Wednesday 10th december,2003 11395العدد الاربعاء 16 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بلا تردد بلا تردد
خليك ... بالبيت .. .المرأة الزوبعة
«النجاح اعتداء على الآخرين.. لأنه يكشف فشلهم»
هدى بنت فهد المعجل

هكذا قالت حينما سُئِلتْ عن السبب في محاربة بعض الأدباء والمثقفين لها، والإنقاص من ثقلها الأدبي، ومكانتها الثقافية، وإمكانيتها الإبداعية..!
اتهموها بأن روايتها ليست لها .. بل للشاعر العراقي «سعدي يوسف» وبين يدي الآن الطبعة السابعة عشرة منها 2001م ومازال الاتهام قائماً في ذهن المتلقي رغم أن القضية قد حُسِمت.. وصدر الحكم في شأنها.. .وثبت ملكية الروائية «أحلام مستغانمي» لها .. وأسقط في يد المتهمين.
وقد سبق لي الكتابة «بلا تردد» بتاريخ 1-5-2002م عن (ذاكرة الجسد) والضجة التي اثيرت ضدها، وكان ذلك قبل أن أطلع على الرواية، وبينت أنه رغم الضجة تلك إلا أنه تقرر تحويلها إلى فيلم سينمائي يقوم بدور البطولة فيه (نور الشريف) وتصل ميزانية الفيلم إلى 7 ملايين دولار يقوم بتمويله شركة مصر العالمية للمخرج (يوسف شاهين) بالتناصف مع شركة إنتاج فرنسية.
واليوم .. وبعد أن قرأت (ذاكرة الجسد) وظفرت ب (فوضى الحواس) و (عابر سرير) بنية قراءتهما .. وبعد أن تابعت اللقاء المجرى مع الروائية المرأة الزوبعة (أحلام مستغانمي) في برنامج (خليك بالبيتى) أصبحت مهيأة لأن أقرَّ بأنها المبدعة للرواية القضية ولا أحد سواها.
وكان لزاما أن تحسم القضية مع المتلقي أي كانت إمكانياته بعبارتها التي رنت في أذني... ومازالت ترن: «النجاح اعتداء على الآخرين لأنه يكشف فشلهم» فكيف بالنجاح عندما ترتديه امرأة زوبعة كأحلام مستغانمي؟!
كانت أحلام مدركة أن العداء الذي حيك ضدها لم يأت من القارئ حيث قالت (القارئ لا يعلن عليك العداء بل الكاتب من يعلن ذلك) وأصابت بناء على تجربة مررتُ بها.. وربَّما مرّتْ بها نساء كاتبات غيري.. ولن أنسى ما حييت عبارة ذلك الأديب القاص حينما قصدني بنية يعلمها.. بعد أن سلَّط نور كلماته مادحاً ومثنياً ومباركاً وبعد ذلك صوَّب نحوي سلاحه وأطلق أعيرته النارية أو (عبارته) النارية إن شئتم: (إذاً مكانكِ تُحمَدي وخلّي الكتابة لنا).
فالكاتب من يعلن علينا العداء.. والا لماذا نبرِّر صمت سعد يوسف شهراً كاملاً قبل أن يعلن براءته من العمل وترك (مستغانمي) تنهش وبضراوة..؟؟!!
بفضل النهش!! ولأن رب ضارة نافعة!! فقد واصلت أحلام عطاءها وقدَّمت لنا بعد (ذاكرة الجسد).. (فوضى الحواس).. و (عابر سرير) لتثبت مقولتها:
(المبدع يردُّ على كل فاجعة بكتاب وليس بمعارك) فردَّتْ هي بكتب، والرابع قادم بإذن الله.
ولعل ما أثَّر في نفسها أنها ظلت على مدى ست سنوات ترفض دعوات المربد بسبب ما يفعله صدام حسين من نفي للشعراء، وفي رفضها مؤازرة لأدباء العراق المنفيين، ثم تتلقى طعنة من أحدهم!!
وتتولَّى الطعنات ليكتب (رجاء النقاش) في (الوطن العربي) ست حلقات قارن فيها بين (ذاكرة الجسد) .. .و (وليمة لأعشاب البحر) لحيدر حيدر.. وهي لم تطلع مسبقاً على رواية حيدر حيدر تلك.. لنتساءل بأسى وحزن ووجعٍ مضن (لماذا الوطن يهين رموزه؟؟!).
أجل أحلام مستغانمي لمن لا يعرفها.. ولم يقرأ لها.. ولم يستمع لها.. .أو يسمع عنها .. رمز للمرأة المناضلة الزوبعة.. حيث هرَّبت التاريخ وتاريخ مأساة الشعب الجزائري في رواياتها.. وترى أن الرواية آخر حقيبة لتهريب التاريخ.. لماذا؟
لأننا ببساطة نهيئ لثقافة النسيان.. فمن كان بالأمس معنا.. وفقدناه اليوم.. حتماً سننساه غداً.. ولن يذكره بوجع رحيله، وعمق الهوة.. سوى ديوان العرب القادم (الرواية).
أحلام تؤكد أننا لكي ننجو من عدو لنا علينا أن نتكئ على عدو آخر.. فكل المحيطين بنا أعداء ولا مفر منهم! لذا.. ولأنها تجرعت من الفواجع .. وتمرَّغتْ في وحل دمائها.. فهي تجسِّد نفسها وقد بلغت سن الفاجعة.. ليس في وطنها الجزائر وحده.. ولم تعد سريعة العطب.. وغدت قادرة على المواجهة.. مما جعلها تقرر قراراً يحيل حياتها وروداً ورياحين وكادي عندما قالت (سأهتم بالورود التي أحاول أن أمدد في حياتها) ولعلنا نستطيع استنتاج ما تعنيه بالورود.. ونترقب انبعاث عطرها.. ونرقب صدور روايتها الرابعة التي ستعبق بالحب المصقول .. والعشق المصفَّى.
صوت:
«مازلنا نبحر في غياهب المجهول بإصرار»

فاكس 8435344-03

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved