Sunday 14th december,2003 11399العدد الأحد 20 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

محمد بن ناصر العبودي لـ « واجهة ومواجهة » 2-2 محمد بن ناصر العبودي لـ « واجهة ومواجهة » 2-2
لولا مشتريات الحكومة من كتبي ما طبعتها..!

  إعداد وحوار: إبراهيم عبدالرحمن التركي
متابعة:علي سعد القحطاني - تصوير: فتحي كالي
** الحوار مع الشيخ «العبودي»
ممتعٌ بلا جدل
لم يرغب صاحبكم إضافة حلقة ثانية..
لولا أن الحديث امتدّ
مثلما شخصية الشيخ تتعدد..
فهو
في «اللُّغة» فقيها..
وفي «الجغرافيا» عالمُا..
وفي «الرحلات» عَلَمُا..
وفي «الأنساب» خبيرا..
وفي «التاريخ» محدثا..
وفي «الشريعة» أستاذا..
وفي «الإدارة» ممارسا..
وفوق ذلك.. ودونه..
لطيفٌ يأسرك هدوؤه
وكريمٌ تفيض مجاملته..
***
** هل قال كل شيء..؟
** بالتأكيد.. لا..
هل كان صريحاً في كل شيء..؟
ربما..
فأمام حكايات «الأنا» و«الآخر»
يلحظ من يعرفه..
كما لاحظ محاوره:
أنه يرى الجانب الممتلئ من «الكأس»..
فقد أشاد بغيره..
ولم يَْصدِّر ذاته..
وترك الحكم للزمن..
إذ هو الحكم الفصل..
وعنده القول الفيصل..
***
معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي
الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي
وشخصية العام الثقافية
في مهرجان الجنادرية
في الحلقة الثانية والأخيرة
من واجهة
ومواجهة
رحلات
** نعود إلى موضوع الرحلات.. هل كانت بدايتها رغبة شخصية منك أم كان ذلك تكليفاً بحكم عملك في الجامعة والأمانة العامة للدعوة ورابطة العالم الإسلامي..؟
- من المعلوم أن الناس تستهويهم الرحلات ويحبون الاستماع إلى الرحالين، وذلك لعامل التشويق في القصص والمشاهدات التي يرويها الرّحالة على المستمعين، ولي برنامج إذاعي -كما تعلمون- مع الشيخ محمد المشوّح في إذاعة القرآن الكريم، والناس يهتمون بهذا البرنامج لكونهم يحبذون معرفة أحوال إخوانهم المسلمين في شتى أصقاع العالم..
أفريقيا
** كانت رحلاتك الأولى إلى «أفريقيا» كما أعتقد..؟
- الحقيقة أول كتاب قمت بتأليفه في هذا الباب كان اسمه «في أفريقية الخضراء» وهو يحتوي على مشاهدات وانطباعات وأحاديث عن الإسلام والمسلمين في تلك الديار، وأذكر -عندما فُتحت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة- وكان محدثكم من أوائل الموظفين الذي تعينوا بها- أن واجهتنا في البداية صعوبات في تعيين الطلبة وقبولهم بالجامعة، وكان الطلاب يأتوننا من العالم الإسلامي ولا نعرف شيئاً عن مصداقية الجهات الدراسية التي تمنحهم الشهادات، خصوصاً من الطلبة الذين يأتوننا من دول أفريقيا، فعقدنا العزم على الكتابة إلى رئاسة الجامعة بخطاب يوضح المشكلة ومن ثمّ ترفعه بدورها إلى الشيخ عبد العزيز بن باز ومنه يرفع إلى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتى البلاد -آنذاك- وكان بالإضافة إلى عمله مفتياً للمملكة العربية السعودية فإنه يرأس الجامعة، ومن ثمّ يُرفع كتابنا من مقام المفتي إلى مقام ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز -قبل أن يصبح ملكاً-..
محتوى
** ما هو محتوى الكتاب..؟
- كان كتابنا يحمل اقتراحاً مفاده أن تقوم الجامعة الإسلامية بإرسال وفد إلى دول أفريقية لكي يتم على ضوئه اختيار الطلاب المناسبين للجامعة، وكنت مع هذا الوفد، فذهبنا إلى هناك وفوجئت في أثناء زيارتنا لهذه البلاد أننا لا نملك معلومات كافية عن المسلمين، لأنها كانت بلاداً مقفلة ولم تهتم الرحلات الغربية بالكتابة -كما ينبغي- عن أحوال المسلمين فيها، ولذلك صرت أكتب مذكرات يومية عن زيارتي لتلك البلدان أدون فيها انطباعاتي ومشاهداتي لأحوال المسلمين في تلك البلاد، وتجمعت تلك المذكرات اليومية وغدت في مجموعها بمثابة كتاب..
مجلة
** هل نشرت شيئاً منها قبل جمعها في كتاب..؟
- كنا في الجامعة نصدر «مجلة الجامعة الإسلامية» وكان لها ثلاثة أو أربعة مشرفين، وكنت أحدهم ومنهم الأستاذ محمد المجذوب -وهو أديب وشاعر سوري معروف- فقرأ مذكراتي عن رحلة أفريقيا واستحسنها وبدأت مجلة الجامعة الإسلامية تنشر شيئاً منها..
استقبال
** كيف كان استقبال الكتاب..؟
- لم أتوقع أن يستقبله الناس بتلك الحفاوة، وأذكر حين طبع كتاب «في أفريقية الخضراء» أنه نفد من المكتبات، ومن الأمور التي شجعتني أن اطلع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -جزاه الله خيراً- عندما كان ولياً للعهد- على هذا الكتاب وقرأه وذكر هذا في مجلس الوزراء، وقد أخبرني بذلك معالي الدكتور عبد العزيز الخويطر..
واقع
** كان هذا دافعاً إيجابياً لك..؟ ثم ماذا..؟
- بالتأكيد.. فقد أثير موضوع الكتاب مرة أخرى حين بحث الملك فهد الكتاب مرة أخرى في مجلسه الذي كان يعقده يوم الثلاثاء مع كبار العلماء، وبعد ذلك أرسل لي الملك فهد حفظه الله الشيخ عبدالعزيز المسند ليطلب مقابلتي وتمت المقابلة في مكتبه العامر وكان ذلك في عام 1399هـ عندما كان الملك خالد -رحمه الله- في رحلة علاجية في الخارج، فأثنى الملك فهد ثانيةً على الكتاب..
اهتمام
** كان اهتمام الملك فهد نتيجة قراءتِه الدقيقة للكتاب.. أليس كذلك..؟
- بلى.. فقد قال لي: في الحقيقة قرأت كتابك ورأيت تحليلك لنكبة العرب في «زنجبار»، وأحسُبه تحليلاً صحيحاً، وقد تكلمت كذا وكذا، والحقيقة أن الإنسان السعودي وهو الوطني المسلم هو الذي يكتب مثل هذا الكتاب، وأنت ذكرت في آخر كتابك وجوب أن يتعاون المسلمون فيما بينهم على نفع إخوانهم المسلمين في أفريقيا وهذا هو الذي ينبغي علينا، ونحن -إن شاء الله- سنقوم باللازم..
انطلاق
** واضحٌ أن الكتاب مثّل نقطة انطلاق لرحلاتك التالية..؟
- نعم.. إذ بعد سنتين أو ثلاث كنا في مكة المكرمة وخلال انعقاد المجلس التأسيسي للرابطة، ذهب أعضاء المجلس ليسلموا على خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز -حفظه الله- في مكة المكرمة وكنا واقفين وبجانبنا معالي الدكتور عبد الله نصيف الأمين العام -حينذاك- الذي كان يقدّمهم للملك ويسمهيم بأسمائهم، وعندما قمت بالسلام عليه، قال لي: يا أخ محمد، ألم تقم بكتابة كتاب آخر غير كتابك الأول فقلت له: الحمد الله -يا جلالة الملك- الكتب كثيرة بتوفيق الله ثم بتشجيعكم، وأذكر أنني سمعت الملك فهد ينوه بالكتاب ويلتفت إلى الأمير عبد الله ويقول له: «والله يا أخ عبد الله عندما قرأت كتاب العبودي عن «أفريقية الخضراء» خِلتُ أنني أمشي معه في أفريقيا»، والحقيقة أن هذا الكلام من لدن خادم الحرمين الشريفين هو الذي شجعني على مواصلة كتابة الرحلات..
تدوين
** بالمناسبة.. الأحاديث الإذاعية حول الرحلات التي تبث الآن في إذاعة القرآن الكريم بشكل أسبوعي، هل هي مدونةٌ..؟
- في الحقيقة ليست مدونة، وعادة ما تكون معي «ورقة» أستذكر منها في كثير من الأحيان الأسماء التي ربما يكون فيها لبس أو اشتباه..
ذهن
** هل تلجأ إلى التسلسل «الموضوعي» المكاني أو التسلسل «الزمني» في ذكر الأسماء وتوصيف الأشياء..؟
- الواقع أنني أستحضر الذكريات من ذهني وأنا في الحقيقة مشغول جداً ومن الصعب جداً أن أكتب، وكثير من الناس يلح عليَّ في طلب محاضرات مني والحقيقة أنني لا أرغب في ذلك، لأن التحضير يحتاج إلى وقت.. وأنا للأسف لا أملك الوقت..
خضراء
** هل أنت أول من أطلق صفة «الخضراء» على «أفريقيا»..؟
- نعم.. واذكر أن فضيلة الشيخ عمر محمد فلاتة الذي تولى الأمانة العامة للجامعة من بعدي وكان مديراً لدار الحديث بالمدينة المنورة قال لي: يا أخي الناس يقولون عن أفريقية إنها سوداء وأنت تخالفهم وتقول: أفريقية خضراء، وفي كتاب آخر اسميته «جولة في جزائر البحر الزنجي» وأنا استنكر من يسمي الزنج ويخلط بينهم وبين السود، فالزنجي -عند العرب- ليس الأسود وإنما الزنوج طائفة من الناس عاشت في شرق أفريقيا في مناطق «مومبسا» و«زنجبار»..
مسمى
** إذن لم سميتها الخضراء..؟
- سميت أفريقيةالخضراء استناداً إلى اللهجة العامية عندنا بمنطقة القصيم التي أعرفها حيث نصف فلاناً بأنه «خضر»، أي نصف أسود، أضف إلى ذلك ما رأيته في بلدانهم من خضرة..
اكتمال
** هل اكتملت الرحلات أم أنك لا تزال تقوم بها..؟
- لا أستطيع أن أجيبك الآن، لأنني لا أدري ما يأتي به الغد، وأنا منذ سنة ونصف لم أذهب إلا إلى رحلتين كتبت عن كل واحدةٍ منهما ثلاثة كتب، من أهمها في الحقيقة كتاب عندي سمّيته «جولة في جزائر البحر الأبيض المتوسط» وقد ذكرت مالطة ولغتهم «العربية» ومدى إجادتهم لها، كما قمنا بزيارة «جزيرة كريت» وهي تابعة لليونان التي حكمها العرب سنوات طويلة مثل «مالطة» فكتبت عنها وعن لغتها وآثارها وسميت كتابي «جولة في جزائر البحر الأبيض المتوسط»، وكتبت عن مشاهداتي في آسيا بعنوان «الرحلة الأندلسية» أيضاً، وكتبت كتاباً عن تجوالي في البرتغال سميته «تجوال في بلاد البرتغال» ولا أنسى سفير خادم الحرمين الشريفين في البرتغال الأستاذ محمد بن حمود الرشيد -جزاه الله خيراً- حيث هيأ كل ما تحتاجه من السيارة والمترجم والسائق وغيرها، وذهبنا إلى البرتغال ليس لمجرد الذهاب ولكن للإطلاع على الجمعيات الإسلامية في جميع أنحاء البرتغال..
نشر
** إذن هل تكتب الآن..؟ وهل اكتمل نشر ما كتبته عن الرحلات..؟
- أنا الآن زاهد في الكتابة حول الرحلات ولست كما كنت قبل ذلك لأن لدي حوالي ستين كتاباً لم أطبعها بعد، بالإضافة إلى مائة وأربعة كتب مطبوعة..
ستون
** ستون كتاباً لم تطبع..؟
- أي نعم.. وهي مجازة من قبل إدارة المطبوعات وجاهزة للطبع..
نفقة
** هل تطبعها على نفقتك..؟ أليست التكاليف كبيرة..؟
- نعم.. أطبعها على نفقتي، ولكن أستعيد النفقة مما تشتريه الجهات الحكومية من كتبي المطبوعة، ولأنه ليس من المعقول أن أطبع وأخسر في آن واحد، ولو لم تشتر الحكومة ما طبعت.. بل إنني أكسب قليلاً أو كثيراً، وهذا من فضل ربي..
عدد
**كم بلداً قمت بزيارتها تقريباً..؟
- كان الأولى عليك أن تسأل: «كم بلداً لم تزرها»..؟.. لا أذكر الآن، لكن هات الآن أي بلد يخطر على بالك وسوف أخبرك، وعموماً فالبلدان التي لم أزرها لا تتجاوز 2% من دول العالم..
أميركا
** هل زرت أمريكا الجنوبية..؟
- أي نعم.. لم يبق في أمريكا الجنوبية قطرٌ إلا قمت بزيارته.. ويكفي مثلاً أن دولة البرازيل كتبت عنها تسعة كتب..
الوسطى
** وأمريكا الوسطى..؟
- أمريكا الوسطى لم يبق فيها قطرٌ إلا زرته.
البرازيل
** ما هي الولايات التي قمت بزيارتها في البرازيل..؟
- أستطيع أن أقول: إنني زرت حوالي 90% من الولايات المهمة في البرازيل، ولي كتاب تحت الطبع من ثلاثة مجلدات أسميته «الحلُّ والرحيل في بلاد البرازيل».. ذكرت فيه ولايات البرازيل، وأشير إلى أنني ذهبت إليها مرة وحدي لأنه نتيجة لخبراتي السابقة في زيارة هذا البلد صار عندي شيء من معرفة اللغة «البرتغالية»، علماً أن العرب لم يقوموا بزيارة تلك المنطقة، لأن هذه المناطق بعيدة وذهبت إليها بمفردي قاصداً أن أبحث هناك عن مسلمين..
مغامرة
** معنى هذا أنك تعرضت لمواقف ومخاطرات..؟
- هذا صحيح، لكن لابد أن نضع في أذهاننا شيئاً وهو أنه إذا أراد الله أمراً فإنه يهيئ أسبابه، ثم إذا أراد الله -جل وعلا- أن يحفظ عبده كتب له السلامة، وأذكر أنني سافرت بمفردي إلى أكثر من بلد وليس البرازيل فقط، فقد قمت بجولة حول العالم أكثر من مرة بمفردي ومرة ذهبت إلى جزائر جنوب المحيط الهادي وكتبت عنها كتاباً أسميته «جولة في جزائر جنوب المحيط الهادي»..
لغات
** ما هي اللغات التي تستطيع أن تتحدث بها..؟
- الإنجليزية وأشياء قليلة من اللغة البرتغالية..
ابن بطوطة
** تُقارن أنت «بابن بطُّوطة» ومن يتأمل رحلاته سيجد أن لا أحد يفوقه من المعاصرين أو من القدماء، كما نعرفهم، فلم يشتهروا بمثل ما اشتهر به.. هل تقبل المقارنة بينكما.. وبالمناسبة هل ينطق بتخفيف الطاء أم بتشديدها..؟
- لا أستطيع أن أقبل المقارنة بيني وبين ابن بطُّوطة «بتشديد الطاء، لأن هذه لغة مغربية» ولا يمكن أن نقبل تلك المقارنة لاختلاف الظرف البيئي والزماني بيننا «نحن المتأخرين» وبينهم «من المتقدمين»، وعمل الرحالة ابن بطُّوطة، عمل رائع ونادر لأن الرجل كان يذهب إلى أماكن المياه الملوثة وكان اللصوص في عصره كثيرين، وكان يذهب إلى بلاد بعيدة، أضف إلى ذلك كانت الاتصالات نادرة، وأنا مثلاً عندما ذهبت أبعد ما يكون إلى أمريكا الجنوبية و استراليا و نيوزلندا وجزائر جنوب المحيط الهادي فإن فيها قوانين تحكمها وطائرات تنقل إليها..
مخاطرة
** لكن تظل هناك نسبة من المخاطرة..؟
- نعم.. تبقى هناك خطورة ومغامرة كبيرة خصوصاً إذا كنت وحدك فإن أسهل ما على اللصوص إذا رأوا الشخص وحده أن يقتلوه حتى لا يخبر أحداً ثم يأخذوا ما معه ولا أحد يدري..
مواقف
** تعرضت لمثل هذه المواقف..؟
- كثيراً.. ومن المواقف التي أذكرها أن كانت معي حقيبتي وأنا في «البرازيل» في «ساو باولو» وبصحبتي رجلٌ اسمه حسين محمد الزغبي رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في البرازيل فقال لي: يا فلان حافظ على شنطتك لأنه قبل أيام كنت أنا ومندوب البنك الإسلامي للتنمية فلان، وقمت بوداعه ثم سرقت حقيبته وفيها كل ما يملك، المهم كنت أنا وحدي ومعي شنطتان في نهاية الرحلة وأريد العودة عن طريق «باريس» إلى «المملكة» فذهبت من مطار ساو باولو إلى مطار «ريودي جانيرو»، فلما وصلت نزلت في مطار محلي والطائرة التي سأستقلها ستقوم من مطار دولي غير هذا المطار وكنت أسحب شنطتي، وأي واحد هناك أقوى مني يستطيع أن ينتهبها ولكن يسر الله سبحانه ووصلت شنطتي..
مفارقة
* لكن حصلتْ مفارقة عجيبة، فقد نسيتُ شنطتي في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة «على الرصيف» أي أنني كنت خائفاً عليها طيلة السفر فسَلِمت، ثم اختفت في بلدي ومعي السائق والأهل في استقبالي ونحن في موقف التنفيذي المخصص لكبار المسؤولين..
استعادة
** وهل استعدتها..؟
- نعم.. فقد اتصل أحدهم بعد يوم وأخبرنا بوجود الحقيبة، واستلمناها بحمد الله..
مقدرة
** مقدرتك على القص.. هل ساعدتك على كتابة الرحلات..؟
- بلا شك، أولاً يجب أن تعرف أن الله سبحانه وتعالى أعطى ابن آدم إمكانات، فبعض الناس عنده إمكانات في الهندسة وبعضهم في الكتابة، فإذا كان عندك أو عندي أو فلان أو فلان إمكانات للكتابة ثم بذل جهده للاستفادة من هذه الإمكانات فلا شك أنه توفيق الله أولاً ..
مطوّع
**قصة «مطوع في باريس» بدأت بعد اهتمامك بالرحلات أم قبل ذلك..؟
- .. هذه مجرد كتابة قصصية فأنا إذا تأخرت ولم أذهب في رحلة أجد عندي فراغاً أمارس فيه هوايتي في كتابة القصص..
صدور
** وهذه متى صدرت..؟
- كتبتها قبل ثلاث سنوات..
قصص
** من واقع الرحلات كتبت قصصاً معينة لم تدخل مع مؤلفاتك عن الرحلات..؟
- لا.. أنا في الرحلات أكتب كتب الرحلات فقط، ولكن الذين قرأوا في الرحلات قالوا فيها إن أسلوبها هو أسلوب قصصي، وهذا غير صحيح فالقصص له أسلوب غير الرحلات..
قراءة
** بالمناسبة هل تقرأ لأحد في القصة أو الرواية..؟
- لا.. ليس كثيراً لأنه ليس عندي وقت..
البداية
** بدايتك القرائية كانت مع من.. أو ماذا..؟ مثلاً..؟
- كنت من أكثر الناس قراءة قبل أن أبدأ بالتأليف، ومن الأسباب التي حببت إليَّ القراءة أن شيخنا عبد الله بن حميد -رحمه الله- عهد إلىّ وظيفة «قيّم مكتبة جامع بريدة» عام 1364هـ و1365هـ، وخلالها كنت من المدمنين على المطالعة، ولكن الذي شغلني عن المطالعة هو الرحلات..
عمل
** عملك في مكتبة بريدة كان أولاً والمعهد العلمي جاء تالياً لها..؟
- عملت في مكتبة بريدة وعملت في إدارة مدرسة اسمها المدرسة المنصورية في بريدة وكانت تابعة لوزارة المعارف «التربية والتعليم حالياً»، ثم بعد ذلك عملت في المعهد العلمي، وبعد المعهد العلمي عُينت في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة..
أوليّات
** أنت أول موظف في الجامعة الإسلامية..؟
- أي نعم، كنت أول موظف في المعهد العلمي وأول موظف في مكتبة جامع بريدة، وأول موظف في وظيفة مدير المدرسة المنصورية، وأول موظف في المعهد العلمي، وكنت أنا الذي فتحته، وكنت أول موظف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، لكن طبعاً كان هناك شخص آخر في وظيفة أكبر من وظفيتي وهي وظيفة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- حيث كان نائباً للرئيس وكنت أنا الأمين العام ولا يوجد غير هاتين الوظيفتين من الوظائف الرئيسية آنذاك بالإضافة إلى وظيفة رئيس الجامعة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ..
ترشيح
** هل الذي رشحك للجامعة الإسلامية الشيخ ابن باز رحمه الله..؟
- لا.. لم يكن لي علاقة -آنذاك- بالشيخ بن باز، الذي رشحني في ذلك الوقت هو الشيخ محمد بن إبراهيم لأني كنت مدير المعهد العلمي ورئيس المعاهد والكليات هو الشيخ محمد بن إبراهيم فقال لي: إن الملك سعود رحمه الله عازم على فتح الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة وإنه قد استشارني حول الشخص المناسب وإني لم أر أنسب منك لهذا العمل.
مجلة
** في فترة الشباب أعرف أنك كنت ممن يقرأ «مجلة الرسالة» التي كانت تصلك في بريدة..؟
- كنت من المدمنين على قراءة مجلة «الرسالة» وكنا مشتركين فيها أنا وصديقي الأستاذ «علي الحصِّين» رحمه الله وهو والد الدكتور عبدالله الحصين وكيل كليات البنات وكان يُكتب عليها: إلى محمد العبودي وعلي الحصين..
نسخة
** في نسخة واحدة..؟
- في نسخة واحدة، وكانت ترسل عبر بريد مكة، حيث لم يكن البريد موجوداً في القصيم، ثم تأتينا النسخة من «مكة» في البريد مع رجل يقال له «الصالحي» من أهل عنيزة..
الصالحي
** من هو..؟
- كان سائقاً يأتي بالبريد مرتين في الشهر، وقد استمررتُ مشتركاً في «الرسالة» لفترة طويلةمع الأستاذ علي الحصين رحمه الله، ثم وعندما كنت مدير المعهد العلمي كلفت بأن أتعاقد مع مدرسين للرئاسة العامة للكليات والمعاهد العلمية -التي أصبحت فيما بعد تسمى جامعة الإمام- فاشتريت من هناك كميات كبيرة من الكتب ومنها مجموعات من مجلة الرسالة وغيرها..
الزيات
** هل تعرفت على الزيات..؟
- لا والله، ولكنني جئت بالباخرة لأن معي أشياء وكتباً لا تحملها الطائرة فجئت إلى جدة بالباخرة ثم بعد ذلك بسيارة شحن إلى القصيم..
المنهل
** كنت تنشر أيضاً في المنهل..؟
- نعم نشرت في مجلة المنهل عدداً من المقالات وتعدُّ من أولى المجلات المعروفة التي نشرت فيها..
الثقافة
** غير الرسالة مثلاً ماذا كنت تقرأ من المجلات..؟
- «الرسالة» و«الثقافة» لأحمد أمين.. ومجلة «الأديب» اللبنانية وكانت تنشر لي قليلاً، وتلقبني «بالأديب»، و«الأديب» عندهم أقل من أستاذ..
مشاركات
** طبيعة مشاركتك في «الأديب» ماذا كانت...؟
- إما تعليق أو مقالات قصيرة وكانت محدودة، ولكن كنا مواظبين على الاشتراك فيها وتصل إلينا..
تسامح
** اسمح لي بهذا السؤال.. أنت ممن يطلق عليهم «التنويريون».. وأمامنا مثال: فصاحب «الأديب» هو «ألبير أديب» «مسيحي»، وقد تعاملت معه ومع غيره من أمثاله مع أنك تنتمي للتيار الإسلامي «الديني».. الذي وضع رموزه علامات استفهام بعد عام 1400هـ وبعد حرب الخليج الثانية في التعامل مع الآخر.. أنا أريد أن أتحدث معك عن عملية التسامح الموجودة لديك والفكر المنطلق الذي تحمله ؟
- في هذه الفترة التي ذكرت بعد عام 1400هـ وبعد عام 1410هـ كنت في معمعة العمل في الرابطة، ولم يكن عملاً مكتبياً إذ تأتي معاملة من جمعية إسلامية في أقصى الأرض تطلب مساعدة فنحن نأخذ من الرابطة نقوداً، وإذا كانت المعاملة قد جاءت من الديوان الملكي فإن الملك يأمر بالنقود ونذهب إليهم، ففي هذه الأثناء كان ذهني موجهاً إلى هذا العمل، فما كنت أُعنى بالشؤون الداخلية، والاختلافات التي جرت خلال الفترة التي أشرت إليها..
مساعدات
** مقارنة بما كنتم تقومون به وتقدمونه للمسملين في الخارج والتضييق الذي تم الآن على عمليات المساعدات الخارجية للجمعيات الخارجية للمسلمين في الخارج بعد 11 سبتمبر.. كيف ترى الوضع..؟
- التضييق أمر حديث حصل بعد 11 سبتمبر 2001م، ومع الأسف الشديد أنه حصل على بعض أنواع المساعدات وبخاصة في أمريكا وأوربا تضييق شديد بل حصل أن امتنع الناس من أنفسهم تفادياً للاتهامات والضرر بالمسلمين دون داع وذلك إلى أجل، لكن بالنسبة لأفريقيا وأمريكا الجنوبية ولآسيا فلا يزال العمل كما هو والمساعدات كما هي حيث لا مشكلات..
نموذج
** هل قمت بشيء من ذلك قريباً..؟
- نعم.. أنا ذهبت إلى البرازيل وافتتحنا مسجداً في مدينة اسمها «كرسيوما» في ولاية «سانت كاتارين» جنوب البرازيل ولم يحدثْ شيء ولا أحد يشك فيك، يعني أمريكا لم تفلح في تشويه سمعة المسلمين إلا في أمريكا الشمالية وفي بعض أقطار أوربا فقط، أما المسلمون فليس حولهم بحمد الله شبهة..
تشدد
** في إطار العمل الدعوي.. الناس يأخذون انطباعاً عمن يعملون في هذا المجال أنهم أناس في الغالب متشددون إلى حد أو فيهم شيء من التشدد وأحياناً يصفونهم بالانغلاق، أنت في الحقيقة تمثل نموذجاً آخر مختلفاً، سأضرب مثلاً على عملية التصوير فما زال هناك إلى الآن من يقف منه موقفاً تحريمياً وأنا قبل فترة بسيطة كنت أستمع لأحد المشايخ ممن يطلب من الناس أن يعدموا ألبومات الصور الشخصية التي لديهم.. وأعرف عنكم أن لكم اهتماماً خاصاً بالتصوير، وكتبكم تحتوي على صور شخصية فما رأيكم..؟
والله -سبحانه- يقول {وّلا تٍجّادٌلٍوا أّهًلّ الكٌتّابٌ إلاَّ بٌالَّتٌي هٌيّ أّحًسّنٍ} ويقول: {وّمّنً أّحًسّنٍ قّوًلاْ مٌَمَّن دّعّا إلّى اللّهٌ وّعّمٌلّ صّالٌحْا وّقّالّ إنَّنٌي مٌنّ المٍسًلٌمٌينّ (33)} فالتشديد ليس ملازماً للدعوة، بالعكس عدم التشديد هو المطلوب لأن الرفيق بالناس الهادئ معهم هو الذي يجذب الآخرين..
تصوير
** نعم.. وموضوع «التصوير» بوصفه مثلاً بين أمثلة..؟
- الحقيقة أن الذي يقول إن التصوير الفوتوغرافي هو تصوير منهي عنه لم يفهم اللغة، ولم يفهم معنى التصوير وإنما أُخذ بتسمية عامية، وأول ما عرفت «مدينة بريدة» التصوير للجوازات كان أول من عمل به شخص اسمه «النقيدان» وقد كتب على دكانه «العكاس» وكانوا يسمون الصورة «عكساً»، وإذا تأملنا في الموضوع فنجد أن العكس ليس تصويراً لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول حكاية عن ربه سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلق ذره، فليخلق شعيرة»، والذي يصور فوتوغرافياً لم يذهب ليخلق كخلق الله وإنما أمسك ما خلقه الله.. ثانياً الرسول صلى الله عليه وسلم يقول في حديثه الصحيح: «أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون الذين يضاهئون ما خلق الله» أي يشابهون ما خلق الله، لكن بالنسبة للتصوير ليس فيه مضاهاة، إنما هو ما خلقه الله أمامك مثل ما إنك أنت إذا وقفت أمام المرآة انطبعت صورتك أمامها فهل هذا حرام..؟
حلال
** بالتأكيد لا..؟
- طبعاً هذا حلال، إذا وجدت وسيلة تمسك صورتك في المرآة فهذا حلال لأنه ليس تصويراً وليس لي جهد فيه بل هذا هو ما خلقه الله تماماً لذلك هم مخطئون لأن التصوير الفوتوغرافي ليس تصويراً بل عكس تنعكس به الصورة على المرآة كما تنظر في الماء وترى صورتك.. طيب.. إذا وجدت آلة تمسك هذه الصورة.. هل هذا حرام وهو ليس تصويراً أصلاً..؟!
مجادلة
** نحن الآن في زمن افترق الناس فيه بين كفر وإسلام، وكثر الهرج والمرج ومع ذلك هناك رفض للحوار في مثل هذه القضايا الخلافية مما يعني أن الواحد لا يستطيع أن يرفع صوته ليجادل في قضية معينة لأنه يقال لك هذا هو الرأي اسمع واتبع وأطع..؟
- المطلوب من المسلمين كلهم أن يكون رجوعهم إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أما إذا جاء أناس بخلاف هذا فيجب دعوتهم إلى الرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله..
مسائل
** هل لك موقف معين بالنسبة للمسائل الخلافية..؟
- نحن في عملنا نمشي على ما نرى أنه الصحيح ولم نجد من يردنا ويقول هذا غير صحيح، فإذا وجد أناس يعملون عملاً آخر فذلك عملهم وعليهم جرم الخطأ فيه إن أخطأوا ولهم أجر الصواب فيه إن أصابوا..
مخطوطات
** سأرجع إلى الباحث الشيخ محمد.. مكتبتك مليئة بالمخطوطات والوثائق.. ماذا عن وصفها..؟
- ليس عندي وقت أخصصه للمخطوطات بل إن الكتب المطبوعة مركومة والبيت الذي اشتريته عملت فيه مكتبة لكنها امتلأت، وصرت الآن أجمع في مكتبة أخرى في بريدة حيث أخزنها لكثرتها، وليس عندي وقت أنفقه عليها الآن ولكن آمل ذلك في المستقبل إن شاء الله..
إهداء
** يقوم بعض العلماء والباحثين بإهداء مكتباتهم إلى مكتبات عامة بحيث يكون مجال الاستفادة منها أكبر.. ما رأيك..؟
- من الصعب عليك ذلك إذا أنت جمعت هذه المكتبة بالعرق وبالجهد وبخاصة أن بعضها كتب قديمة وبعضها مخطوطات تعبت عليها، ولكن أقول لا مانع إذا كنت لا تنتفع بها فلتعطها مكتبة عامة بموجب شروطك.. كأن تكون في ركن معين وأن يكون لها فهرس معين وهذا لا بأس به لكن في الظروف العادية إذا كنت أنت لا تزال تنتفع منها فمن الصعب عليك أن تتنازل عنها وأنت قد تحتاج إليها بنفسك، غير أن الأفضل في مثل هذه الحالة وبخاصة للقادر مالياً أن يوقف مكتبته بجعلها مكتبة عامة يضعها في مكان خاص ويوصي إذا تعطلت مصالحها أن تضم للمكتبة العامة في البلد الموجودة فيها وهذا ما أنوي عمله إن شاء الله..
مشروعات
** لديك عدد المشروعات العلمية المؤجلة.. تحدثنا قبل قليل عن معجم «الأسر» وأعرف أيضاً «معجم الألفاظ العامية» ماذا عن بقيتها..؟
- أنا من فضل الله عليَّ أن هذه المشروعات التي جرت الإشارة إليها كلها موجودة، اثنان منها بدأنا فيهما أولها «الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة» حيث أكملنا منه أربعة منسوخه وباقي ثمانية أجزاء تحتاج إلى صف ونسخ.
أمثال
** والثاني..؟
- الكتاب الثاني كتاب «الأصول الفصيحة للأمثال الدارجة» وهذا أهم كتاب.. وليس فيه إلا الأمثال التي لها أصول.. حيث أبحث في أصول هذه الأمثال وشواهدها وتطويرها ومن الذي ذكرها وهو سبعة أجزاء ثلاثة تم صفها وأربعة لم تكتمل..
عامية
** وماذا عن معجم الألفاظ العامية..؟
- هذا كتاب مهم جداً وهو «معجم الألفاظ العامية» في عشرين مجلداً مكتوباً لكنه يحتاج إلى لملمة وإلى عناية.. ولدي شيء مهم جداً لم أذكره وهو كتاب تكملة المعجم اللغوي في جزيرة العرب أسميته: تكملة المعجم اللغوي أو «معجم ما ليس في المعجم»..
قصد
** ما المقصود به..؟
- أضرب مثلاً على ذلك: مرت عليك كلمة وليس عندك معجم تأخذها منه فالمعاجم وقفت فترة طويلة دون إضافة أي أن الكلمات الجديدة ليست فيها أو ليس متيسراً لك بحثها.. وهناك كلمات فصيحة لم تسجلها المعاجم وقد قدمت بحثاً عن هذه الكلمات التي لم تسجلها المعاجم في المؤتمر الثاني للأدب السعودي في مكة وتم طبعه..
كلمات
** كلمات كثيرة لا شك وهي ليست دخيلة..؟
- هذا صحيح، فيقولون للناقة «شيبا ظهر».. يعني ظهرها أبيض من أثر الحمل عليها وهذه لا توجد عند العرب القدماء في المعاجم وليس من المعقول أنها دخيلة، وكذلك العنز «الظيلة» التي أحد شطريها «العنز لها شطران» مرتفع والآخر منخفض فتسمى ظيلة وهذه غير موجودة في المعاجم..
أجزاء
** كم جزءاً هذا المعجم..؟
- عندي منها -الآن- ستة مجلدات وهو كتاب مهم جداً لكن لم أكمله لأني أردت أن أضيف إليه غرائب أسماء الأسر في نجد وليس في القصيم فقط مثلاً «العنقري» هذه ليست موجودة في المعاجم، «المشوح» كذلك مثلاً العمرو/ التركي «معروفة» «القشعمي» لابد أن أذكرها وأفسر أصلها..وهكذا..
شخصية ثقافية
** اختيارك شخصية العام الثقافية.. ماذا يعني لك..؟ وهل تأخر..؟
- أولاً: كونه تأخر لا أعتقد ذلك.. ثانياً: أنا مسرور ومرتاح لسببين.. السبب الأول سبب شخصي.. لأن الواحد إذا أحس أن تكريم الدولة مبني على آراء المسؤولين فيها والعلماء وأن فلاناً قدم شيئاً مفيداً يستحق عليه التشجيع فإنه يسر لذلك، ومن ناحية أخرى فإنه يمثل اهتماماً من الدولة بالثقافة وأنا لم أسعَ إلى هذا لأنهم هم قرروا من أنفسهم أن هذا رجل أسهم في ثقافة البلاد وأنه لابد أن يكرم وهو شيء يدعو إلى السرور من الناحيتين الشخصية والعامة..
مشوار
** مشوار حافل بالعطاء لو أردت أن أسألك أنت عن الشيخ محمد العبودي من هو بعد هذا المشوار أي « من أنت» أين تجد نفسك..؟ المؤرخ - الباحث - الرحالة - عالم اللغة..؟
«باخع:مهلك» أي لا تهلك نفسك أسفاً على أن الكفار لم يؤمنوا.. فأنا عندي إن شاء الله إذا يسر لي ومد في عمري «نسأل الله أن يمد في أعمارنا جميعاً فيما ينفع»..
أعمال
** وماذا بعد..؟
- أود أن أتجه إلى إنجاز عدد من الكتب ومنها كتاب بدأت فيه قبل ثلاثين سنة وتركته واسمه «باقة من رياض الصالحين» وفيه خمسمائة حديث تصلح لأن تترجم إلى اللغات الأخرى.. وتفيد من يريد أن يطلع على أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم من الأجانب كأن يأتي واحد ويقول: أنا قرأت عن الإسلام ولكن أحب أن اطلع على كلام الرسول «ص».. ماذا تعطيه..؟ إذا أعطيته «كتب الرغائب» التي ترغب في الأعمال الصالحة وجدت أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتورم قدماه الشريفتان فهل يمكن لواحد أجنبي أن تقول له ذلك..؟ فأنا انتخبت هذه الأحاديث التي تدل على مكارم الأخلاق وحسن المعاملة مثل «من غشنا فليس منا» وهي أحاديث ليست من عندي وكل ما في الأمر أنني اخترتها وقتها وشرحت ما يحتاج منها إلى شرح بسيط..
أسئلة
** هل مللت من الأسئلة..؟
- أنا لا أمل من الأسئلة لأنني لا أمل من الكلام مؤملاً عذري على التقصير..
بقية
** هل بقي شيء..؟
- هل تريد أن أوجه لك أسئلة؟ إذا أحببت أن أوجه لك أسئلة أنا مستعد وأرجو عدم المؤاخذة وأشكركم على صبركم على هذا الكلام الطويل.. كثر الله خيرك وشكراً..

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved