Sunday 7th december,2003 11392العدد الأحد 13 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

5/1/1391هـ الموافق 2/3/1971م العدد 332 5/1/1391هـ الموافق 2/3/1971م العدد 332
كلمات ساهرة
بقلم: أحمد عسيري

ما أعظم طهارة الإيمان، وما أجمل صفاء القلب، كيف لا يبتسم الإنسان للحياة وهو يرى الأيدي على الأيدي في وفاق.. والأعناق إلى الأعناق في محبة وإخاء واشتياق.. والمسيرة واحدة والطريق مزروعة الضفاف مخضوضرة الحقول مائلة الأغصان كتواضع الإنسان المؤمن بربه الصادق في عقيدته لا رياء ولا سمعة.. لا يحرق الأموات في أجداثهم بلسانه، ولا يلهب الأحياء في حياتهم بأعماله القذرة وتصرفاته الشنعاء، عرف الطريق الطاهر فسلكه ولم يضمر لأحد حقدا فيهلكه في مواطن الخير تجده في مكانه، وفي سبيل الحق يطلق عنانه، يقابل أصدقاءه بابتسامة الرضا فتكون سفيراً لمشاعر القلب الصادق، وينظر بعينه إلى الآخرين بالرضا فتكون عن كل عيب كليلة. هذا هو شيء من الإنسان على حقيقته وصورته التي يريد الله عز وجل أن يرى عبده عليها فهل نحن متبعون؟!
الابتسامة عنوان الصفاء والمحبة حين يكون منبعها الدافق ومبعثها الجميل هو القلب بإخلاصه والروح بإيمانها والمشاعر بصدقها. عند هذا تكون الابتسامة بلسما لكل علقم بين الأصدقاء. بين البنين والآباء، وفي حياة الإنسانية جمعاء. أترانا نبخل بالابتسامة العارية من كل زيف، الخالية من كل شائبة؟ أم ترانا نتلفع برداء الحقد ونعيش في بؤرة التجهم؟ ابتساماتنا يعلوها الإصفرار وقلوبنا تلتهمها النار.. صفتنا النميمة وشعارنا التفرقة بين القلوب المتآخية لنلقيها في الهاوية السحيقة.. لا يعرف الإخلاص سبيله إلى قلوبنا ولا الإيمان طريقه إلى أرواحنا فكيف لنا أن نعيش على هذا الكوكب بل أغرب من هذا ما لهذا الكوكب لا يميل بنا ليفضح أسرارنا ويقطع أشراكنا ويمزق نياط قلوبنا ليرانا من هذبت منهم النفوس ورفعت منهم الرؤوس لأنها خالية من الخداع والزيف.. مقفرة من النميمة والكذب.. سابحة في عالم الطهر والفضيلة مبتسمة ابتسامة الرضا الجميلة؟؟

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved