Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جلالة ملك البحرين في حديث لشعبه: جلالة ملك البحرين في حديث لشعبه:
مضى زمن الفكر الواحد.. وهذا زمن التعددية والتسامح
المترددون في الانضواء تحت مظلة الإصلاح يخسروننا ونخسرهم

* البحرين من جمال الياقوت:
حين شرّفنا صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى بهذا الحوار المسهب وشرّف الصحافة البحرينية بالحديث معها في كل القضايا والمسائل التي يطرحها المجتمع البحريني فإن جلالته يؤكد لنا وللمواطنين أن الحوار المسؤول الصريح والواضح الأهداف هو الأسلوب الحضاري الرائع الذي نجدّد به النهضة الموعودة ونعزز معه الثقة المنشودة.
كان جلالته حفظه الله في حديثه مع الصحافة واسع الصدر والقلب.. أعطى كل الأسئلة والمحاور والملاحظات حقها في الإجابة الصريحة الواضحة وفي الشرح الوافي لخلفيات ومعطيات المواضيع التي تناولها الحوار.. فكان حديث الأب.. وحديث القلب.. وحديث القائد الواثق في شعبه.
من هنا كان حديث جلالته عن الوحدة الوطنية مرتكزا وأساسا للبناء الذي يقوم على قواعد وأركان تناولها جلالته في حديثه للصحافة حين تناول البعد الاقتصادي في برنامج العمل الوطني ودوره في التنمية الشاملة، كما تحدث جلالته عن القيم الحضارية والانفتاحية ودورها في تعزيز الانطلاقة التنموية ودور المواطن في حماية القيم الحضارية التي تفتح على الساحة الاقليمية والدولية التي تناولها جلالته في حديثه من منطلق المصلحة الوطنية العليا التي نتشارك جميعا قيادة وشعبا في حمل أمانتها ومسؤوليتها بعد تعزيز دور المؤسسات في دولة القانون والمؤسسات، إنه حديث القلب.. وحديث الأب وحديث القائد معززا الثقة في الاجمل القادم من أيام. وفيما يلي نص الحديث الصحفي لجلالة الملك. الذي تنشره الجزيرة متزامناً مع صحيفة الأيام وصحف بحرينية اخرى:
بدأ جلالة الملك حديثه معنا بالقول: إنه في هذه المناسبة العزيزة فإنها فرصة أن نتحدث إلى الشعب رسميا أو من خلالكم كصحافة فالطريق مفتوح أمامكم لتطرحوا ما تشاءون من أسئلة، والمواطن يحمل هموماً كبيرة وصغيرة ونحن نعمل جميعا على حل هذه الهموم.
إن الله حبانا بشعب حر يعبر من رأيه بشتى الطرق من خلال وسائل الإعلام أو المنابر وأحيانا حتى بالصمت، فنحن نعيش فترة جميلة جدا تسودها الحكمة والعقلانية، وكل عام يمر علينا فإن الفرحة تزيد وتكبر.
هناك لا أجمل من أن المواطن يشعر بحريته ولا أجمل من قائد يشعر بأنه منصف، والقائد هو في المقدمة والوسط ويعود إلى الخلف في آخر الصف وكل ذلك من أجل أن يتأكد من سلامة المسيرة.
إن مهمتي الأولى أن ابني الثقة التي تأثرت في فترات سابقة من مسيرتنا وعملية البناء تأخذ وقتاً ولكن الهدم عملية سهلة.
أنا فخور بالبحرينيين وفخور بأن هذا الشعب شعب حي لا أرى فيه أية بلادة أو كسل وإنما إرادة وطموح وتوقد.
لا يزعجني أبدا أن الإنسان يتكلم عن حقوقه ونحن نحمي الحريات وشعب البحرين شعب كريم له تاريخ وحضارة ويجب مساندته.
ولا يشرف البحرين أن يكون هناك إنسان يشعر بالظلم، فحماية حقوق الإنسان دعم للاستقرار.
إن مسيرتنا تنطلق إلى الأمام ولن أرضى ولن أوافق ولن أسمح أن يفكر إنسان بأن يعود إلى الخلف.
إننا نعمل بسرعة لإزالة أية عقبة تحد من حرية التعبير وهناك الآليات التي تحمي المواطن عندما يبدي رأيه.
ونحن نكفل للجميع الحرية والجميع يجب أن يشعروا بأنهم واحد فهذه البلاد هي للجميع ويجب ألا يزعم أحد أنها بلده وحده دون غيره.
* صاحب الجلالة .. تعيش مملكة البحرين أجواء احتفالات وأعياد حيث نحتفل هذه الأيام بذكرى اليوم الوطني المجيد.. وكانت البحرين قيادة وشعبا قد احتفلت بالأمس القريب باليوم العالمي لحقوق الإنسان، كيف ترون جلالتكم ذلك؟
لا شك أن يوم السادس عشر من ديسمبر هو ذكرى عزيزة على قلب كل بحريني ففي هذا اليوم نتذكر بكل تقدير وامتنان كل جهد وطني مخلص ساهم في نهضة البحرين الحديثة التي أسس لها المغفور له الوالد صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، حيث أكد على دور المواطن البحريني باعتباره أهم موارد البحرين وأغلاها، وأثبتت الأيام أنه كان تأكيدا صائبا، حيث كان دوره واضحا في مسيرة البناء والتقدم.
ومنذ خطابنا الأول إلى شعبنا العزيز والذي كان بمثابة منهاج عمل للمستقبل، اعتمدنا مبدأ الشفافية والمصارحة، وتأكيد أن البحرين قوية بأبنائها ومؤسساتها وثوابتها وتطلعاتها المشروعة نحو المستقبل في إطار تمسكنا بثوابت النظام الملكي الدستوري. ولا شك أن كل إنجاز جديد يتحقق هو دعامة لمملكتنا العزيزة.. والآن المواطن البحريني يجني ثمار ما تحقق في السنوات الماضية عبر اصلاحات شاملة تمت بشكل متوازن ببناء دولة المؤسسات والقانون وتوسيع المشاركة السياسية وتكريس حقوق الإنسان وإجراء انتخابات نيابية واكبت التطورات التي تمر بها البحرين على المستويين الداخلي والخارجي وهذا بلا شك مصدر فخر واعتزاز لنا.
زمن التعددية والتسامح في رحاب الديمقراطية
* تشهد البحرين إنجازات غير مسبوقة في جميع المناحي، ومع ذلك عندما تقع أحداث صغيرة نجد أن البعض يؤولها بشكل يضر الوحدة الوطنية ويثير نعرات طائفية وصراعات مذهبية.. فما تعليق جلالتكم على ذلك؟
إن تثبيت الوحدة الوطنية بين كافة فئات الشعب ضروري ومهم فنحن جميعا مستهدفون ووحدتنا الوطنية هي قوة لنا وهي التي تحمينا وتحمي البحرين.. إن التعصب والغلو والتشدد ليس من أخلاق شعبنا كما أن المواقف الوطنية ليست مقتصرة على طائفة دون أخرى.
ولا يوجد مجتمع متقدم يخلو من تلك الأمور لكن من المهم أن ندرك كيف نتعامل معها وبأي الوسائل.. فلقد مضى زمن الفكر الواحد والتفسير الواحد للحقيقة فنحن نشهد الآن زمن التعددية والتسامح في رحاب الديمقراطية ودولة القانون فلا إفراط ولا تفريط فهذه فلسفتنا وهذا نداؤنا لكل بحريني وبحرينية.. ونحن اليوم مصرّون على مواصلة تقليدنا الجميل الراسخ ولا يمكن أن نتخلى عنه لأنه يمثل جوهر وحدتنا فنحن حَمَلَة المشروع الإسلامي الحضاري الذي يجمع بيننا ولا يفرق.. ولذلك فإننا نناشد كل إعلامي مسؤول، وكل خطيب على منبر، وكل صاحب قلم غيور العمل على صيانة وحدتنا الوطنية من الغلو والتطرف.
كما نود الإشارة إلى أن الحوار أو الاختلاف حول أي قضية يجب أن يكون موضوعيا وبعيدا عن إثارة أية حساسيات دينية أو مذهبية أو فكرية.. وهذا لا يمكن السماح به أو السكوت عليه، فالمزايدة ليست هدفا في ذاتها، ووجهات النظر المختلفة لا تفرض فرضا بل تدعى للاستماع إليها، ويعود للمؤسسات المعنية المختصة بمقتضى مسؤولياتها الدستورية والقانونية وانطلاقا من تقديرها للمصلحة الوطنية ان تحدد المواقف المناسبة حيال المواضيع المطروحة وفق مبدأ حرية الرأي والتعبير وبشكل مسؤول.فأي مجتمع ديمقراطي متحضر لديه نسق قيم، وهذه القيم ينبغي التمسك بها والحفاظ عليها، بل والدفاع عنها، لأنها اختيار المجتمع ذاته بكل فئاته واتجاهاته، كما حددها الدستور، وذلك حرصا على صالح المجتمع.
الجنسية لا تمنح إلا
لمن يستحقها
* البحرين بلد حضارة والمجتمع البحريني تسوده روح الانفتاح والتسامح غير أنه في الآونة الأخيرة طرحت قضية التجنيس، فما هو رأي جلالتكم في هذه المسألة؟
إن جميع من جنسوا في الفترة الأخيرة هم مستحقون لها وهم أبناؤنا الذين عاشوا في هذا الوضع ويتمتعون بثقافة وطنية وعربية لا يستطيع أحد ان يشكك فيها.
إن الحكومة لا تهدف من تجنيس المقيمين الذين أمضوا الفترة التي نص عليها القانون إلى الإخلال بالتركيبة السكانية فأرض البحرين تتسع للجميع.
وإذا كان هناك من يتحدث عن قبيلة الدواسر فإن قبيلة الدواسر بحرينيون. هذه القبيلة معروفة كانوا في الأصل بحرينيين غادروا في مراحل سابقة إلى مناطق أخرى وما زالوا يحتفظون بانتمائهم للبحرين ولديهم عائلات وأقارب واخوان هنا.
فالبحرين منذ القدم وبحكم موقعها الجغرافي هي ملتقى الثقافات والتقاليد إلا أنها سرعان ما انصهرت في بوتقة واحدة بفضل روح التسامح والانفتاح التي سادت المجتمع البحريني بكافة طبقاته وشرائحه.
والجنسية البحرينية هي قيمة في حد ذاتها ولا تمنح إلا لمن يستحقها. فالمجنسون وأبناؤهم مندمجون في المجتمع البحريني، والكثير منهم تزوجوا وتصاهروا مع عائلات بحرينية، فالجنسية ليست فقط وثيقة تعطى لصاحبها بل هي قبل ذلك رابطة إنسانية سامية تجمع الأفراد على معاني الولاء والانتماء والتكافل، وللبحرين في هذا المجال تجربة رائدة ونقصد بذلك حل مشكلة الجنسية للمستحقين لها من الذين عاشوا في البحرين أو قدموا خدمات جليلة وساهموا في مسيرة التنمية، وذلك بمنحهم الجنسية البحرينية، وفي نفس الوقت وضعنا شروطا صارمة لمنح الجنسية طبقا لبنود ونصوص القانون فهي لا تمنح إلا لمن تتحقق فيه هذه الشروط.
والحكومة من جانبها رحبت بالجهود التي تبذل في مجلس النواب لمناقشة تلك القضية بشكل موضوعي ومتوازن يسلك القنوات القانونية الشرعية.
تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص
* البحرين ورشة عمل كبيرة فأين موقع الاقتصاد في ذلك.. في رأي جلالتكم ما السياسات والبرامج التي تستند إليها المملكة لتحقيق الانطلاقة الاقتصادية المنشودة؟ وما هي انعكاساتها المتوقعة على التنمية في البلاد؟
إن أهم خطوة هي انني سلمت ملف الاقتصاد إلى صاحب السمو ولي العهد ليقود حركة إصلاحية اقتصادية تعادل الإنجازات الكبيرة التي تحققت وتفوقها بحيث نستطيع ان نحقق حياة معيشية افضل للمواطن وان نكون في مصاف الدول النامية اقتصاديا.
إننا فصلنا القرار الاقتصادي عن القرارالسياسي من منطلق ان القرار السياسي يأخذ وقتاً لإنجازه فيما القرار الاقتصادي يحتاج إلى قرار سريع لذلك جاء مجلس التنمية الاقتصادي ليكون منفصلا عن مجلس الوزراء.
وفي هذا الإطار فإن الاصلاحات السياسية والاقتصادية التي تمت شجعت دولة كبرى مثل الولايات المتحدة ان تعتبر البحرين شريكا تجاريا لها حيث إن فتح السوق الأمريكي أمام منتجاتنا وبضائعنا فهي شيء كبير لنا.
نحن حريصون على ان يتم بناء الاقتصاد على المواطنة نريد اقتصادا مبنيا على المواطن وليس لفئة قليلة وهدفنا في النهاية أن يعم الخير الجميع.
إن خفض مستوى البطالة يأخذ الأولوية في خطة سمو ولي العهد فهو يريد ان ينطلق من مشروعه الاقتصادي بمعالجة هذه الظاهرة والسبب الرئيسي لجوهر هذه المشكلة، كما ان حل هذه الظاهرة من خلال رؤية سمو ولي العهد قد تصحبها بعض السلبيات ولكنها ستكون قليلة، فيما لو واصلنا بالنهج الحالي فإن الوضع قد يستمر والمشكلة قد تتفاقم أكثر.
متى ما أوجدنا الحلول لمشاكل الشباب وعالجنا مظاهرها بالطرق العلمية الصحيحة فإن كثيراً من الظواهر التي تطرأ بين الحين والآخر ستزول مع مرور الأيام.
ولقد اتخذنا العديد من الإجراءات والسياسات المتكاملة الهادفة إلى دفع مسيرة التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة في البلاد بما يستهدف تعزيز رفاهيتها الاقتصادية، ووضعها في مكانها اللائق وسط اقتصادات الدول المتقدمة والمتحضرة، من خلال انتهاج سياسات التحرر الاقتصادي عبر تشجيع الشراكة بين القطاعين العام والخاص وتهيئة المناخ الاستثماري أمام جذب رؤوس الأموال الخليجية والعربية والأجنبية انطلاقا من أهميتها في زيادة النمو الاقتصادي، ودعم سياسات تنويع مصادر الدخل القومي فضلا عن نقل التكنولوجيا وتوفير فرص العمل الملائمة للعمالة الوطنية.
وبفضل الجهود المشهودة التي يبذلها العم العزيز صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، استطاعت البلاد أن تؤسس قاعدة إنتاجية متنوعة ومتطورة بما يتناسب مع مكانة المملكة كمركز مالي ومصرفي وتجاري رئيسي في المنطقة.
ومن جانبنا نحرص أيضا على الاندماج في المحيط الاقتصادي العالمي من خلال إقامة علاقات اقتصادية متوازنة مع باقي دول العالم ولاسيما الدول الصناعية المتقدمة، والبحرين الآن تستكمل الإجراءات بشأن التوقيع على اتفاقية منطقة للتجارة الحرة بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية بحلول العام المقبل، خاصة في ظل تعدد أوجه التعاون الاقتصادي مع دول آسيا المجاورة بما يحقق المصالح المشتركة ويعود بالفائدة على الجميع، وان رئاسة سمو ولي العهد للمجلس الاقتصادي تزيد من تفاؤلنا بالمستقبل الذي يواكب النمو الاقتصادي العالمي، وبإذن الله يعالج مشكلة البطالة لدينا.
الدائرة الخليجية أولوية متقدمة
* صاحب الجلالة، في ضوء التحولات الراهنة على الساحتين الاقليمية والدولية وما تفرضه من تحديات اقتصادية وسياسية واجتماعية على دول مجلس التعاون الخليجي، في تصوركم ما هو السبيل الأمثل لمواجهة هذه التحديات؟
الدائرة الخليجية تكتسب أولوية متقدمة في تحركاتنا الدبلوماسية انطلاقا من ادراكنا لأهمية هذه الدائرة باعتبار انها تمثل الامتداد الطبيعي والحيوي للبحرين ومكمن قوتها واستقرارها، فقد كانت المملكة من أولى الدول التي دعت إلى إنشاء مجلس التعاون الخليجي وقدمت دوما كل أنواع الدعم والمساندة لتطويره وتفعيله، وكانت في صدارة الدول المنادية بتحقيق التكامل الخليجي ودعمت ومازالت تدعم أي صيغة وحدوية في هذا الإطار انطلاقا من قناعة مفادها ان قوة وفاعلية المجلس هي قوة وفاعلية لأعضائه وللعمل العربي المشترك الذي تسعى البحرين إلى تحقيقه.
لقد أكدنا مرارا ان تدعيم ومساندة مجلس التعاون الخليجي يمثل مصدر قوة ودعما لأعضائه وتعزيزا لقدراتهم على مواجهة شتى التحديات. وتأتي القمة الخليجية المقبلة برئاسة سمو الأخ الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، لتشكل فرصة مهمة من اجل مواصلة ما حققه المجلس من إنجازات.
ونتطلع في هذا الصدد إلى التواصل والتعاون والتكامل مع أشقائنا في تفعيل المجلس الأعلى للدفاع المشترك، ودعم مسيرة العمل الإعلامي المشترك في التصدي للحملات المغرضة ضد العرب والإسلام والمسلمين، مؤكدين موقفنا في محاربة الإرهاب والتطرف بكل صوره وأشكاله باذلين كل جهدنا لإبراز الرسالة الحضارية والإنسانية التي يقدمها الدين الإسلامي للعالم، كما نؤكد دعمنا المطلق لإقامة السوق الخليجية المشتركة والاسراع في قيام العملة الخليجية الموحدة كنموذج ناجح للتكامل الاقتصادي العربي وهو الهدف الأسمى الذي نسعى لتحقيقه بما يحقق طموحات شعوبنا في قطف ثمار التنمية، وذلك بالتوازي مع العمل على تكريس حقوق المواطنة الخليجية وتسهيل انتقال المواطنين والأيدي العاملة بين دول المجلس.
وإلى جانب موقفنا الثابت الداعي إلى تكثيف الجهود الدولية للإسهام في إعادة إعمار العراق، والحفاظ على وحدة أراضيه واستقراره من خلال ضمان حق شعبه في تقرير مصيره وقيادته، فإننا لا نكّل من المطالبة بضرورة إحلال الأمن والسلام في منطقة الشرق الأوسط برمتها باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار ودفع مسيرة التنمية في المنطقة، وهو مالا يمكن أن يتحقق ما لم تكن هناك تسوية عادلة وشاملة ودائمة لقضية الشعب الفلسطيني تكفل له الأمان والعيش الملائم وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
المساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع
* اطلقتم جلالة الملك مشروع التحديث الشامل للارتقاء بالعمل الوطني وترسيخ المكتسبات الحضارية.. أين هو موقع المواطن البحريني مما تحقق من إنجازات؟
لقد وضعنا نصب أعيننا منذ تولينا الحكم المواطن البحريني في مقدمة أولوياتنا باعتباره ركيزة التنمية الشاملة وغايتها فهو الثروة الحقيقية لمملكتنا العزيزة ورصيدها الذي لا ينفد بل يتدفق حبا وإخلاصا وعطاء، وحرصنا دائما على اتخاذ كل ما يلزم من خطوات وتشريعات بهدف تنمية مواردنا البشرية ورفع مستواها المعيشي وضمان رفاهيتها في إطار صيانة حقوق الإنسان وتأمين الكرامة والحرية والمساواة في الحقوق والواجبات بين جميع أبنائنا دون تمييز وفق ما تؤكده الشريعة الإسلامية، وينص عليه الدستور في ظل دولة القانون والمؤسسات.
وفي هذا الصدد سخرت الدولة كافة أجهزتها السياسية والاقتصادية والإدارية للعمل على تطبيق مشروعنا للإصلاح على أرض الواقع مما مكننا بفضل الله وجهود أبناء المملكة المخلصين أن نحقق نقلة تنموية وحضارية سريعة الخطى مواكبة لتطورات العصر الحديث ومستهدفة تلبية متطلبات الإنسان البحريني وتحقيق طموحاته من خلال تحسين مشروعات البنية الأساسية، ودعم البرامج ذات الصلة بتحسين مستويات الدخل، والارتقاء بخدمات الرعاية الصحية والعلاجية المتكاملة لجميع أفراد شعبنا، فضلا عن تحديث العملية التعليمية والارتقاء بمخرجاتها والمضي في سياسات تدريب وتوظيف العمالة الوطنية.
تعزيز دور المرأة في التنمية الشاملة
* صاحب الجلالة.. ما هو موقع المرأة في مشروع جلالتكم؟
إننا حريصون كل الحرص على تعزيز دور المرأة في التنمية الشاملة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا، حيث يلعب «المجلس الأعلى للمرأة» دورا مهما في هذا الصدد بعدما حصلت المرأة على حقوقها السياسية الكاملة، بخلاف اسهاماتها المتميزة في النشاط الاقتصادي وفعاليات المجتمع المدني، هذا إلى جانب اهتماماتنا المتواصلة بتحسين خدمات الرعاية الاجتماعية ولاسيما رعاية الطفولة والأمومة وذوي الاحتياجات الخاصة، والمسنين، بما يقوي من سيادة قيم التكافل الاجتماعي في إطار مجتمع الأسرة الواحدة.
فخورون بالرجال والنساء في
مجلسي الشورى والنواب
* هل جلالتكم راضون عن مستوى أداء مجلسي الشورى والنواب؟
إننا فخورون بالرجال والنساء الأعضاء في مجلسي الشورى والنواب وهم من خيرة أبناء البحرين الذين ارتضوا لأنفسهم ان يكونوا في المقدمة ويؤسسوا ويساهموا لمشروعنا الوطني الديمقراطي، وكما تعلمون فإن الجهد كبير في المرحلة الأولى ونحن نقدره لكل النواب، ونقدر لهم أيضا ما يبدونه من تعاون مع الحكومة في العمل من أجل خير ورفاهية المواطن البحريني.
إن التجربة في بداياتها الأولى ولا نشك في إخلاص النواب وسعيهم الدؤوب من أجل تحقيق مصلحة الشعب والبحرين حسبما يرونه من أولويات من خلال عملهم كسلطة تشريعية.
نسير على أرض صلبة من الثقة
* البعض يرى أن وتيرة الإصلاحات تتباطأ.. فكيف جلالتكم ترونها تسير؟
نحن نسير على أرض صلبة من الثقة التي منحها لنا الشعب والمتجسدة في ميثاق العمل الوطني الذي تم التصويت عليه بنسبة غير مسبوقة وهو دليلنا نحو المستقبل، ولن نتوانى عن القيام بما تعاهد عليه الشعب ولا تراجع عن مسيرة الإصلاح الديمقراطية.
إن هذا الدرب طويل وشاق ويستلزم أن نتكاتف جميعا من أجل أن نتخطى العثرات، فنحن لسنا من أصحاب حرق المراحل، وإنما نعمل بهدوء وصمت، مرحلة تلو أخرى نثبت خلالها أركان الدولة العصرية مع الحفاظ والتمسك بتاريخنا الطويل وتقاليدنا وتراثنا العريق.
إن اكتمال الاصلاح بانضواء الجميع تحت مظلته حيث ستكون أكبر فرحة لنا، والمترددون خسارة لنا وخسارة لهم حيث ان آراءهم لن تحقق النفع والنتائج المرجوة.
الشعب يقرّر ما يراه في مسألة الأحزاب
* هل تؤيدون جلالتكم تحول الجمعيات إلى أحزاب؟ وهل جلالتكم ترون أن الوقت مناسب لذلك؟
لقد أعلنت من قبل أن هذا الأمر تركته لشعب البحرين يقرر ما يراه عبر مؤسساته الدستورية وهم يتحملون مسؤولية القرار في شأن التحول إلى أحزاب.. وإن كانت الظروف قد نضجت لذلك أم لا، لهم وحدهم أن يقرروا ذلك دون أي تدخل أو ضغوطات وبما يحقق مصلحة أبناء الشعب ومصلحة البحرين في محيطها الاقليمي والعربي.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved