تعليقاً على تأكيد د. المانع
نعم للتشغيل الذاتي في المستشفيات

سعادة رئيس التحرير خالد المالك تحية طيبة
سعدت وأنا اقرأ تأكيد معالي وزير الصحة د. حمد المانع بنجاح تجربة التشغيل الذاتي لمستشفيات وزارة الصحة والمنشور بعدد الجزيرة «11355» ليوم الجمعة 5/9/1424هـ والتي ظلت حقبة من الزمن تدار بشركات التشغيل التابعة للقطاع الخاص الذي يهمه العائد المادي في المقام الاول.. واصبحت تلك المستشفيات ضحية لشركات التشغيل التي تتعاقب عليها وكأنها حقل تجارب ومعامل مخبرية لاطباء وفنيين يتم جلبهم من دول مغمورة وليست مرموقة وبأبخس الاثمان ليتعلم التطبب والجراحة بمرضانا فكم من عاهات سببوها وكم من اخطاء ارتكبوها وكم من انفس ازهقوها.. صحفنا المحلية تناولت تلك الاخطاء بشيء من التفصيل سواء عن طريق التحقيق او الخبر او نشر معاناة من كانوا ضحاياها.. مستشفى الملك خالد بحائل يعد واحدا ان لم يكن الاوحد على مستوى المملكة الذي تعاقبت عليه شركات تشغيل فاشلة وكل منها اسوأ من الاخرى.. هذا المستشفى تحول من معالجة المرضى الى حقل تجارب ومركز ابحاث لاطباء مبتدئين وغير مؤهلين تستقطبهم تلك الشركات من بلدانهن وبأرخص الاثمان ليتدربوا على الاجهزة الطبية التي ينبهرون منها لعدم معرفتهم بها سابقا وربما البعض منهم لم يمسك المشرط ويشرح الا بهذا المستشفى وجعلوا اجساد مرضانا واعضائهم تجارب لمشارطهم وادويتهم التي تسبب لهم الموت تارة والعاهة تارة اخرى.. واقع هذا المستشفى واوضاعه المزرية طرحت مئات المرات عبر الصحف والمجلات وبث من خلالها المعاناة والآهات وتزايدت المطالبات والمناشدات بتحريره من شركات التشغيل.. ورفع عنه عشرات التقارير من قبل الجهات الرسمية بالمنطقة موضحة سوء الخدمة التي يقدمها.. حررت شكاوى من قبل ذوي المتضررين منها للشئون الصحية بالمنطقة ورفع مثلها لمقام الوزارة واحيل الكثير منها الى لجان الطب الشرعي وما ان يصدر قرار بادانة الطبيب حتى يتم على الفور الغاء عقده واستبداله بطبيب اخر ليمارس دور صاحبه السابق باكتساب الخبرة على آجساد مرضانا رجالا ونساء.. وهكذا يعودون الى بلدانهم وقد اكتسبوا خبرات جسدية ومهارات عالية بإجراء العمليات الجراحية الدقيقة واتقنوا ممارسات العمل على اجهزة طبية حديثة..وخلفوا وراءهم عاهات جسدية مستديمة ومآسي اسرية حزينة.. ولتدعيم القول بمثال واحد وحديث لخلل هذا المستشفى واستشراء الخطأ الطبي فيه حدثني صديق وزميل لي بالعمل ان شقيقته تعرضت لحادث نتج عنه كسر في الحوض في 11/5/1424هـ وتم تنويمها بهذا المستشفى وبعد اربعين يوما تم اخراجها وهي تنتقل بعربة خاصة واعطيت كيسا من الادوية أغلبها دواء المسكنات والمهدئات مع موعد للمراجعة بعد شهر.. وعند حلول الموعد اصطحبتها الى عيادة الطبيب الماهر وطلب اخذ اشعة اخرى ليتأكد من سلامة الحوض ولكن حصل ما لم يكن بالحسبان حيث صعقت بقول الطبيب انه اكتشف كسرا آخر.. عندها سحبت شقيقتي وانا اقول حسبي الله ونعم الوكيل.. وتوجهت الى احد المستوصفات الخاصة وقابلت استشاري عظام وبعد الكشف نصحني بالتوجه فورا الى احد مستشفيات الرياض سواء الحكومية او الاهلية وكثفت اتصالاتي مع الخطوط لحجز مقعدين وفي اقرب رحلة وتحقق ذلك بعدما فهموا معاناتي وبعد وصولي الى الرياض توجهت الى مستشفى الملك خالد الجامعي الذي تفاعل الاطباء مع الحالة وتم اخذ عدد من الاشعات واستغربوا بل استهجنوا تعامل الاطباء بحائل مع هذه الحالات الخطيرة.. وتم تنويمها لمدة اسبوع حتى يتم الحصول على سرير بمستشفى الملك عبدالعزيز بالحرس الوطني نظرا لوجود امكانيات متطورة واطباء مهرة متخصصين وتم اجراء عملية جراحية تكللت ولله الحمد والمنة بالنجاح هذه حالة من مئات الحالات وارشيف الوزارة يشهد بذلك.. والسؤال الذي نطرحه متى تحرر وزارة الصحة مستشفى الملك خالد بحائل من شركات التشغيل ليكون كحال المستشفيات؟ ننتظر الاجابة من معاليه.