Wednesday 10th december,2003 11395العدد الاربعاء 16 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أولياء الأمور ومسألة تخفيض المهور أولياء الأمور ومسألة تخفيض المهور
محمد حزاب الغفيلي / محافظة الرس

نقرأ بين وقت وآخر في صحافتنا المحلية عن خبر ذلك الأب الذي زوج ابنته بصداق قدره خمسة ريالات وخبر ذلك الوالد الذي زوج ابنته بصداق قدره ريال واحد إلى غير ذلك من التنازلات اللافتة للنظر في مهور النساء اللاتي لا يظهر أن لهن فيها رأياً ولا مشورة بل إن أحد الآباء في خبر نشرته إحدى الصحف المحلية بتاريخ 12/6/1424ه قد عرض على ضيف جماعته أن يزوجه ابنته تعويضاً له عن وليمة الضيافة التي استعجل الضيف عن حضورها .
وقد وافق هذا الضيف على هذا التعويض وتم عقد قرانه على هذه الفتاة دون مقدمات ودون معرفة سابقة ودون أية ترتيبات لأن هذه الأمور عند هؤلاء الناس تتعلق بالنخوة والشهامة في حين يراها الآخرون قمة التخل.
، أما أنا وغيري كثيرون ممن لا يحبون التدخل فيما لا يعنيهم فإنني أكتفي بالدعاء بالخير لكل من ساعد في التيسير على راغبي الزواج والتخفيف من المغالاة في المهور السائدة في المجتمع مع التأكيد على بعض الضوابط التي يحسن مراعاتها في مسألة تخفيض المهور تجنباً للسلبيات المترتبة على التخفيض العشوائي ومن هذه الضوابط:
1- أن الهدف في المطالبة بتخفيض المهور ليس التنازل عنها بالكامل أو عن الجزء الأكبر منها لأن الصداق في كل الأحوال حق شرعي للمرأة وليس حقاً لوليها حتى يتنازل عنه ولكن التنازل ينبغي أن يكون وفقاً لقاعدة - لا ضرر ولا ضرار -.
2- في حال تنازل ولي الأمر عن المهر أو جزء منه فينبغي أن يكون على استعداد للقيام بما يلزم من التكاليف الضرورية لإشهار الزواج وتوفير ما تحتاجه ابنته لهذه المناسبة من الملابس والحلي التي كان بمقدورها توفيرها لو حصلت على المهر المناسب القريب من المهر السائد في المجتمع.
3- حبذا لوكانت التخفيضات في المهور على مستوى القرية أو القبيلة أو الجماعة لأن التنازلات الفردية ولاسيما العشوائية منها من شأنها أن تضر بالحقوق المالية للمرأة وبالحالة النفسية بسبب ما تجده من الحرج أمام زميلاتها وقريباتها وبنات جنسها بشكل عام بل قد ينظر إليه من جانب الحاقدين على بلادنا على أنه نوع من هضم حقوق المرأة على يد ولي أمرها ومذكراً بهذه المناسبة بأهمية تصحيح النظرة الدونية من جانب المجتمع تجاه المرأة التي جعلت بعض الرجال يتصرفون بالنيابة عن النساء في كل شيء متخطين حدود القوامة الشرعية ومتجاهلين ما وصلت إليه النساء من مراتب متقدمة في العلم والثقافة جعلت الكثير من النساء أكثر رزانة وصلاحاً وحسن تصرف من الكثير من الرجال أو بالأحرى الأزواج وربما بعض الآباء.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved