Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عبدالعزيز بن فهد.. شجاعةٌ لا تنطفئ! عبدالعزيز بن فهد.. شجاعةٌ لا تنطفئ!
ناهد بنت أنور التادفي/ عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

كانت لفتة تلك التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز غداة الاعتداء الآثم الذي تعرض له مجمع المحيا السكني بالرياض، فرغم هول المصيبة وتيتم الأطفال الأبرياء وترمل النساء اليافعات وفقدان الآباء المسالمين لأغلى ما عندهم في هذه الدنيا وهم فلذات الأكباد إلاّ أن زيارة الأمير عبدالعزيز بن فهد التفقدية والوقوف على أحوال تلك الأسر المنكوبة التي اجتاحتها موجة الارهاب الغادرة كان لها في النفوس وقع وأثر طيب خفف من المصاب الكبير والخطب الذي نزل على هذه الأسرة من غير ذنبٍ اقترفته حتى تنال من الارهابيين ذوي القلوب المريضة الحالكة السواد كل هذا العذاب الأليم.
إنه ورغم فداحة الجرم الكبير الذي ارتكبه الارهابيون في حق هذه الأسر و«للأسف الشديد» العربية المسلمة ورغم عظم المأساة التي تعيشها من هول المصيبة إلا أن زيارة الأمير عبدالعزيز متأبطاً سلاحه حاملاً روحه بين كفيه متحدياً الأخطار المحدقة بالمكان من مخلفات الارهاب الآثم كان لها وقع السحر في نفوس تلكم الأسر المفجوعة، فقد كان مجيئه بمثابة الرد الكافي على المرجفين في المدينة الذين يرجون لكثير من الشائعات المغرضة فردَّ عليهم الأمير وألجم أفواههم حينما وقف على بقايا حطام الارهاب المفسد في الارض والمهلك للحرث والنسل مؤكداً الوقوف جنباً إلى جنب مع أسر الضحايا الذين راحو عشية الهجوم البربري على مجمع المحيا السكني، وقد تجلمدت هذه الأسر بالصبر الجميل بفضل وقوف ولاة الأمر معها ومن بينهم الأمير عبدالعزيز الذي صادف وجوده بالقرب من موقع المجمع وتناست الأسر الكثير من آلامها المعتصرة في جوفها جراء فقدانها لأعز الأبناء وأغلى الأمهات وأنبل الآباء بيد الارهاب البغيض الذي يسعى لنشر الرعب والخوف بين الناس وقتل الأبرياء وإراقة الدماء وانتهاك الحرمات وتفجير البيوت على ساكنيها بجرائم تقشعر من هولها الأبدان في ليلة من ليالي الشهر الفضيل.
ليس ذلك بمستغرب أبداً على الأمير عبدالعزيز بن فهد ان يتخذ هذه المواقف فهو سليل الفوارس إذ جده عبدالعزيز قد حرر وطناً كاملاً وثبّت فيه أركان التوحيد والأمان وأراح الناس من الخوف والوجل والجوع والفقر والجهل الذي كان مسيطراً عليهم في شبه الجزيرة العربية ووالده الملك فهد بن عبدالعزيز باني نهضة ومجد المملكة في عصرها الحاضر وواضع أسس الدولة الحديثة وقائد مسيرة التحدي والنماء، وأعمامه عبدالله وسلطان مساعدا خادم الحرمين الشريفين فيما تحقق للمملكة من أمن وازدهار، وعمّه الآخر الأمير نايف بن عبدالعزيز رجل الأمن الأول في بلادنا.
من حق سكان المحيا أن يتباهوا ويفرحوا ويزدادوا أماناً وطمأنينة بعد مجيء الأمير عبدالعزيز بن فهد اليهم وتشرفهم بالسلام عليه والاستماع إلى نصائحه وارشاداته التي منحتهم ضوء شمعة أكبر في حدودها من الحدود وكانت لهم بواكير صباح تعلن عن الحب والأمل بعقود حسن الوفادة وعهود طيب التعامل مجدداً الأمير إصرار رجال الأمن بقيادة سمو الأمير نايف على استئصال شأفة التطرف ومحاربة الارهابيين وفضح اتجاهاتهم الإجرامية الخطيرة والضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه الخبيثة تعكير أمن البلاد واستقرارها بتصرفات رعناء لا تمت لقيمنا وأخلاقنا بأية صلة.
نسأل الله ان تظل المملكة بلد الأمن والأمان والاستقرار وأن يدحر ما يقوم به أولئك الباغون الضالون ممن باعوا دينهم بنزواتهم وتحولوا من أناس شرفاء الى اذناب حقيرة ودمى بشرية رخيصة يغرسون خناجرهم المسمومة في خاصرة الوطن بأعمال إرهابية خارجة عن الدين تستهدف الآمنين، وسنبقى جميعاً واقفين صفاً واحداً خلف حكومتنا الرشيدة في مواجهة المفسدين في الأرض واجتثاث الإرهاب من جذوره وردع كل من ضل عن الطريق الصحيح واتبع الشيطان وانتج فكراً مضلاً دخيلاً ولن يخدعنا المثبطون والانتهازيون من تجار الأزمات الذين لا يظهرون إلا في الليالي حالكة السواد، فنرجوه تعالى أن يجعل للمجرمين الخزي والعار في الدنيا والآخرة وألا يريكم مكروهاً بعد اليوم يا سكان المحيا.

الرياض - فاكس 014803452

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved