Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات آخرى نهارات آخرى
رسالة إلى المدينة الثانية
فاطمة فيصل العتيبي

لم تستطع «الثمامة» وهي مبللة بالمطر..
أن تنسيني «أبرق» عنيزة و«مصفرها» وغضاها «العذي» حين تتقاطر عليه السحائب وتهبه ماءها العذب..
** لمَ تبقى مدينتك الأولى.. موسومة هكذا في قلبك؟
تلاحقك في الصحو والمطر..
في اليقظة والمنام..
لا تدع لك فرصة جديدة لكي تفتح مكاناً أكثر اتساعاً لمدن أخرى..
تظل مدينتك الأولى تزاحم بقوة.. وتدفع بقوة كل مدينة جديدة ممكن أن تنافس!
** لكن «الرياض»
مدينة عصية.. لا تقبل الاستسلام
ظلت طوال عشر سنوات مضت.. تحاول.. تعارك تنافس.. تزاحم..
حتى اتخذت مكاناً قصياً ودافئاً في جنبات القلب..
حتى لو لم يكن للرياض تلال الرمل الذهبية لتلك المدينة الأولى التي لا تتكرر..
وحتى لو لم يكن للرياض أشجار غضى.. تستحيل إلى جمر يتلظى.. يهب القلب في حدة برودة الشتاء أعلى مقاييس الدفء والاعتمار بالحب.. التي ممكن أن تشهدها المقاييس العالمية لدفء القلوب!
حتى لو لم يكن للرياض تلك «النفد» الرملية العالية التي ترفع من حدة الإحساس بعذوبة الحياة وشجنها الجميل ذلك الشجن الذي لا يمكن أن تهبك إياه مدينة أخرى غير هذه الصغيرة المتمردة.. المتلحفة بالجمر والرمل والغضى عنيزة العذبة..
** ظلت الرياض ب«غدرانها» التي أسماها أبنائي هذا الأسبوع السبعة بحور..
حيث تراءت لهم الرياض مدينة مذهلة استيقظت على سبعة بحار تشكلت على صحرائها..
فجلس الناس حولها يحتسون برد الشتاء مع فناجين القهوة المبهرة بالهيل والأمن والحب..
وتراءت لهم الرياض مدينة ساحلية.. تمزج بين المتناقضات والتضادات.. فتبدو أكثر جمالاً وأكثر إبهاراً..
** ظلت الرياض المدينة التي وهبتني الحب العذب الذي تزداد مناسيبه مع المطر والغيم..
ولا تغيب مؤشراته حتى مع الصحو..
وتظل الرياض هي المدينة التي دفنت فيها كل إحباطاتي واندغمت أكثر فيها مع أحلامي التي لا تنتهي..
** فيا أيتها المدينة البهية.. العظيمة كنقطة أولى في تاريخ الوطن أحبكِ.. الرياض..
ممطرة.. نافرة.. مذهلة..
تغسلين عني وعثاء الحزن..
وتهبين قلبي قصائدة العذبة التي لا تكف عن التكوين والتشكيل.

فاكس 4530922

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved