Thursday 25th december,2003 11410العدد الخميس 2 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التهاب البنكرياس الحاد التهاب البنكرياس الحاد
فتش عن الكحول.. والكولسترول
استئصال المرارة في اليوم الثاني أو الثالث من التهاب البنكرياس الحاد ضروري أحياناً

غدة البنكرياس هي أحد الغدد الرئيسة في الجسم التي تفرز الخمائر المساعدة للهضم بالاضافة لافرازها للأنسولين الذي يضبط سكر الدم، ويشكل التهاب البنكرياس الحاد أحد الامراض البطنية الحادة حيث تتظاهر بألم شديد في أعلى البطن وينتشر للظهر وكتف واحد (الأيمن عادة) أو كلا الكتفين، ويكون الألم مستمرا ثم ينتشر ويتعمم في كافة البطن، ويترافق بغثيان واقياءات متكررة، وفي الحالة الشديدة قد تترافق الاعراض بتسرع في ضربات القلب مع هبوط وأحيانا فشل حاد في الكليتين، وهنا يقدم لنا د. حسام الدين البين إخصائي الأمراض الباطنية في مستشفى الحمادي أهم أسباب هذا الالتهاب وعلاجه.
د. حسام البين
* ما هي أهم أسباب التهاب البنكرياس الحاد؟
- يجيب د. البين قائلا: السبب الأول الحصيات المرارية: وتشكل 50% من الأسباب لالتهاب البنكرياس الحاد حيث تمر هذه الحصيات في الطرق الصفراوية وتسبب انسدادا في مجل واتر حيث مكان تفريغ القناة البنكرياسية لمفرزاتها وقد تستطيع الحصاة المرور، لكن التخريش والوذمة الحاصلة في مجل واتر تكون سببا لالتهاب البنكرياس الحاد نتيجة اعاقتها لتفريغ المفرزات البنكرياسية.
ويشكل تناول الكحول السبب الرئيس الثاني لالتهاب البنكرياس الحاد حيث يسبب حوالي 20% من الحالات.
والسبب الثالث هو عبارة عن عدة أسباب أخرى مختلفة قد تسبب التهاب البنكرياس الحاد أّمها الارتفاع الشديد في الشحوم (الدهون) الدموية، والرض على البنكرياس عقب حوادث السيارات مثلا، وكذلك بعض الأدوية، والارتفاع الشديد في كالسيوم الدم، وفي حالات قليلة بعد اجراء منظار للأقنية الصفراوية E.R.C.P
* وكيف يتم تشخيص المرض؟
- يقول. د. حسام الدين البين بالاضافة للأعراض السريرية التي يشكو منها المريض فإن التحاليل الدموية تظهر ارتفاعا في تحليل وظائف البنكرياس في الدم والبول الى أكثر من ثلاثة أضعاف (خاصة الاميلاز والليباز) بالاضافة الى بعض الاضطرابات في أملاح الدم مثل نقص الكالسيوم، بالاضافة الى بعض الاضطرابات التي تدل على شدة التهاب البنكرياس أو حدوث بعض المضاعفات له مثل الارتفاع الشديد في كريات الدم البيضاء، والنقص في أكسجين الدم، وزيادة البولة الدموية.
هناك أيضا الأشعة الصوتية للبطن التي تفيد سواء في تشخيص التهاب البنكرياس الحاد (حيث تبدو البنكرياس متضخمة) أو في كشف مسببات الالتهاب (الحصيات في المرارة أو الطرق الصفراوية) كما تساعد الاشعة الصوتية أيضا في كشف بعض مضاعفات المرض مثل وجود تنخر أو نزيف في البنكرياس، أو وجود كيسة كاذبة حول البنكرياس أو تشكل خراجاً في البنكرياس، وهذه الأمور تتوضح في التصوير المقطعي للبطن.
تفيد أيضا أشعة الصدر في كشف ما إذا كان التهاب البنكرياس قد سبب انصبابا (تجمع سائل) في غشاء الجنب المبطن للرئتين، أو سبب ذات رئة استثنائية، كذلك تفيد أشعة البطن البسيطة في كشف ما إذا سبب التهاب البنكرياس الحاد وضعفا في حركة الأمعاء (الخزل المعوي).
* وما هي مضاعفات التهاب البنكرياس الحاد؟
1- حدوث تنخر في البنكرياس مسببا ما يسمى بالتهاب البنكرياس التنخري الذي يترافق بحدوث انتان بكتيري في مكان التنخر، وعندئذ تسوء حالة المريض حيث يزداد الألم البطني وكريات الدم البيض بشكل كبير، وقد يحدث تجرثم دم وقد يحتاج الأمر لإجراء عمل جراحي لازالة مكان التنخر في البنكرياس Surgical Debridment.
2- تشكل الكيسة الكاذبة التي تتظاهر باستمرار الألم البطني وزيادة الاميلاز في الدم لفترة طويلة وقد يحدث انتان جرثومي أو نزيف في الكيسة، وقد تضغط الكيسة على الأعضاء المجاورة أو يحدث تمزق فيها، والعلاج في الحالات الأخيرة هو بإزالة الضغط داخل الكيسة بواسطة منظار البطن أو بعمل جراحي ولكن إذا لم تسبب الكيسة الكاذبة أية مشاكل فالعلاج المحافظ والمراقبة فقط هما المتبعان.
3- التهاب بكتيري: حيث قد تحدث خراجة في البنكرياس، أو التهابا في الكيسة الكاذبة، أو التهابا في الطرق الصفراوية Cholangitis أو التهاب رئة حاد Pneumauia وفي جميع هذه الحالات يتم اجراء مزرعة للدم أو العينات المأخوذة من البنكرياس أو القناة الصفراوية، ثم يوضع المريض على مضادات حيوية واسعة الطيف.
4- مضاعفات رئوية: وتشمل حدوث انكماش في جزء من الرئة، أو تجمع سائل في الغشاد الجنبي المبطن للرئة، أو التهاب رئوي حاد Pneumonia أو فشل تنفسي (A.E.D.S).
5- فشل كلوي حاد ناجم إما عن نقصان حاد في سوائل الجسم أو تنخر في الأنابيب الكلوية.
أما العلاج فيلخصه لنا د. البين في التالي:
هو علاج محافظ Conservative في الحالات غير المترافقة بمضاعفات، حيث يمنع المريض من تناول الطعام أو السوائل عن طريق الفم حتى يخف الألم البطني وتتحسن وظائف البنكرياس، وكذلك يتم اعطاء المريض كمية كافية من السوائل والتغذية عبر الوريد بالاضافة لاعطائه مسكنات الألم القوية وتصليح الاضطرابات في أملاح الدم والكالسيوم، أما بالنسبة للمضادات الحيوية واسعة الطيف فتعطى في حال وجود علامات على التهاب بكتيري سواء في البنكرياس أو الرئتين أو غير ذلك، كذلك يجب ضبط سكر الدم بشكل جيد والشحوم الدموية.
بالنسبة للتداخلات الجراحية فتجرى عند حدوث مضاعفات لالتهاب البنكرياس الحاد، حيث يتم استئصال الجزء المتنخر والمصاب بالالتهاب في البنكرياس بواسطة المنظار البطني أو يتم تفريغ الكيسة الكاذبة للبنكرياس عن طريق ابرة تحت الجلد وبمساعدة الاشعة المقطعية، كما انه في حالة كون سبب التهاب البنكرياس هو الحصيات المرارية، فيتم اجراء منظار للأقنية الصفراوية لاستئصال الحصاة السادة لمجرى الصفراء.
ثم ينصح باجراء استئصال للمرارة في اليوم الثاني أو الثالث من التهاب البنكرياس الحاد.
وفي الختام لا بد من القول ان درهم وقاية خير من قنطار علاج، حيث أن ضبط مستوى شحوم (دهون) الدم وتخفيف الوزن والامتناع عن تناول المشروبات الكحولية، بالاضافة لاستئصال المرارة في حال وجود حصيات فيها، كل ذلك هو الاسلوب الأمثل لمنع حدوث التهاب البنكرياس الحاد.

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved