Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أضواء أضواء
أفريقيا العربية ساحة المواجهة القادمة بين باريس وواشنطن
جاسر عبدالعزيز الجاسر

ليس جديداً ملاحقة الدبلوماسية الأمريكية لحليفتها اللدودة الدبلوماسية الفرنسية، فالأمريكيون اخترقوا الفناء السياسي الفرنسي في أفريقيا وسجلوا العديد من النجاحات حيث تحولت بوصلة النفوذ السياسي في العديد من الدول الأفريقية باتجاه واشنطن مديرة ظهرها لباريس التي كانت صاحبة اليد الطولى في القارة السوداء.
ضمن هذه الملاحقة سبق رئيس الدبلوماسية الأمريكية الوزير كولن باول زيارة الرئيس الفرنسي جاك شيراك لتونس الذي بكر في الوصول إلى العاصمة المغاربية للمشاركة في القمة المغاربية المتوسطية.
باول أضاف لتونس المغرب والجزائر لجولته لشمال أفريقيا وكالعادة كان حديث الوزير الأمريكي منصباً بالاضافة إلى موضوع مكافحة الإرهاب، لاحظ المتابعون لتحركاته في الشمال الأفريقي، أنه ركز على مواضيع حقوق الإنسان والإصلاح السياسي وتحسين قطاعات التعليم موجهاً الاشادة والنقد المبطن للدول الثلاث، ففي الوقت الذي اشاد بتعاون الدول الثلاث الاستثنائي في مكافحة الإرهاب حث على ضرورة ادخال اصلاحات سياسية، منوهاً بما فعلته تونس التي قال عنها بأنها فعلت الكثير ولهذا السبب نطلب منها القيام بأكثر من ذلك في مجال الاصلاح السياسي.
وفي الجزائر اشاد بدورها الاستثنائي في الحرب ضد الإرهاب، إلا أنه أكد في نفس الوقت ان حرية الصحافة ومشاركة واسعة في السياسة واحترام حقوق الإنسان تشكل ركائز مهمة في عملية الإصلاح السياسي.
جولة باول في الشمال الأفريقي العربي لا تخرج عن المحاولات الأمريكية لنشر التوجه الأمريكي باعتماد التوجه والنظرة الأمريكية لفرض الديمقواطية الأمريكية وفق المعايير التي بدأت تتبلور والمعتمدة على محاربة التطرف والأصولية مقابل تطبيق الأساليب الأمريكية وقواعدها الديمقراطية مع حث الدول وبالذات العربية والإسلامية على تطوير المناهج التعليمية..!! لإلغاء الكراهية على حد زعم الأمريكيين الذين لا يرون في الأصولية اليهودية ولا في نظريتها الأصولية المسيحية فكراً متطرفاً يحث على الكراهية مثل ما يتداول في إسرائيل وفي أمريكا نفسها.
الوجه المعلن للغزو الأمريكي الذي قاده كبير الدبلوماسية كولن باول للفناء الفرنسي السياسي في الشمال الأفريقي العربي، كان محصوراً في الحديث عن حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب والإصلاح السياسي وتطوير برامج ومناهج التعليم، أما المخفي في هذا الغزو فهو ملاحقة وتقليص تواجد الحليف اللدود فرنسا التي وإن رأى رئيسها جاك شيراك أنه لا يوجد تنافس فرنسي أمريكي على النفوذ والمصالح في الشمال العربي الأفريقي.. إلا أن الواقع والملاحقة تثبتان أن ساحة المواجهة بين الدبلوماسية الأمريكية وحليفتها الفرنسية المتميزة بمواقفها المستقلة.. ستكون في شمال أفريقيا.. بعد أن حسمت أمريكا الموقف وإلى حد ما في وسط أفريقيا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved