Sunday 7th december,2003 11392العدد الأحد 13 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعضهم حرموا من الدراسة لعدم توفر الهوية: بعضهم حرموا من الدراسة لعدم توفر الهوية:
التمادي في العناد بين المتطلقين يحرم الأبناء حقوقهم ..
الأبناء ليسوا ورقة ضغط مقبولة على الأم..

* إعداد - فاطمة العسيري:
حينما يدب الخلاف بين زوجين منجبين لأطفال ويتطور هذا الخلاف ليصل الامر بهما لمرحلة الافتراق والطلاق فإن سلبيات ومشكلات ستتبع هذا الاجراء الذي كان يجب ألا يتم، فإذا تم وكان الاب متمادياً في عقاب الأم «مهما كان موقفها» ظالمة أو مظلومة فإن تشدده، هذا قد يطال اطفالهما وهم لا ذنب لهم في هذه المسألة ولا علاقة لهم بما كدر علاقة والديهم بغض النظر عمن هو المصيب أو المخطىء منهما «الأب أو الأم».. هنا نتطرق بإيجاز بمشاركة عدد من الاخوات ممن عايشن المسألة حينما يرفض الزوج تسجيل ابنائه من مطلقته في اوراقه الرسمية لإثبات هويتهم وما يستتبع ذلك من اجراءات رسمية تلزم هؤلاء الابناء.. على أننا وان لم تتح لنا الفرصة للحديث مع المسؤولين في جهة الاختصاص الرسمية الا اننا نطمع في تعقيب اورد يشفي الغليل شاكرين لحسن التجاوب..
«معاناة»
في ركن من غرفة صغيرة في إحدى المبراة الخيرية تسرد «حياة» قصتها حيث تقول: إن مطلقها لم يستخرج لأبنائها إلى الآن شهادات الميلاد ولم يضف أحداً منهم إلى بطاقة العائلة، وقد شارف أحد الأبناء على بلوغ السن الدراسي فكيف تعايش هذه الأمور، وهي تشعر بأن أبناءها دون مستندات رسمية تثبت وجودهم وهويتهم، فكيف تتخطى هذه المطلقة معاناتها وتتجاوز هذه المرحلة لتصل إلى الراحة النفسية؟
فهذه القضية مصيرية لأبناء يتطلعون إلى غدٍ افضل فكيف يجنون ثماره؟
وكل القوانين المنصبة هنا ليست بمستوى الضغط على الأب.. فلا هي تحفزه ولا هي تجبره البتة.
وتقول «ف. ص»: يرفض زوجي الذهاب مع ابني ليستخرج له بطاقة شخصية من باب انه يريد قهري ولكن ما ذنب الابن، هل تكون لقوانين الأحوال المدنية هنا وقفة، وهل تقوم بعمل تسعى من خلاله إلى الأفضل وتتوخى في ذلك إضفاء اكبر قدر من الشفافية على الضوابط التي يجب ان تحكم مزاجيات هذا النوع من الآباء المتهاونين؟
وتقول «س.العمري»: احفز ابنائي إلى الذهاب لوالدهم ومحبته ولكن دائماً يهدم بمعول القسوة ما يتم بناؤه كل ما أريده منه ضم أبنائي إلى بطاقة العائلة ولكني لا أسمع سوى كلمات تزيد من غلي حائرة ماذا أفعل؟
إن مماطلة الأب هنا من أجل إثارة غضب الأم دون النظر والإدراك الحقيقي أن هذه المماطلة باتت تشكل خطراً يلقي بتبعياته على الأبناء في المستقبل.. وهذا بسبب آباء افتقدوا إحساسهم بأدوارهم والأمانة التي حملوها.. والملزمون بها دون قرارات أو نظم أو ضوابط قانون.
وتقول «غالية»: لدي ابنتان ولم يقم مطلقي بضمهما إلى الآن والكبرى وصلت إلى السن الذي يسمح لها بدخول المدرسة دون سؤال من الوالد عنها، وأريد ان يضيفها إلى بطاقة العائلة دون أن أضغط عليه حتى لا يأخذ الكبرى مني فهو متزوج وزوجة الاب لا ترحم، فقد عشت عذابها من قبل ولا أريد أن تعيش ابنتي ذات العذاب، وهنا حيرة أخرى تمنع الأم.. حيرة سببها الخوف من الحرمان.
* بانتظار تعقيب جهة الاختصاص:
من واقع ما سرد من حالات ماثلة للعيان.. ما هو رد المسؤولين في الأحوال المدنية؟
فهذه التجربة المؤلمة تجعلنا نركز على نقطة مهمة، أن ضياع هوية أبناء مواطنين يحصل في غياب الضمير والأبوة الحقة اذ هما ركنان لا يتم أحدهما في غياب الآخر بمعنى انه لا يمكن ضياع الهوية ان وجد هناك أب واعٍ يملك ضمير وحس الأب المخلص.. وهذا ما حدا بالام المدعوة «عائشة القحطاني» للتساؤل بقولها: لا أريد سوى معرفة لمن التجىء لحل هذه الاشكالية التي لعبت بأعصابنا نحن المطلقات فبالاضافة إلى نظرة المجتمع الدونية لنا ونارها المحرقة نعيش نار الحرب الباردة.. مع من طللقونا.
فلم لا يعاقب النظام في الأحوال المدنية بالسجن أو الغرامة لمن يماطل في ضم أبنائه أو يتأخر، ولمن اذهب حتى يعيد لي حقي وحق أبنائي في أن يعيشوا في وطنهم بهويتهم التي يفتخرون بالانتماء اليها.
وما هي الانظمة الرادعة التي يناط بها مماطلة الاب وعناده، فهذه الظاهرة يجب أن تسترعي انتباه المسؤولين حتى يعمدوا إلى الحد من آثارها واضرارها التي افرزتها عملية تحجر قلوب الآباء ولا يخفى على أحد منا ما يدور في قلوب المطلقات من معاناة فيجب ان نعي دائماً أن هناك مجموعة من الحقائق يجب الوقوف إلى جانبها التي تشمل على سبيل المثال لا الحصر.
بنات الوطن المطلقات وما يعانينه من جراء مماطلة المطلق وضياع هوية أبناء سعوديين.
وضياع مستقبل الأبناء الدراسي، وعدم قدرة المطلقة على التحرك واستخراج الهوية لأبنائها مادام الزوج على قيد الحياة، والشواهد كثيرة وماثلة في مجتمعنا.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved