Saturday 6th december,2003 11391العدد السبت 12 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

خدعوها بقولهم: حسناء خدعوها بقولهم: حسناء

في جزيرتنا الغراء وفي يوم الجمعة الموافق 4/10/1424ه قرأت سؤالاً لسائلة تقول: «ما حكم مهاتفة شخص يرغب في الزواج مني؟! من أجل ذلك انسالت الأفكار في رأسي كالسيل المنهمر.. وتوالت الكلمات على مخيلتي كضيوف قدموا إلى كريم.. كل ذلك غيرة لديني.. وحباً لبنات بلدي.. أقول مستعيناً بالله الجواد.. أختاه.. لا تغتري ب«الذئاب».. ولا تجنحي للمارقين.. الذين قتلهم الفراغ.. وأودى بهم الكسل والركون.. لا تكوني فريسة سهلة للآكلين.. بل كوني جبلاً صلباً لا يجابهك أحد.. صوني أسوار مملكتك من الأعداء.. وتحلي بالشجاعة وتشبثي بالدين.. لأن هذا من عوامل النصر والثبات.
أختاه.. رددي ما يقوله أمير الشعراء، وتأملي في فحو خطابي، وطبقي ما يقوله باتقان أسمعيه يقول: خدعوها بقولهم حسناء! والغواني يغرهن الثناء..
لا تكوني ممن قال فيهم «خدعوها»! لأن الذئاب الماكرة تستطيع بحيلتها أن تهدي باقة الورد وبقدرتها أن توزع العسل.. وبطاقتها إن تلين الكلام... وتخضع في الخطاب.
أختاه.. ذكر الشيخ الفاضل ابراهيم الدويش في أحد أشرطته بقصة تقول: إن هناك شابا تعلق بفتاة عن طريق الهاتف.. وأوهمها بالزواج.. وكذب عليها بالحب.. فخرجت معه.. وضاع الكنز الثمين، وعندما قالت له ذات مرة: متى موعد الزواج..؟ أتدرين ماذا قال لها؟ ولقد قال: «أنا لا أتزوج فاجرة!!»
حقاً إنها كلمة تهز النفوس.. وتدمي الأجساد.. وتدمع المقل.. أبعد هذا تقولين: أريد الزواج منه! ثم اعلمي يا رعاك الله أن ربنا الحكيم قال في كتابه العزيز: {وّلا تّتَّبٌعٍوا خٍطٍوّاتٌ الشَّيًطّانٌ} فانظري إلى بلاغة المعنى في «خطوات» إذ لم يقل «خطوة» لأن الشيطان الرجيم يرتقي بالدرجات حتى يوقع المرء بالدركات فهلا عقلتِ ذلك!
وتأملي ذلك من الناحية النفسية فطالما أنك تحادثينه فستبقين في عذاب وصراع شديدين.. أرق، وسهر وعذاب، ووجد.. لأن ذلك لمن يبنى للتقوى.. {وّمّنً أّعًرّضّ عّن ذٌكًرٌي فّإنَّ لّهٍ مّعٌيشّةْ ضّنكْا} والنفوس مجبولة على حب القرار والسكون والراحة.. فهل تحبين أن تشقيها في دنياك قبل اخراك.. عياذا بربنا العزيز ثم أجلسي - يا رعاك الله - مع نفسك جلسة المتدبر المتأمل: يا تُرى هل هاتفتِه ذات مرة بحضور أمك وأبيك.. وأختك.. وأخيك.. كلا وألف كلا، لأن الإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس».
ثم فكري في الوضع حين زواجك.. هل ترضين لابنتك أن تحادث شخصاً كهذا!! هل ترضينه لها!
لا والله، فكيف ترضينه لنفسك إذن. أأنت في حصانة.. أم أنتِ في كرامة.. أم أنتِ في نزاهة!
شياطين الإنس قد تعلموا في مدرسة شياطين الجن! فبعضهم يوحي إلى بعض، فقد يسجل ذاكم الذئب صوتك عبر هاتفيه ثم يهددك به.. وهكذا حتى تغرقي في الوحل وتندمي «ولات ساعة مندم» واعلمي أن ديننا الحنيف قال لنا: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه» فهل ترضين هذا وأمثاله أن يكون بعلاً لكِ.. وأباً لأبنائك.. وقائداً لبيتك - ثم ألا تخشين تكرار ما يفعله حتى زواجه من أن يكرر مثل هذا مع غيرك..؟ واعلمي بأن الشكوك ستنمو في نفسه تجاهك.. لأنه ذو تجربة سابقة معك.. وسيكون حصاد تلك الشكوك الطلاق.. ولا حول ولا قوة إلا بالله..
أختاه/ إذا كنت تعيشين هذه التجربة المرة فعلاجها سهل يسير ولله الحمد.. وهي القطع البات لهذه العلاقة طالما أنها لم تستفحل.. وحادثي من تثقين بعلمه ودينه كي يوفر لك علاجاً ناجعا بإذن الله وحاولي أن تقضي على فراغك بما يفيد من أعمال منزلية، وتلاوة للقرآن، وقراءة لكتاب مفيد ومشاهدة لبرنامج خير.. وعليك بالالتحاق بركب الصالحات.. فهن سفينة النجاة بإذن الله.. وتذكري أن «من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه..»
اختاه من الآن اقلعي.. واعزمي على عدم العود.. وفارقي لذة الساعة لتنعمي باللذة إلى قيام الساعة.. ستر الله على بنات المسلمين.. وأسدل عليهن الحشمة والعافية.. وحفظهن الله من كيد الكائدين ومكر الماكرين..

سليمان بن فهد المطلق/ بريدة

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved