Friday 19th december,200311404العددالجمعة 25 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حجابك.. تحمدي حجابك.. تحمدي

جرت العادة ان تتميز.. وجرت العادة أن تبدع في المضمون وتبدع في الاسلوب.. ها هي الدكتورة «هند الخثيلة» في يوم السبت 19/10/1424ه تسطر بأناملها حروفا من نور قبل ان تكون مدادا من حبر.. وكلمات من صدق قبل ان تكون رموزا مركبة.. لقد كتبت لنا عن حجاب المرأة.. فكان لي ان اشاركها في ذلك رغم اني في معركة ضروس.. وحرب طاحنة مع اختبارات جامعية أسأل الله ان تكلل بالعاقبة الحميدة.. وبعد: أنظر متأملا في الرجل الغربي كيف يطلق كلماته الممجوجة في مقت المرأة العربية الحرة بلباسها الأبية بعفتها وكرامتها.. لقد نظر إليها بأنها تلكم المرأة القاصرة.. والحرة المستعبدة.. والفتاة الموؤودة كيف ذلك!! لأنها تدرعت باللباس صدا لطلقات عيونهم.. وردا لأهواء نفوسهم.. وما علموا انهم حقا مساكين.. لأن القاعدة النفسية تقول: «غالبا إذا لم يستطع الإنسان ان يصل إلى شيء حاربه» فهم يسطرون بأقلامهم.. وينشرون عبر إعلامهم.. ان المرأة هنا متحجرة كتحجر الصخرة.. متخلفة كأنها تعيش في ادغال عصر حجري.. وتالله انهم لفي غيهم يعمهون.. لقد نظروا إلى الحجاب المحسوس بالنسبة إلينا.. ولم يتأملوا في حجابهم المعنوي.. الذي ران على قلوبهم.. وحجب مداركهم.. فهم يتخبطون في دوامة الضلالة.. ويسيرون حيارى في دياجير الظلمة.. أي عز حققته المرأة عندهم وأي فخر سطرته هناك.. تأمل في حالها.. وهي مهانة محتقرة ترمى كما ترمى البهائم.. والبهائم عندهم أعز منها لو كانت تعلم.. لقد حققت المرأة هناك نتائج مبهرة! لكن للرجوع إلى الوراء.. والسير في الظلام ألا ترى انها في شقاوتها تتقلب.. وفي عنائها تسبح! لقد فكرت ان تعود على فطرتها لترجع إلى بيتها.. وتلتزم بجبلتها.. لكي ترى السعادة.. وتنعم بالحبور والسرور وما فتيات الشاشات عنا ببعيد! لكن مع ذلك ؟؟ تأبى بعض النسوة ان تركض نحو سرابهم.. مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «ولو دخلوا جحر ضب لدخلتموه» فها هي في الأسواق قد اظهرت العينان! فتطورت فأبدت شيئاً من الخدود.. وهي تعلم يقينا ان الناس لو رأوها حقيقة، فلم يكن لهم إلا الصدود! اختاه.. اتعرفين ما قيمة الدرة؟! فما بالك إذن لو كانت مصونة؟! حقا ان ثمنها سيزيد.. وقدرها سيرتفع.. هي انتِ حقا بعفافك وحشمتك وحيائك ووقارك.. ان ما ترتدينه من حجاب ليس عارا والله بل هو عز ومنعة وقوة وغلبة.. وحجابك لسان ناطق.. وقلب حي.. كيف ذلك.. حينما يراك من في قلوبهم مرض فلن يلتفتوا إليك لأن حجابك يقول لهم.. بعدا.. بعدا.. فأنا سور لها.. وحائط لمملكتها.. أما ان عرضت مفاتنك لهم.. فكأنك تقولين لهم هيت لك.. لكن نفسك الخيرة.. ترد قائلة معاذ الله.. أن ربي اكرم مثواي.
أختاه.. أنا اعلم بأنك اكبر من ان يسمع لأقوال المرجفين.. وكلمات المخذلين في حجابك.. فوالله ان كان ما تفعلين رجعية فأنعم بها من رجعية لان مصدرها قال الله قال رسوله.. اما ما يدعونه من تحضر، فالحق ان بينه وبين الحضارة كما بين المشرق والمغرب.. اختاه ان في حجابك وسترك رفعة لدرجاتك في الدنيا والآخرة.. ونورا تجدينه في قلبك.. وحلاوة تحسينها في وجدانك.. فلا تتنازلي ولا تتراجعي.. بل امضي للأمام.. ولا تقضي في مؤخرة الركب.. اختاه.. هبي انك كشفت اللحم للهر كما قال الرافعي اتدرين ماذا فعلت إذن؟! لقد لعبت بأحاسيس الشباب وعواطفهم ومشاعرهم.. وكل ما سيفعلونه من سوء هو بذرتك.. فهل تحبين ان تكوني ممن يشيع السوء والفحشاء!! اتحاشا فيك ذلك.. فانت أعلى وأسمى مما اقول.. لقد نادى ثلة قاصرة إلى شيء يدعونه «تحرير المرأة» وما علم هؤلاء ان المرأة قد تحررت منذ ان اسلمت.. وانقادت لأوامرها.. وانصاعت لأمر ربها.. فلا يغرك هؤلاء، فإن الحق ابلج والباطل لجلج.. والسوء لفظ ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب.. اننا نناديك بأن تحتشمي وآخرون يريدونك ان «تتحرري» فاختاري ما شئت.. ولكن بشرط ان تعرفي نية كل شخص.. وهدف كل إنسان.


إن الحجاب الذي نبغيه مكرمة
لكل حواء ما عابت ولم تعب
نريد منها احتشاما عفة ادبا
وهم يريدون منها قلة الأدب

فكوني على حذر وحيطة من كل امر يحاك لك في الظلماء.. ولتواجهي أعاصير الباطل بقوة الحق.. فالحق أحق ان يبقى.. وهو أحق ان يتبع.. ستر الله على نسائنا.. وألبسهن تاجا من الحشمة.. ودرعا من الوقار آمين.. آمين.
سليمان بن فهد المطلق

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved