Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المخطط الهيكلي لمدينة الرياض (7/18) المخطط الهيكلي لمدينة الرياض (7/18)
إيجاد بيئات حضرية عالية الجودة عن طريق التطوير المخطط

متابعة: تركي إبراهيم الماضي - عبدالله هزاع العتيبي
تتمثل إحدى الاستراتيجيات المهمة للمخطط الهيكلي في إنشاء شبكة من المراكز الحضرية الحضرية يتم تصميمها بحيث تأخذ في الاعتبار تركيز أماكن التوظيف والخدمات بالقرب من سكان المناطق الحضرية.
مرتفعة ومختلطة
لقد تم تخطيط المراكز الحضرية لتكون مرتفعة الكثافة وذات استعمالات مختلطة داخل قطاعات النمو التي تتوسع بسرعة بضواحي المدينة، وستكون بمنزلة مناطق للتوظيف وستوفر خدمات بيع بالتجزئة وغيرها من الخدمات الرئيسة، بما فيها مكاتب للقطاع العام والخاص مع مجموعة واسعة من المباني الحكومية والتعليمية.
وسيكون هناك إسكان مرتفع الكثافة بالمراكز الحضرية.
ستضمن مواقع تلك المراكز الواقعة عند التقاطعات على شبكة الطرق السريعة/ الشريانية المستقبلية بالمدينة سهولة الوصول لأغلبية سكان منطقة المراكز الحضرية ضمن نصف قطر 10 كلم، وسيربط نظام النقل المقترح المراكز الحضرية بوسط المدينة على مسافة تتراوح ما بين 20 إلى 25 كيلو متراً تقريباً.
المساحة والتكوين
تتباين المراكز الحضرية المقترحة في المساحة والتكوين إلا أنه يمكن بوجه عام التوقع بأنها ستضمن ما بين 150 و200 ألف متر مربع من مساحات الأدوار التجارية، وبما يصل إلى 500 ألف متر مربع من المكاتب والمساحات المحجوزة للصناعات الملائمة التي لا تسبب التلوث، ومجموعة كاملة من الاستعمالات الحكومية والخدمات العامة مثل المساجد والمكاتب الإدارية المحلية والمعاهد التعليمية المستشفيات والمراكز الطبية.
جديدة ومحسنة
سوف تظهر المراكز الحضرية أشكالاً جديدة ومحسنة في أنماط المعيشة الحضرية، وستكون لها أهداف عديدة فهي تساهم في تعزيز التوازن بين العمل والسكن في قطاعات النمو الجديدة بضواحي المدينة، حيث سيكون للمراكز الحضرية تأثير رئيس على أنماط الرحلات اليومية بين الضواحي ووسط المدينة وذلك عن طريق إيجاد مواقع عمل جديدة تساهم في تخفيض العدد الإجمالي للرحلات اليومية نظراً لأن كثيراً من السكان سيعيشون ويعملون بنفس القطاع من المدينة، وبالتالي يتم نقل الحركة الى خارج منطقة وسط المدينة بدلاً من النمط الحالي المتمثل في الانتقال إلى وسط المدينة.
وتعزيز استخدام النقل العام، حيث يقترح إقامة المراكز الحضرية عند نقاط الاستقطاب الرئيسة التي تتوفر لها أفضل الامكانات بالنسبة لطرق النقل في جميع الاتجاهات، ومثل هذا التركيز للأنشطة سيوفر أيضاً حوافز لإقامة خدمات حافلات للضواحي، وإيجاد بيئات حضرية عالية الجودة عن طريق التطوير المخطط وتوفير الخدمات في تلك المراكز التي تقلل من تكرار الرحلات المطلوبة، وهذا النمط على العكس من الأنماط الحالية التي هي عبارة عن أنشطة تجارية وأعمال أخرى تأخذ التطوير الشريطي على امتداد معظم الطرق الرئيسة بالمدينة وتكون مبعثرة وتفتقر إلى الخدمات المساندة والمرافق العامة، وتعزيز مشاركة القطاعين العام والخاص في عملية التطوير الحضري، وذلك عن طريق التخطيط المسبق لمواقع تلك المراكز، وتوفير المرافق العامة، والمشاركة في بناء وتطوير المراكز الحضرية.
تجارية مميزة
تم تحديد مجموعة من أعصاب الأنشطة وذلك لربط المراكز الحضرية بمنطقة وسط المدينة ولدمج شبكة الخدمات التجارية والخدمات العامة للمدينة.
وتعزز هذه المراكز الاختيار والمنافسة في الهيكلية التجارية للمدينة التي ترتكز على مبدأ السوق، وسيكون بالامكان وضع العديد من الأنشطة المتشابهة معاً في عصب النشاط لإيجاد مناطق تجارية مميزة تخدم وظائف المدينة والحي. كما ستأخذ أعصاب الأنشطة في الاعتبار أيضاً إقامة المكاتب والمعارض ومحلات بيع البضائع وخدمات السيارات والفنادق ومجمعات الشقق والاستعمالات الترفيهية التي تعتمد على مساحات واسعة من الأرض. وبالإضافة إلى وظائفها التجارية فإنه تم تصميم أعصاب الأنشطة بالإضافة إلى وظائفها الاقتصادية لتأخذ في الاعتبار التواصل الاجتماعي وتوفير بيئة حضرية مناسبة للسكان.
كما توفر أيضاً قاعدة لإقامة مشروعات تطويرية عالية الكثافة بالقرب من محطات النقل العام لتعزيز امكانية استمرار خدمات النقل في المستقبل وإتاحة المزيد من حرية اختيار وسائل النقل.
أعصاب الأنشطة
وقد تم تطوير ثلاثة أنواع من أعصاب الأنشطة وذلك بحسب الوظيفة التي يؤديها كل نوع وخصائص الطرق ودور النقل العام فيها.
قلب المدينة
النوع الأول العصب المركزي تقع هذه المنطقة ما بين طريق الملك فهد وشارع العليا العام، وما بين شارع المعذر جنوباً والطريق الدائري الشمالي شمالاً؛ وتعد هذه المنطقة قلب المدينة التجاري والمكتبي حالياً ومستقبلاً ويتم فيها إنشاء مباني الأبراج العالية والمكاتب والمباني التجارية، بما في ذلك الفنادق والشقق ومحلات البيع بالتجزئة العالية المستوى لخدمة سكان المدينة. وسيكون العصب المركزي مكاناً ومعلماً متميزاً بمدينة الرياض حيث نجد فيها المباني التي يبلغ ارتفاعها نحو 30 دورا ما بين طريق مكة وطريق العروبة.
سيكون شارع العليا العام موضوعا لدراسات حركة المرور والتصميم العمراني وذلك لتحسين مداخل الوصول إليه وإيجاد الإدارة المثلى لمواقف السيارات ورفع مستوى بيئة المشاة بالمنطقة.
أفضل مكان!!
كما سيكون شارع العليا العام خطاً مهماً لنظام النقل العام المقترح، مع امكانية إيجاد طرق نقل بسكك حديدية خفيفة في هذا الشارع. وقد تكون هذه المنطقة أفضل مكان لتطبيق مثل هذا النظام نظراً للامكانات المتوفرة فيه، ومن ثم يتم تعميمه على أعصاب الأنشطة الأخرى في المدينة.
سيستمر السماح بإنشاء مبان تبلغ ارتفاعاتها نحو 30 دوراً في المنطقة الواقعة ما بين طريق مكة جنوباً وطريق العروبة شمالاً، ويقترح بأن تكون ارتفاعات المباني شمال طريق العروبة إلى الطريق الدائري الشمالي 10 أدوار كحد أقصى.
مشاريع كبيرة
النوع الثاني عصب الأنشطة الرئيس وفيه مشاريع كبيرة مستقلة «ليست محلات بيع بالتجزئة» التي تأخذ في الاعتبار الرحلات لغرض واحد، وتشمل المعارض والمكاتب ومحلات خدمة السيارات والخدمات العامة ومباني الشقق العالية والمتوسطة الارتفاع والفنادق وأماكن التسلية والترفيه، وربما يشمل هذا العصب أيضاً مراكز التسويق المحلي ومراكز المنطقة.
هناك وضعان محتملان لهذا العصب الرئيس، أولهما عصب نشاط يقع على طريق شرياني رئيس مزود بإشارات مرورية ضوئية عند التقاطعات تتيح الفرصة للدوران، ويكون تصميم الشوارع عالي الجودة وتوجد أرصفة للمشاة بعرض واسع خصوصاً في مراكز التسويق الرئيسة ومواقف كافية على الشوارع وخارجها.
عالي الجودة
أما الوضع الثاني المحتمل فهو عصب نشاط يقع على طريق شرياني يكون الدخول إليه محدوداً ويضم طرق خدمة على الجانبين، وهذا الوضع أقل رغبة نظراً لأن الجانبين المتقابلين من عصب النشاط يكونان منفصلين وظيفياً. وستتعارض حركة المرور التي تنجذب إلى الأنشطة القائمة على طول عصب النشاط مع وظيفة الطريق المتمثلة في النقل بين المناطق، وهذا يحتاج إلى التحسين عن طريق توفير بيئة مشاة سليمة ووصلات طرق تربط بين أجزاء عصب النشاط، وعلى الرغم من ذلك يجب وضع أرصفة للمشاة بطرق الخدمة مع مواقف للسيارات على الشوارع وخارجها. كما يجب أن يكون هناك تصميم عالي الجودة للطابع البصري للشوارع وأن تكون وظيفة طرق الخدمة الحد من حركة المرور العابر.
السكة الخفيفة
وربما ستكون سكة الحديد الخفيفة «الترام الكهربائي» مع الحافلات أنسب تقنيات النقل العام في المدى القصير إلى المتوسط.
وسيكون من الضروري حجز حرم الطريق للإبقاء على خيار السكة الخفيفة، ويجوز بدلاً من ذلك وضع خدمات قطارات السكة الحديد أو الترامات على الطرق بين الضواحي والمدينة. وتجدر الإشارة إلى أنه من الصعب دمج السكة الخفيفة في وضع تكون الطرق فيه مزودة بطرق خدمة، ويعود هذا إلى متطلبات أماكن الوقوف المتعددة والحاجة إلى توفير مدخل للمشاة إلى كلا جانبي الطريق.
ويسمح بارتفاعات المباني في هذا العصب لغاية 6 أدوار «باشتراطات محددة وبناء على أنظمة تقسيمات المناطق».
نابضة بالحياة
والنوع الثالث عصب الأنشطة الثانوي ويوجد به تسوق وخدمات على المستوى المحلي وعلى مستوى المناطق التي تأخذ في الاعتبار وجود نسبة مهمة من الرحلات المتعددة الأغراض.
ويقع على طرق شريانية ثانوية ذات تقاطعات على مستوى الأرض مزودة بإشارات مرور ضوئية ومعابر عديدة للمشاة.
ومثل هذه الطرق تزيد من فرص الالتفاف ويمكنها أن توفر طابعاً بصرياً عالي الجودة للشوارع وأرصفة مشاة عريضة. كما تتوفر مواقف السيارات على الشوارع وخارجها وتتيح الحد الأدنى من حركة المرور العابر.
وربما تكون سكة الحديد الخفيفة بالحافلات أنسب تقنيات النقل العام في المدى القصير إلى المتوسط.
وسيكون من الضروري حجز حرم الطريق للإبقاء على خيارات السكة الخفيفة.
ويسمح بارتفاعات المباني لغاية 4 أدوار «باشتراطات محددة وبناء على أنظمة تقسيمات المناطق».
سيتيح إنشاء أعصاب الأنشطة في المستقبل، والإسكان عالي الكثافة، مع ما يرافقهما من المباني ذات الاستعمالات المختلطة، الامكانية لإيجاد بيئات ذات أنشطة نابضة بالحياة وجذابة لسكان المدينة. وستربط أعصاب الأنشطة المراكز الرئيسة في المدينة مع بعضها في الوقت الذي توفر فيه أيضاً الوصول الملائم للخدمات وذلك بواسطة شبكات طرق فعالة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved