Saturday 20th december,2003 11405العدد السبت 26 ,شوال 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

«أم رقيبة أجواء ربيعية وحضور جماهيري كبير وأسعار خيالية» «أم رقيبة أجواء ربيعية وحضور جماهيري كبير وأسعار خيالية»
دبيان: الجائزة رفعت أسعار الإبل إلى أرقام خيالية

* أم رقيبة - تحقيق وتصوير - فهد الجخيدب:
تشهد أم رقيبة هذه الأيام انطلاق فعاليات مسابقة مزاين الابل الرابعة على جائزة المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - التي ينظمها راعي المسابقة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبد العزيز التي تعتبر أكبر مسابقة لمزاين الابل على المستوى العربي.
ولما وصلت اليه هذه المسابقة من شهرة كبيرة على مستوى المملكة والمستوى الخليجي بالاضافة لأهميتها الخاصة عند عشاق الابل ومالكيه فقد شهدت أم رقيبة حضوراً جماهيرياً كبيراً حيث توافد المواطنون من كل مكان عن مناطق المملكة بالاضافة الى التوافد الكبير من قبل دول الخليج العربي الذين أتى بعضهم للمشاركة وبعضهم لحضور فعاليات هذه المسابقة والاستمتاع بالجو الربيعي الجميل الذي تشهده المحافظة هذه الأيام كما شهدت أم رقيبة ازدهاراً كبيراً في حركة السوق.
وقد تميزت المسابقة هذه السنة بالاستعداد المبكر من كافة الدوائر الحكومية المشاركة من حفر الباطن وكذلك مشاركة هيئة السياحة والحضور الجماهيري الكبير الذي أتى منذ وقت مبكر بالاضافة الى وجود الأسواق المتكاملة والمنظمة التي تشرف عليها بلدية المحافظة وبمتابعة ميدانية من رئيس البلدية المهندس سعد الشهري.
«الجزيرة» تجولت في الموقع والتقت عددا من المتسابقين والمواطنين.
بداية التقينا أحد المتسابقين الشيخ / عليان بن راشد الطهيمي الحربي الذي تعتبر له هذه المشاركة الاولى في هذه المسابقة وهو احد عشاق الابل حيث اضاف الى امتلاكه لاجود الابل المغاتير وعشقه القديم لها استعدادا خاصا لهذه المسابقة بأربعين مليون ريال «40 مليون» وذلك لما وصلت اليه شهرة هذه الجائزة واهميتها حيث يقول: بداية اشكر ولاة امرنا على اهتمامهم بهذا الموروث والمحافظة على هذا التراث الاصيل واتقدم بأجمل آيات التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد العزيز على هذا النجاح الذي تحققه هذه المسابقة عاما بعد آخر.
ولسؤال الحربي بما انه يمتلك عدة نوق يصل سعر الواحدة منها إلى المليون ريال هل لديه الثقة الكاملة بالفوز بهذه الجائزة قال الحربي: اتمنى ان افوز بهذه الجائزة واطمح للفوز بها لانها تعني لنا نحن اصحاب الابل كل شيء بالنسبة لنا، ونحن ولله الحمد واثقون باللجنة التحكيمية لاختيار الابل، ومما يشكر لهذا المشارك الجديد هو اقامته امسية شعرية بمقره بأم رقيبة قدم لهذه الامسية المؤرخ والباحث الاستاذ فايز البدراني حيث اشاد الشعراء بهذه الجائزة وراعيها واشادوا باهتمامه بهذا التراث العربي الاصيل.
كما التقينا عددا من الموجودين من دول الخليج ومن المواطنين بأم رقيبة التقينا بداية المواطنين الكويتيين وهم: سعد بن محمد العبيكان ونواف عبيد الله الخوالد ومحمد بن علي الحربي حيث يقولون: في هذه السنة ولكثرة ما سمعنا عن هذه السابقة من كثرة الحضور ووجود اجمل الابل بالخليج عملنا لها استعداداً خاصاً واتينا من وقت مبكر حيث نصبنا خيمتنا لنعود عليها بعد ان نتجول طيلة النهار نتفرج على الابل المشاركة التي تلفت النظر بحسن منظرها وجمال اشكالها. ولم نتوقع ان تصل الناقة الواحدة الى قيمة المليون ريال وقد لفت نظرنا عدد من الابل مثل «العلياء والبويضاء» كما اعجبنا وجود الاغراض التراثية المعمولة باليد والتي تذكرنا بما كان يستخدمه أجدادنا واننا نشكر راعي هذه المسابقة ونتمنى استمرارها كل عام.
كما التقينا كلا من المواطن سعد بن محمد المثيب ودغيم الخمعلي من القصيم ونايف مفرح الدوخي، ونايف بن عاتي السويفر من الشرفية حيث يقولون حرصنا على التواجد بأم رقيبة في عطلة الاسبوع لنستمتع بهذه الاجواء الجميلة وكل سنة نحضر الى هذا المكان ونتمنى ان تكون اقامة المسابقة في الاجازة الرسمية لنتمكن من الحضور من بداية انطلاقها توفر فيها جميع احتياجات الشخص من مواد غذائية وملابس ومطاعم ومسالخ وحطب واغراض تراثية كما نتمنى ان تقام خلال ايام فعاليات المسابقة اقامة أمسيات شعرية وقد حرصنا على حضور الامسية الشعرية التي اقامها احد المتسابقين لأن مثل هذه الأمسيات تعتبر كذلك من ضمن التراث العربي.
أسواق متكاملة:
والتقينا أحد أصحاب الأسواق وهو المواطن فواز بن دغش الاكلبي واخوته فايز وسعيد والذين أتوا من بيشة بقصد استغلال هذا الموسم الكبير حيث اقاموا خيمة وعملوها مطبخا ومسلخا وكذلك بيع الحطب ويقول المواطن فواز بأنه منذ عامين وهو يأتي هنا ويبيع الحطب بالاضافة الى السلخ والطبخ ويضيف بقوله رأينا ان هذه الجماهير الكبيرة لهذه المسابقة تحتاج الى هذا الشيء فقمنا بتوفيره وعلى الرغم من كثرة المطابخ والمسالخ بهذا المكان الا اننا ولله الحمد نسلخ يومياً ما بين عشر ذبائح الى عشرين ذبيحة، اما الطبخ فيتراوح العدد ما بين خمس الى عشر يوميا.
نساء يتحدين الظروف بأم رقيبة:
والتقينا عددا من السيدات ممن يبعن اللوازم التراثية حيث تقول السيدة أم منصور التي تبيع المراكي «المتاكي» والأغطية لبيوت الشعر وتجميله وكذلك الشمايل والجنايب والمصنوعة باليد من الصوف المبروم يدويا التي قدمت من الرياض لهذا الغرض حيث تقول السيدة أم منصور قدمت من الرياض لجلب ما معي من أغراض تراثية عملتها بيدي بمساعدة بناتي وقد استعددت لهذا السوق من الصيف بعمل هذه الاغراض وذلك لعلمي بكثرة من يأتي الى هذا المكان من مناطق مختلفة ودول مختلفة والسوق ولله الحمد جيد ونبيع أغراضا كثيرة ولا تعتبر هذه المشاركة الاولى بل اني احرص على مثل هذه المواسم فأنا قد شاركت عدة مرات بالجنادرية وحاولنا في هذه المرة ابتكار اشياء جديدة على الاروقة أو الاغطية وهي الساحات التي تجمل بها بيوت الشعر فبدلا من الرسومات القديمة للابل والجمال وبعض الحيوانات قمنا بكتابة بعض ابيات الشعر وبعض الكلمات الترحيبية وهذا عن طريق بناتي المتعلمات اللاتي يساعدنني في هذا العمل ووجدناها تحظى باقبال من المتسوقين مثل الذي تراه على الساحة المعلقة هناك وقد كتب عليها هذان البيتان:
أهلا عدد ما نثر المزن من ماه
بالوافدين الطيبين الحشامي
في مجلس راعيه يطرب لمن جاه
مهوب من اللي يجمعون الحطامي
وتضيف السيدة: انه على الرغم من المشاكل التي تواجهها مثل عدم توفر مكان خاص للنساء وكذلك صعوبة المحل لكثرة الباعة فالخيمة التي نبيع فيها «بسطتنا» بالايجار الا اننا ولله الحمد مرتاحات لان السوق زين والمتسوقون يفهمون أسباب وجودنا فلا نجد مضايقات منهم ابدا لان عمل المرأة صار عاديا عند الناس كلهم.
وتضيف السيدة أم فهد والتي يوجد مبسطها بين مباسط الرجال نتمنى أن يكون لنا مكان خاص بنا لاننا لا نأخذ راحتنا بأي وقت بسبب وجود الباعة بيننا في كل وقت أما المتسوقون فانهم يفهمون وضعنا ويقدرون ذلك حتى ان اكثرهم صار يشجعنا على عملنا ويختار اغراضه قبل ان يسأل عن سعرها ويقول: ما دامه شغل يد تستاهلين الشغل للمرأة احسن من القعدة بالبيت بدون فايدة او التسول من الناس.
كما التقينا احدى السيدات وقد اطلقت على نفسها منال وتقول إنها متعلمة وليست كبيرة بالعمر وتضيف بأن الناس اصبحوا يعون أهمية عمل المرأة ولا يعيبها ان تعمل حتى في اماكن وجود الرجال وعند سؤالها عن كيفية السوق معها قالت وهي تضحك:
عن السوق لا تسأل وسل بضاعة
فكل جميل بلا كمن يباع ويشترى
وكم هنا تعني : كم السعر أي القيمة..
وتقول: نظراً لظروف أسرتي المادية بات من الضروري علينا ان نقوم بهذا العمل لكيلا نحتاج الى الناس.. وقد قمنا بعمل هذه الاشياء بأيدينا والسوق ولله الحمد جيد حيث بعنا في يومين حوالي عشرين عصا قيمة الواحدة مائة ريال وهي من عمل ايدينا وهذه العصي اكثر زبائنها هم اصحاب الابل وبالاضافة الى الكثير من الاغراض التراثية الاخرى.
«الجائزة ترفع أسعار الابل:
يقول المتسابق / دبيان الدبيان بأن الابل في السابق كانت تتراوح أسعارها ما بين 30 الفا الى 50 الفا وكانت تعتبر هذه الاسعار جد مرتفعة، اما الآن بعد اعلان هذه الجائزة لمزاين الابل فان الاسعار ارتفعت حتى أصبحت خيالية تتراوح ما بين 500 الف الى المليون ونصف المليون ريال فالشكر كل الشكر لولاة أمرنا كما نتقدم بالشكر لصاحب السمو الملكي الامير مشعل بن عبد العزيز راعي الجائزة الذي جعل الجميع يحرص على الاهتمام بالابل ويكثر الذين يمتلكونها.
«أسماء على كل لسان بأم رقيبة»:
«العليا أو نويفة صالح كما سماها الجمهور» «البويضاء» «براقة» «الرهيف» الرمانة» أسماء تخطف الأضواء فالكل يسأل عنها ويحرص على التقاط الصور لها. أسعار خيالية وصفات عجيبة طول قامة وضخامة جسم وطبع عجيب لألوان مختلفة من الابل المشاركة {أّفّلا يّنظٍرٍونّ إلّى الإبٌلٌ كّيًفّ خٍلٌقّتً }
«اقتراح»:
الحضور الجماهيري الكبير الذي تشهده أم رقيبة منذ بداية انطلاق فعاليات الجائزة وحتى انتهائها يدل بلاشك على النجاح المتواصل الذي تحققه الجائزة عاما بعد عام. وحيث ان الهدف من ذلك هو تشجيع الناس على المحافظة على الموروث والتراث العربي الاصيل وبما ان الهدف قد تحقق فاننا نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات لراعي الجائزة صاحب السمو الملكي الأمير/ مشعل بن عبد العزيز على هذا النجاح وننقل لسموه الكريم بعض الانطباعات التي رأينا انها جديرة بالاهتمام مثل تخصيص مكان لاقامة الامسيات الشعرية التي تعتبر جزءا لا يتجزأ من تراثنا العربي الأصيل فكلنا ثقة في سموه الكريم بتحقيق رغبة هذه الجماهير الكبيرة التي توافدت من كل مكان.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved