Friday 19th december,200311404العددالجمعة 25 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عروض أعمال ومعجبون و.. تهديدات بالقتل: عروض أعمال ومعجبون و.. تهديدات بالقتل:
« الجزيرة » تنشر رسائل صدام حسين السرية!!

  * الجزيرة - مكتب القاهرة - عاطف عوض:
قبل أن يسقط صدام حسين يوم السبت الماضي في أيدي قوات الاحتلال الأمريكية، سقط بريده الالكتروني في أيدي الأمريكيين قبلها بعشرة أشهر تقريبا. وقد تم «السطو» على بريد صدام بمعرفة جهة مجهولة - حتى هذه اللحظة - والشيء المؤكد أن المستفيد الوحيد من اختراق صندوق صدام هو الولايات المتحدة ومخابراتها. وربما لم يكن للمعلومات والمفاجآت التي كشف عنها هذا السقوط - غير المفاجئ - لبريد صدام أثر يذكر على سير العلميات العسكرية أو على السقوط - المفاجئ - لعاصمة الخلافة الاسلامية - بغداد- في يد القوات الأمريكية والبريطانية، الا أنها تسببت - ولا تزال- في مشاكل واتهامات بالجملة وصلت إلى الخيانة إلى تلك الجهات والأفراد الذين حاولوا الاتصال بصدام حسين من أجل الحصول على توقيعه أو الحصول على صورة فوتغرافية حديثة وربما لم ينج من هذه الاتهامات سوى هؤلاء الذين أرسلوا تهديدات بقتل صدام!
ولا توجد معلومات تؤكد أن صدام كان يستطيع استخدام البريد الإلكتروني أو حتى تشغيل الحاسب الشخصي، ولكن بريده الالكتروني press@uruklink.net كان يستقبل - قبل اختراقه - مئات من الرسائل أسبوعيا من معجبين ورجال أعمال وخبراء عسكريين ومتطوعين من جميع أنحاء العالم. ففي ظهيرة يوم 17 يوليو 2002 أرسل شخص يدعي أنه خبير في الأسلحة الكيميائية والبيوولجية رسالة بالبريد الالكتروني إلى صدام حسين. وأرسلت الرسالة من حساب بريد لدى هوتميل عن طريق حاسب آلي في الصين، واقترح صاحبها استخدام تركيبة «الميثول» وهي تدخل في صناعة أحد المبيدات الحشرية بوصفها سلاحا كيميائيا فعالا ضد الجيش الأمريكي.
وقالت الرسالة انه عند استخدام هذا المبيد كسلاح فانه يتمتع بالمزايا التالية: لا لون ولا رائحة وسريع المفعول «يقتل في ثوان معدودة» وأرفق صاحب الرسالة مع رسالته رقم تليفون وعنوانا لأحد المحلات يمكن من خلاله شراء المادة السامة ومن بين مئات الرسائل التي تم الكشف عنها ومسجلة على أنها لم تقرأ بعد، كان هناك عديد من الخطابات الدعائية وأخرى مصابة بفيروسات كمبيوتر.
وكان هناك عدد كبير من الخطابات - نصفها من الولايات المتحدة - تعرض تقديم النصح والعون إلى صدام منها مثلا سلسلة من الرسائل أرسلت إلى صدام في يوليو وأغسطس من شخص يدعي انه موظف في شركة بترول تعمل في الخليج. وتحتوي الخطابات على تقارير مشفرة مكتوبة بلغة انجليزية ركيكة حول مواقع خطوط أنابيب البترول التابعة للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك تحذيرات بخصوص تحركات مريبة - على حد قول الرسالة - من غواصات وطائرات ومعدات عسكرية وأشخاص من الشرق الأوسط. وتضيف الرسالة سأحاول أن أعطيك إن شاء الله وسيلة فعالة لحماية المسلمين في العراق وفي نفس التوقيت أرسل مستخدم آخر من واشنطون قال انه يعرف أن اسمه سوف يوضع في قوائم المطلوبين للمباحث الفيدرالية الأمريكية من أجل خطابه هذا مشيراً إلى أنه يعارض أي عمل عسكري ضد العراق. ونصح صاحب الرسالة صدام حسين أن لا يتهاون في مسألة سلامته شخصياً.
وقال ان المخابرات المركزية ذات سمعة سيئة في عمليات التنكر والخداع وأنها تعشق تغيير الحكومات واستبدال القادة الشرعيين! وفي رسالة أخرى قال مواطن نمساوي من فيينا في رسالة بتاريخ 27 يوليو ان الأمريكان متعجرفون وأنه اذا ما هاجمت الولايات المتحدة العراق، فعليك فقط أن ترسل ليّ تذكرة للحضور ومحاربة الأمريكان، فأنا بارع في التصويب.
وهذا عرض جاد جدا! ولأن الرأسمالية الغربية لا تعترف سوى بمصالحها الشخصية، فقد احتوى صندوق البريد الخاص بصدام حسين على عروض كثيرة من شركات أمريكية تود اقامة صفقات تجارية مع العراق، متحدين بذلك عقوبات الأمم المتحدة والحظر الأمريكي - وقتها - على العراق.
وفي 16 أغسطس 2002 أرسل العضو المنتدب لشركة كاليفورنيا لتقنيات الاتصال عن بعد رسالة إلى صدام يطلب فيها ترتيب لقاء بينهما.
وقال العضو المنتدب انهما سوف يناقشان أحدث التقنيات وتصدير التقنية المتطورة إلى الخارج. وكانت الشركة قد أعلنت في 13 سبتمبر الماضي أنها قد قامت بتصميم الجيل الرابع من تقنية لاسلكية يمكن استخدامها كسلاح يشعل المناخ ويحول جميع الكائنات الحية إلى رماد عن طريق إحداثيات محددة سلفا! وقال رئيس الشركة في مكالمة هاتفية مع مجلة «ويرد ماجازين» أنه قد حاول بالفعل الاتصال بصدام حسين من اجل الحصول على تصريح لتغيير محطة استقبال لاسلكية في العراق مضيفا أنه لم يكن ينوي أبدا تقديم تكنولوجيا أسلحة الدمار الشامل إلى السيد صدام حسين.
وفي 14 أغسطس قام صاحب إحدى الشركات الأمريكية في لاس فيجاس بارسال رسالة الكترونية إلى صدام قال فيها انني أبحث عن شخص يريد شراء جهاز مقاوم للنيران.. لدينا منتجات كثيرة جداً يمكن للجيش أن يستفيد منها وبعد الكشف عن الرسالة لم ينكر أصحاب الشركة أنه أرسلت من صندوق بريده الالكتروني ولكنه أرجع ذلك الا أنه كان مقلبا سخيفا من صديق يحاول المزاح معه.. وأضاف أنه لا يمكنه أبدا بيع أية منتجات للعراق ولم يكن باستطاعة هذه الشركة - بالفعل - التعامل مع العراق بموجب قرار الادارة الأمريكية الصادر عام 1990 بعد غزو العراق للكويت والذي يحظر على الشركات الأمريكية اقامة أية تعاملات تجارية مع العراق كما أن العقوبات التي أقامتها الأمم المتحدة ضد العراق تمنع بيع أية عناصر يمكن استخدامها عسكريا إلى العراق. وتضمت رسالة أخرى مقتطفات من بند البضائع المحظورة - وهي قائمة أعدتها الأمم المتحدة تحتوي على العناصر الكيميائية والبيولوجية المحظورة - وتم ارسالها إلى البريد الالكتروني «الرئاسي» عدة مرات خلال أسبوع واحد فقط في منتصف أغسطس. وتبين أن هناك ملفا ملحقا بالرسالة يحتوي على آثار لفيرس كمبيوتر من نوع الدودة يدعى «ياها» yaha وفي 9 أغسطس أرسل رئيس إحدى الشركات البريطانية عرضا للوساطة بين شركات في أوربا الشرقية من أجل شراء منتجات غير محددة وقال: أرجو اعتبار هذا الخطاب سريا.. وانا من ناحيتي أضمن لك تمام السرية.
كما قام رجل أعمل أرجنتيني بارسال عدة رسائل متكررة في بداية شهر أغسطس يعرض فيها تقنية مسروقة من مجلس سلامة النقل الأمريكي مصممة لتوسيع نطاق الأمان عند التحليق بالمروحيات. وطبقا لما قاله صاحب الرسالة فان هذه التقنية تقدر ب 40 مليون دولار. وقد تزايد عدد المهتمين بارسال رسائل الكترونية إلى صدام في جميع أنحاء العالم في أكتوبر 2001 عندما أرسل الزعيم العراقي ردا شخصيا طويلاً للغاية لرسالة وصلته من مواطن أمريكي يقطن في بنسيلفانيا يدعى «كريس لوف» كان يدعو صدام حسين إلى السلام مع الولايات المتحدة.
واستطاعت رسالة صدام المكونة من 3300 كلمة - وتعد أول مواساة رسمية واضحة من الزعيم العراقي لضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر - جذب وسائل الإعلام والرأي العام العالمي. وعن هذه الرسالة بالتحديد قال جوزيف ويلسون، مفوض سابق بالسفارة الأمريكية بالعراق، ان صدام كان يمتلك آلة اعلامية كبيرة يقف من ورائها النفط! ويعتبر ويلسون أن رسالة مثل هذه الرسالة هي بالأحري مسرحية عراقية استطاع صدام فيها استغلال سزاجة ذلك المواطن الأمريكي «!» وأضاف ويلسون ان صدام لا يحب في الدنيا أكثر من القدرة على الاستعراض أمام بعض الأشخاص الذين تم تضليلهم، واستغلال ذلك اعلاميا لاثبات أن الأمريكان لا يؤيدون حكومتهم.
وفي 25 يونيو من نفس العام، أرسل رجلا عرف نفسه بأنه جندي مظلات سابق وخبير في حرب الخليج مبديا أسفه على صدور قرار سياسي أمريكي قبل أن يتمكن هو ورفاقه من محو شخصية صدام حسين من على وجه الأرض.
ومستخدم آخر أرسل رسالة من كلمة واحدة: «عاجل» ومرفق بها صورة لسحب دخان صادرة عن مفاعل نووي واتهمت رسالة أخرى من لندن صدام حسين باحتكار بترول العراق لنفسه بينما شعبه يحتضر من الجوع ودعا أحد المواطنين الاستراليين في يوليو الماضي صدام حسين إلى قطع البترول عن جيرانه وبصفة خاصة تركيا التي وصفها بأنها حليف أمريكا رقم 2 بعد اسرائيل. بل ان الرسالة دعت صدام إلى تهديد تركيا باستخدام الأسلحة البيولوجية والكيميائية لاجبارها على عدم مساعدة القوات الأمريكية.
وقالت مواطنة أمريكية في رسالة أرسلتها في 28 يوليو من فضلك اسمح للمفتشين بدخول بلدك، حتى لا تعطي الزعماء غير الشرعيين الذين يحكمون بلدي والذين قاموا بعمل مؤامرة وزوروا نتيجة الانتخابات الرئاسية، مبررا لضرب بلدك. وإذا ما فعلت ذلك فانك سوف تكشفه أمام العالم ويراك الناس على أنك أنت الأفضل.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved