Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

« الجزيرة » تعرض النقاط الأساسية لحوار القاهرة « الجزيرة » تعرض النقاط الأساسية لحوار القاهرة
قادة الفصائل الفلسطينية: الحوار الوطني لا يحث على وقف المقاومة بل على تعزيزها

* فلسطين المحتلة - بلال أبو دقة:
قال محمد نزال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» في تصريح صحفي: إن التوقيع على وثيقة «جنيف» إنما يمثّل خطوة استباقية لنسف وإفشال الحوار الوطني الفلسطيني الذي سيعقد في القاهرة ابتداءً من الخميس.
واستغرب نزال أن يتم التوقيع على وثيقة تحوي هذا الحجم من التنازلات والتفريط بحقوق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تستعد فيه الفصائل الفلسطينية للاتفاق على برنامج وطني موحّد يمثّل قاسما مشتركا للجميع.
ورأى نزال أن الحديث عن أن هذه الوثيقة غير رسمية وأن الموقّعين عليها لا يمثّلون إلا أنفسهم، إنما هي عملية «خداع «مكشوفة لا تنطلي على أحد، ذلك أن الموقّعين يشغلون مواقع رسمية في السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير، وهناك وفد كان يمثّل رئيس السلطة الفلسطينية وتم إلقاء كلمة باسمه في الاحتفال، الذي وصفه نزال بأنه احتفال «زائف» تم خلاله «الرقص» على جراح الشعب الفلسطيني ومعاناته وآلامه.
وأضاف نزال: إذا كان هؤلاء الذين سيشارك بعضهم في حوار القاهرة قد أعطوا لأنفسهم حق شطب حق العودة للشعب الفلسطيني، وحوّلوا الدولة الفلسطينية الموعودة إلى «مسخ» ومجرّد «محمية» منزوعة السلاح، منقوصة السيادة، وتنازلوا عملياً عن القدس، فما الذي سيكون حوله الحوار إذن..؟!
هذا وقال عضو مشارك في وفد فتح في حوار القاهرة: إن جميع المشاركين يرفضون مشاركة أي شخص له اتصال بوثيقة جنيف مؤكدين رفضهم التام لها، وأعرب عن اسفه إزاء وجود انقسام في تنظيم فتح بشأن المبادرة.
الحوار الوطني الفلسطيني لا يحث على وقف المقاومة بل على تعزيزها
وقال نزال: إنّ حركة حماس تشارك في حوار القاهرة بوفد عالي المستوى يرأسه د. موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي، حرصاً منها على ترسيخ الحوار كأسلوب حضاري في حّل الخلافات والبحث عن القواسم المشتركة، ولكن يضيف نزال: على أرضية واضحة تستند إلى ثوابت الشعب الفلسطيني ولا تفّرط بحقوقه.
وأعرب الرجل عن أمله في نجاح هذا الحوار في تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
وفي تعقيبه على ما طرح في وسائل الإعلام من أن «الهدنة «ستكون على جدول أعمال الاجتماعات، أشار نزال إلى أن جدول الأعمال الذي تم طرحه لا يتناول الهدنة ضمن محاور النقاش الرئيسة، وأبدى استغرابه من اختزال كل حوار فلسطيني يجري الحديث عنه في أنه سيحث في وقف المقاومة، وكأن المطلوب من الفصائل الفلسطينية الاجتماع لوقف المقاومة لا لتعزيزها والدفاع عن الشعب الفلسطيني.
واستهجن عضو المكتب السياسي لحركة حماس أن تُدعى فصائل المقاومة ل«الهدنة» في الوقت الذي تتواصل فيه جرائم الاحتلال الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل.
لا يوجد مجال للحديث عن هدنة في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي
وكان الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي قال في تصريحات خاصة ل« الجزيرة»: انه لا يوجد مجال للحديث عن هدنة في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي، من يريد الحديث عن هدنة فعليه التوجه للعدو الصهيوني ليأخذ منه ضمانات ووعودا.. ثم يرجع لنا.. وبعد ذلك يتم النقاش بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية من حيث كلّ المطالب الفلسطينية وأهمّها زوال الاحتلال والاستيطان.
القضية ليست قضية وقف إطلاق نار إنما زوال الاحتلال والاستيطان.. وأكد الشيخ المقعد على أن شروط حركته لن تكون تعجيزية. نحن نطالب بحقنا في مقاومة الاحتلال وإزالته عن أرضنا. وقال ياسين: العدو هو الذي يريد الهدنة وعليه أن يقدّم الضمانات ويلتزم بالشروط ونحن مستعدّون بعد ذلك لمناقشتها.. لا أحد يجبرني على التنازل عن حقي في الدفاع عن نفسي، وإذا زال العدوان والاحتلال والاستيطان فسنلقى أسلحتنا.
وأكّد ياسين ل«الجزيرة»: أن اسرائيل تعاني من ضغوط سياسية داخلية وأن الحكومة الإسرائيلية لا تريد سلاماً، وكل ما تقوم به هو أمرٌ تكتيكي، وإن شارون يريد كسب الوقت وتهدئة الساحة الفلسطينية، لأن ما يحدث في العراق خيب آمال الأعداء.
من جهته قال د. عبد العزيز الرنتيسي الناطق الرسمي باسم حركة حماس ل «الجزيرة»: إن أجندة اجتماع القاهرة لم تحدّد رسمياً حتى الآن، ولكن كان هناك خطوطاً عريضة تتحدّث عن كيفية إدارة الصراع وكيفية المشاركة الفلسطينية الشاملة في وضع ورسم السياسات.
وشدّد الرنتيسي: على أن الحديث لم يدُر عن هدنة، قائلا: إن الحديث بوضوح أن هناك احتلالاً وعدواناً مستمراً وقتلاً يومياً، والاحتلال يقتل من المدنيين الفلسطينيين، قلنا والكلام للرنتيسي: إذا استمر القتل سيدفع العدو الصهيوني ثمناً باهظاً.
وأكد الرنتيسي على أن حوار القاهرة يجب أن ينصب على تقويم وتقييم المسيرة الفلسطينية من أوسلو حتى يومنا هذا.
أجندة حوار القاهرة ستضم ثلاث قضايا أساسية
من ناحيته قال د. محمود الزهار من القيادات السياسية البارزة في حركة حماس: إن أجندة حوار القاهرة ستضم ثلاث قضايا أساسية هي:
- الاتفاق على رؤية محددة لادارة الصراع في المرحلة المقبلة.
- وبحث سبل مشاركة جميع الفصائل الفلسطينية في دائرة صنع القرار السياسي وادارة الوضع الداخلي بشكل عام وتمتين العلاقة بين مكونات الطيف السياسي الفلسطيني.
- وكذا بحث إمكانية التوصل لهدنة جديدة تكون مختلفة عن الهدنة السابقة.
وأكد الزهار الذي تعرض لمحاولة اغتيال بالصواريخ استهدفت منزله قبل حوالي الشهرين استشهد فيها نجله البكر خالد: على أن حركته قد لا تكتفي فقط ببحث هذه القضايا، وأنها تحتفظ بحقها في إضافة قضايا أخرى، مؤكدا أن الحركة في الداخل ستجري اتصالات مع قياداتها في الخارج للاتفاق على موقف موحد.
لن نعطي ورقة في الهواء
هذا وقال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع «أبو علاء» بعيد لقاءاته مع ممثلي القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة: إن الحوار الوطني يشكل أهم سلاح في يد الفلسطينيين.. مشددا: على أن الحوار هو خطوة على طريق الوحدة وتعزيزها.
وأشار قريع: إلى أن الحوار الفلسطيني تناول قضيتين أساسيتين: الأولى: تحييد المدنيين من كلا الجانبين كي لا يكونوا هدفاً لأعمال عسكرية، والثانية: الوصول لاتفاق وقف متبادل ومحدد لاطلاق النار..
وأشار«أبو علاء «إلى جملة من القضايا الأساسية التي تلزم العمل الوطني الفلسطيني وهي: توسيع قاعدة المشاركة في القرار الوطني ليتسع لجميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية، بالإضافة إلى الاتفاق على القضايا السياسية وعلى آلية تنفيذها.
وأكد قريع على أنه ليست هناك هدنة مجانية، نحن نتحدث عن وقف إطلاق نار متبادل باشتراطات لأن هناك معاناة لشعبنا وعدواناً عليه.. منوها: إن هذا هو الثمن الذي يطالب الجميع به لوقف إطلاق النار ويستطيع أن يضمن عودة الحياة السياسية إلى طبيعتها، بدون وقف متبادل لإطلاق النار لن تكون هدنة، لأنه إن تم فسيكون مصيرها كتلك الهدنة التي وقعت في حزيران من طرف واحد إذ لم يلتزم بها الإسرائيليون.
وأضاف «أبو العلاء «إننا - نحن الفلسطينيين - نتوافق ثم نتفاوض مع الإسرائيليين، هذه هي قضيتنا ونحن لا نعطي ورقة في الهواء ولن نعطي شيئا بالمجان.
استمرار المنع غير المقبول يعني أن إسرائيل غير معنية بهذا الحوار
وقال رئيس الحكومة الاسرائيلية أريئيل شارون معقبا على تصريحات قريع والفصائل الفلسطينية: إن قريع وحكومته سيفحصان وفقا لافعالهما، مشيرا إلى أن اسرائيل لن تعترف بدولة فلسطينية إلا بعد أن تستكمل الشروط اللازمة مثل: تفكيك منظمات «الارهاب الفلسطينية»، وتنفيذ الإصلاحات كما تنص عليها خارطة الطريق. وقالت مصادر فلسطينية عليمة ل الجزيرة: إن القاهرة أبلغت تل أبيب أن استمرار المنع غير المقبول يعني أن إسرائيل غير معنية بهذا الحوار خلافا للضمانات التي حصل عليها اللواء عمر سليمان من رئيس جهاز المهمات الخاصة الاسرائيلي المعروف « الموساد ».
هناك تباين في وجهات النظر حول إمكانية التوصل إلى هدنة
وكان ممثلو «13» فصيلا فلسطينيا بدأوا جولة جديدة من الحوار المشترك في القاهرة الأربعاء «التي من المتوقع أن تستمر أسبوعا كاملا» لبحث القضايا المطروحة على الساحة الفلسطينية، وإمكان التوصل إلى اتفاق جديد للهدنة مع إسرائيل.. وبدا أن هناك تباينا في وجهات النظر حول إمكانية التوصل إلى هدنة وهي القضية الأساسية المدرجة على جدول أعمال المؤتمر الذي يرعاه اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية. وعقد الجانب المصري سلسلة من الاجتماعات والمشاورات التمهيدية مع ممثلي الفصائل المشاركة في الحوار للاتفاق على جدول الأعمال، وتقريب وجهات النظر حول قضايا الخلاف.
الإدارة الأمريكية بعثت برسائل لإسرائيل
وذكرت مصادر فلسطينية ل «الجزيرة» ان الجولة الجديدة تتركز على أربع قضايا أساسية هي:
- مراجعة الموقف السياسي الفلسطيني.
- والاتفاق على برنامج وطني يستند إلى حق العودة وتقرير المصير.
- وإقامة دولة ذات سيادة في حدود عام 1967،
- وتكريس الوحدة الوطنية،
- بالإضافة إلى وقف إطلاق النار.
وكانت صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت النقاب عن أن الإدارة الأمريكية بعثت برسائل لإسرائيل حددت لها فيها ثلاثة خطوط حمراء للتعامل مع الفلسطينيين وهي:
- عدم المساس بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
- وعدم القيام بأي عمل يؤدي إلى حدوث صدمة في المنطقة.
- وعدم اتخاذ أي خطوات تؤدي إلى تغيير الحقائق على الأرض، وبالتالي إفشال عملية إقامة الدولة الفلسطينية مستقبلا.
من المقرر أن ينضم احمد قريع في المرحلة الأخيرة لمؤتمر الحوار
وقالت مصادر سياسية فلسطينية ل «الجزيرة»: من المقرر أن ينضم رئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع «أبو علاء» في المرحلة الأخيرة لمؤتمر الحوار الوطني الفلسطيني.
ويقول قادة في الفصائل المشاركة في الحوار: إن حضور أبو علاء من شأنه إعطاء دفعة قوية إلى المساعي الرامية إلى إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من الداخل والإسراع في التوصل إلى توافق وطني فلسطيني حول المرحلة القادمة.
وقالت المصادر الفلسطينية الرسمية: بعد انتهاء اللقاءات سوف يغادر اللواء عمر سليمان إلى العاصمة الأمريكية واشنطن في التاسع من ديسمبر الجاري لعرض نتائج الحوار على الإدارة الأمريكية لطلب دعمها لإنجاح الجهود الرامية للضغط على إسرائيل من اجل التوصل إلى مشروع هدنة ثانية ثابتة وغير مؤقتة وبضمانات دولية أمريكية.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved