Friday 19th december,200311404العددالجمعة 25 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لماذا خانوه؟! لماذا خانوه؟!
من المستفيد من سقوط صدام حسين؟

* القاهرة - مكتب الجزيرة - عبد الله الحصري:
لا تزال أصداء اعتقال صدام حسين الرئيس السابق للعراق تدوي في كافة أنحاء العالم، خاصة أن أحدا لم يكن يتوقع القبض عليه بدون مقاومة، رغم أنه عند القبض عليه كان معه مسدس لم يستخدمه في الدفاع عن نفسه!! وهو ما جعل حزب البعث يعلن ما تردد عن أن قوات الاحتلال الأمريكية استخدمت مواد بيولوجية تجعل صدام في حالة فقدان وعي جزئي حتى يتم القبض عليه حياً من دون مقاومة أو أنه اعتقل وهو نائم مخدر وليس في وعيه أبدا، الأمر الذي جعله يبدو على شاشات التليفزيون مسالماً خاضعاً ذليلاً كما تريد له أمريكا أن يبدو، وحتى يكون انتصارا أمريكيا غير مسبوق يضاف للسجل الانتخابي للرئيس بوش.
وكما سقطت بغداد بالخيانة فقد قبض على صدام بالخيانة في حين أكد الجنرال الأمريكي ريموند اوديرنو قائد فرقة المشاة الرابعة في العراق أن اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان نتيجة معلومات حصل عليها الجنود الأمريكيون من عدد من أفراد عائلة صدام المقربين منه.
وأوضح الجنرال الأمريكي، الذي شاركت وحدات من فرقته في عملية الإمساك بصدام حسين، أن جنوده قاموا خلال الأيام العشرة الماضية باستجواب بين خمسة إلى عشرة من أفراد عائلته المقربين منه «وهو ما أدى إلى الحصول على المعلومات النهائية التي جاءت من أحد هؤلاء الافراد».
وأضاف الجنرال اوديرنو في تصريحات لشبكة «بي بي سي» إنه حينما جر الجنود رجلا ملتحيا من القبو وجدوه «مذهولا تماما».
وقال أيضا إن صدام كان يحمل مسدسا واحدا ولم يقاوم، حيث اقتيد جنوبا على متن هليوكوبتر بعد نحو ساعة من إخراجه من مخبئه، و أن القوات المهاجمة لم تعثر على اجهزة هاتف او اجهزة راديو أو أي اجهزة اتصال اخرى في مخبأ صدام. وقال سانشيز رئيس القوات التي اعتقلت صدام إنه تم العثور على رشاشات وبنادق ومبلغ كبير من الدولارات وسيارة تاكسي برتقالية اللون.
إلا ان مسؤولاً امريكياً قال إن احد العراقيين الذين اعتقلتهم القوات الامريكية في الايام الاخيرة قدم خلال استجوابه معلومات أدت إلى القبض على صدام حسين بعد عملية بحث طويلة بدأت منذ سقوط بغداد في ابريل الماضي.
وأضاف المسؤول: على مدى الاسبوع او الاسبوعين الاخيرين ازدادت الجهود الرامية لتحديد الاشخاص الذين يحتمل أن يستعين بهم للبقاء بعيدا عن الانظار، وأن وكالات الاستخبارات والجيش الامريكي قامت بجهد تحليلي مكثف لمعرفة أي من حراسه الشخصيين السابقين وغيرهم من انصاره يمكنه اعانته على الاختباء.
وأوضح أنه تم ارسال قوات امريكية منها قوة المهام 121 للبحث عن هؤلاء الاعوان الذين تم تحديدهم، الذي قال إنهم ليسوا من الاسماء المعروفة في العهد السابق.
وأضاف أنه في الايام الاخيرة قبضوا على شخص قدَّم لهم خلال استجوابه مواقع جديدة قادتهم الى معلومات جديدة قادتهم بدورها إلى اشخاص جدد قادوهم الى مواقع جديدة، وهو ما انتهى بهم إلى الموقع الاخير الذي ذهبوا إليه متوقعين العثور على صدام، او احد كبار معاونيه.
ورغم ما قيل ويقال عن خطايا صدام حسين خلال سنوات حكمه التي امتدت 24 عاما فقد كان خبر إلقاء القبض عليه مفاجأة كبيرة سبَّبت ذهولاً وصدمة للكثيرين في الشارعين العراقي والعربي وإن كان البعض قد عبر عن مظاهرالابتهاج والفرح.
وقد بدا صدام على الشاشات التلفزيونية، اشعث الشعر، بهيئة رثة، مستسلما للفحص الطبي الامريكي المهين، في الوقت الذي لم يتوقع فيه احد ان يتم القبض عليه حيّاً، ودون مقاومة وعلى نحو يخالف كل التحليلات والدراسات التي تحدثت عن شخصيته المتفرِّدة، فيما يبدو كمسرحية أمريكية وعملية تضليل محبوكة بعناية فائقة، حيث لم نسمع ونرى إلا ما أرادت القيادة العسكرية الامريكية أن نراه.
ويرى بعض المحللين ان القوات الامريكية ربما تكون استخدمت الغازات او القنابل التي تشل الحركة، وتخدر الاعصاب اثناء اقتحامها للمكان، بعد أن دلَّ على مكانه احد الوشاة من المقربين اليه، مثلما فعل التكريتي عندما سلَّم العراق للأمريكان الذين دخلوا بغداد دون أدنى مقاومة ، مشيرين إلى أن صدام حسين رفض الاعتراف بإسرائيل كما رفض العروض الكثيرة بمغادرة السلطة والعيش كريماً مرفهاً في أي منفى في الخارج، بل اختار ان يقاتل حتى اللحظة الأخيرة مثلما أعلن هو من قبل، ويقف في وجه الغطرسة الامريكية.
سناريو آخر لاعتقال صدام
من جهة اخرى يرى البعض أنه قد ألقي القبض على صدام منذ مدة - بل قد يكون ذلك منذ أول ما وقعت الخيانة بسقوط بغداد وكان جزءا من صفقة الخيانة - ولكن تأجل إعلان ذلك، ليكون بعد توقيع بوش على قانون محاسبة سوريا، حيث إن جميع الأعمال العسكرية الامريكية لا يعلن عنها في حينها، بل يتم تصويرها، ثم يُنتظر إعلانها في وقت محدد ليخدم أمرين: أحدهما: السياسة الامريكية الاوسع مدى، والتي تتعدى العراق إلى التغيير الشامل فيما يسمى «الشرق الاوسط» والثاني: يخدم حملة بوش لإعادة انتخابه، ولهذا جاء هذا الإعلان بعد هجمة الديمقراطيين الشرسة على فشل بوش في العراق.
ويشير إلى أن الإعلان عن الاعتقال جاء بعد شريط حكمتيار الذي تحدى فيه القوات الامريكية أن تسمح للصحفيين بنقل الصورة الحقيقية لما يجري في أفغانستان، ليرى العالم الفشل الامريكي الذريع فيها، مما يدل على أن عملية إلقاء القبض على صدام حسين كانت قبل ذلك، غير أن الإعلان عنها تأجل.
ويضيف أنهم قد حرصوا أن يتركوه مدة حتى تظهر له لحية كثيفة، تشبه لحية «الارهابيين» لكي يخدم هذا إعلامياً من ناحية أخرى، حربهم على ما أسموه «لإرهاب الدولي» كذلك أظهروه باللحية، ثم حلقوها، ليعطي ذلك انطباعا نفسيا بانتصارهم على القيم الإسلامية.
كما أنهم أعلنوا أنه لم تحدث أي مقاومة، ولا حتى طلقة واحدة إمعانا في إظهار الهوان والذل لكل من يقاوم أمريكا خاصة المسلمين، لكسر روح التحدي، وإلحاق الهزيمة النفسية، بعدما تبيَّن أن المقاومة تزداد إصرارا وشراسة.
ورغم كل ما سبق تظل الإجابة عن سؤال لماذا خانوه لغزا قد يتم كشفه على مدى الأيام القادمة.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved