمية انتشاراً يزيل غربتها أو الجهل بها عند الطلاب إلا دليل على فصل التعليم في أي مرحلة من مراحل تاريخه عن التطور العام للدولة، بل كان دائماً عاملاً من العوامل الأساسية لهذا التطور ووسيلة من أهم وسائله لتحقيق السياسات والاستراتيجيات الوطنية).
ولقد حظيت محافظة المزاحمية مثل شقيقاتها محافظات المملكة الواسعة بقسط وافر من مراحل التعليم العام بنين وبنات ففيها العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وكلية التربية للبنات وما تحتاجه من زيادة محل اهتمام ولاة الأمر حفظهم اللهّ ضمن خطط الدولة الطموحة ويتابع ذلك باهتمام صاحب السمو الملكي سيدي أمير منطقة الرياض وسمو نائبه الكريمين لتوفير ما تحتاجه المحافظة في كل مجال ومنها مجال التعليم. فهنيئاً لبلادنا بقادتها المخلصين الذين تفانوا في خدمتها وتطويرها لراحة الجميع ونسأل الله أن يحفظ لهذه الأمة قائدها وراعي مسيرتها مولاي خادم الحرمين الشريفين وساعده الأيمن سيدي ولي العهد الأمين وسمو سيدي النائب الثاني وجميع أفراد الأسرة المالكة الكريمة وحكومتهم الرشيدة وشعبهم الوفي.

(*) محافظ المزاحمية

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved