Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إيقاع الفن إيقاع الفن
شائعات قاتلة!
محمد يحيى القحطاني

لا أعلم سبباً واضحاً يجعلنا مأسورين لبعض «المتخلفين» الذين يحاولون بين الفينة والأخرى ان يبثوا بعض السموم التي تعكس بلا شك مستوى ثقافتهم.. وأخلاقهم.. وتربيتهم..
أكتب هذا المقال اليوم وأنا في حالة من الدهشة «للشائعة» التي تنتشر كالنار في الهشيم، يتناقلها البعض عن طريق الانترنت ورسائل الجوال، وبالمناسبة فقد ثبت «عملياً» اننا شعوب لا تستحق مثل هذه التقنية العالية اطلاقاً فنحن نوظفها تماماً للاساءة للآخرين ولأنفسنا.
أمس الاول الخميس سرت شائعة مفادها وفاة الفنان الكويتي حسين عبد الرضا وهي شائعة سبقتها شائعات وستعقبها بلا شك شائعات متنوعة.
فقد روج سابقاً البعض عن وفاة الفنان الجماهيري خالد عبد الرحمن.
وبالمناسبة فقد تعرض هو الآخر لعدد من الشائعات وفي اوقات مختلفة وجميعها تؤدي نهايتها الى الموت، وكذلك الحال للفنانين محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وسلامة العبد الله وعبد الله السدحان وفهد الحيان وآخرين.
هؤلاء الذين وصفتهم اول المقال بالمتخلفين هم بالفعل متخلفون عن ركب الثقافة والتربية الجيدة ولا يملكون عقولاً «سوية» والا لو كانوا غير ذلك لحسبوا حساب فعلتهم ونتائجها العكسية على ضحاياهم وعائلاتهم ومحبيهم.
نحن فقط من نملك جودة «الشائعة» ونحن فقط من نصدرها بجودة عالية.. نستطيع حبكها كما ينبغي.. ونعرف الطرق الجيدة للترويج لها.. نحن فقط من نصدقها ونتناقلها، ونحن فقط من نحرك اذهاننا «المتصدية» لإيصالها بالسرعة الفائقة.. أما ما عدا ذلك فنحن بعيدون جدا عن شيء ينفعنا وينفع غيرنا.
أعود لوسائل نقل الشائعة وخاصة «الانترنت» ورسائل الجوال، فالانترنت عندنا «فقط» هي ساحة للشائعات والشتائم وتناقل الصور الخليعة واللعب بأعراض الناس واللهو غير البريء ومحاولة ايذاء الآخرين، اما رسائل الجوال «عندنا» فهي كذلك لنقل الشائعات والتفنن في رسائل النكت السمجة وشتم الآخرين.
وهنا لابد من الرادع الذاتي الذي يجعل الواحد منا يفكر ألف مرة قبل ان يخطو خطوة يندم عليها باقي ايام عمره اذا اكتشف انه بشائعته تسبب لأحد من اهالي «ضحاياه» بالموت الحقيقي، سواء بسكتة قلبية او نوبة او بمرض مفاجئ من هول الصدمة، او حتى ان الذنب سيلاحقه مدى عمره.
أعترف انني اكتب بانفعال ولكن الأمر ازداد سوءا وهؤلاء «استمرأوا» كثيرا تلك اللعبة.. التي ستنقلب عليهم يوماً ولو طال!!

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved