Saturday 27th december,200311412العددالسبت 4 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تكريم الأديب: محمد المنصور الشقحاء في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة تكريم الأديب: محمد المنصور الشقحاء في اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة
الشيخ عبدالمقصود: الشقحاء أتعبني...!!

* جدة - صالح عبدالله الخزمري:
استأنفت اثنينية الشيخ عبدالمقصود خوجة نشاطها لهذا الموسم بعد توقف فترة الاجازة وشهر رمضان المبارك، وكانت الانطلاقة مساء الاثنين 21/10 بتكريم الأديب محمد المنصور الشقحاء.
في البداية قدمت السيرة الذاتية له:
من مواليد الرياض 1366هـ كتب المقالة والقصة القصيرة والشعر، ساهم في تأسيس نادي الطائف الأدبي وعضو فيه، عضو شرف بنادي جدة الأدبي ونادي مكة، عضو جمعية الثقافة والفنون فرع الطائف، عضو بنادي القصة بالرياض، عضو اللجنة العليا للتنشيط السياحي بالطائف، ولجنة المكتبة العامة.
أما انتاجه فهو أكثرمن ان يحصى وكان آخره «الحملة»، أيضا هنالك دراسات عن أدبه.
- الشهادات والدروع: شهادة تقدير من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.
- حاصل على عدد من الدروع من التنشيط السياحي بالطائف، وجمعية الثقافة والفنون بالطائف، ونادي الطائف.
كلمة الشيخ عبدالمقصود خوجة في تكريم محمد المنصور الشقحاء:
يطيب لي ان نلتقي مجدداً بعد غيبة طويلة فرضتها ظروف أنتم أدرى بملابساتها، تخللتها أحداث كبيرة على مختلف الأصعدة، وكان من أكبر افرازاتها يد الارهاب التي حاولت العبث بأمن واستقرار هذا التراب الزكي.. وظنت أنها تستطيع ان تعيث فساداً في الأرض، ولكن الله غالب على أمره، وسيكون مصير تلك المحاولات العبثية الانزلاق الى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها، لأنها مناط شجب وادانة ورفض تام من كل المواطنين ومحبي الخير والسلام.
وأثناء فترة توقفنا أيضا لفَّنا الحزن بفقد بعض الأحبة ومنهم زميلنا الناقد الفني الأستاذ حمدان صدقة رحمه الله الذي لبى نداء ربه، وقد كان من محبي هذا المنتدى الأدبي ولم ينقطع عنه مؤخراً إلا بسبب المرض.. كما رحل زميلنا المعلق والصحفي الرياضي الأستاذ زاهد قدسي رحمه الله الذي انتقل الى دار البقاء، ففقدت الساحة الرياضية والاعلامية بفقده علماً أثبت جدارته على المستويين المحلي والاقليمي.. وقد كان والده صديقاً لوالدي رحمهما الله، وفي موقف من الوفاء والتلاحم الاجتماعي كان طريح الفراش في دارتنا بمكة المكرمة أثناء مرضه الأخير الى أن توفاه الله وأقيم عزاؤه فيها.. وأيضا فقدنا أستاذنا الشيخ أحمد محمد صالح ملائكة، الذي كان صديقا حميما لوالدي، رحمهما الله رحمة الأبرار، وقد كان له عليَّ فضل التوجيه والبر والرعاية والنصح، وهو من الرعيل الأول الذين دعموا مسيرة «الاثنينية» وأسهم بخبرته وتجاربه الثرية في تطويرها والعمل بكل تجرد ليراها أهلا لتكريم ذوي الفضل من أساتذتنا الكبار الذين يشرفوننا بتكريمهم والاحتفاء بهم.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدهم بواسع رحمته ويلهمنا وذويهم الصبر وحسن العزاء.. وراجياً المولى ان يعوضنا عنهم خيراً ويجعل ما قدموا في موازين حسناتهم.
ويمضي نهر الحياة بشاطئيه - الفرح والترح - لننتقل بين تياراته فننعم اليوم بتكريم أستاذ أقدمه اليكم قائلاً: إن الماثل أمامكم، الأستاذ محمد المنصور الشقحاء، قد أتعبني كثيراً.. فمنذ سنوات وأعذاره لا تنقطع عن تشريفنا بهذا اللقاء الذي يبدو أنه قد ادخره لنا ليكون بداية انطلاقة هذا الموسم، وعلامة انطلاقة فراشات الفرح في ربوع «الاثنينية».. فله الشكر على تفضله بالاستجابة لدعوة زملائه محبي الحرف، والشكر موصول لجميع الأساتذة الأفاضل الذين تجشموا مشاق السفر من الرياض، والطائف، ومكة المكرمة، ليسهموا معنا في هذه الاحتفالية التي ما كان لها ان تتأطَّر بالشكل الذي نتطلع اليه لولا حضورهم الذي نثمنه عالياً.
إن المتتبع لمسيرة ضيفنا الكبير، يجد أنه أطل على الساحة الثقافية منذ أكثر من أربعين عاما.. ولا يعني ذلك لمحبي «اللغوصة» انه من «جيل الغوص» كما يقول أحبتنا على شواطئ الخليج.. كل ما في الأمر انه امتشق قلمه في سن مبكر، وزاحم الكبار زحفاً على الركب ليتعلم، وفي ذات الوقت زاحمهم بمنكبيه ولم يبلغ العشرين ليجد لما حبره قلمه نافذة يطل منها على القراء.. إنها مسيرة طويلة في درب شائك لا يقدر عليه إلا من آتاه الله عزيمة، وحبا، وادراكا لأبعاد ما يقوم به، وايمانا بالدور الذي يؤديه لخدمة وطنه ومواطنيه.
لنا أن نتخيل شابا في ميعة الصبا، يركض بين مكاتب الصحف - على قلتها - لينشر ما جادت به قريحته من شعر ونثر، ثم يواكب الأحداث، ويتعلم في كل يوم طرحاً جديداً، ويفتح نافذة على الأفق الوردي الذي يتكشف له من خلال الكتب والمجلات والصحف التي كانت تصلنا عبر الحدود.. وعندما شب عن الطوق توسعت مداركه ليسهم - وهو في حدود الثلاثين من عمره - في تأسيس نادي الطائف الأدبي.. لقد تحرك حب الأدب وسرى مسرى الدم في عروقه.. فما كان منه إلا ان سقاه من ينبوع المعرفة، وتكفل بتغذيته بوافر من الاطلاع والمثابرة على الاحتكاك بكبار المثقفين داخل وخارج المملكة، ليصوغ لنا في النهاية أديباً نفخر به بين رصفائه على مستوى الوطن العربي.
ورويداً رويداً مال أديبنا وضيفنا الكبير الى فن القصة القصيرة، كما يتضح لكم من مجمل نتاجه الأدبي الذي أثمر وأينع ودنت قطوفه بالمكتبة العربية، والواقع ان تجربته السردية قد لفتت انتباه كثير من الأدباء والنقاد فأفردوا لها دراسات لتشريح نصوصها وإلقاء الضوء على نمط أدائه ومدى ملامسته لهموم المجتمع، فهو ابن هذا الانصهار، والحراك الاجتماعي الذي بدأ متواضعاً في خطاه التي تتسم بالتؤدة والهدوء وراحة البال، ثم تسارعت وتيرة الانتقال من تلك الحياة التي أقرب ما تكون الى السكون، الى ما سمي بفترة «الطفرة» أو ما أطلق عليها دائما «الحلم الوردي الذي لن يتكرر» وبالتقاء التيارين تكسرت بعض القيم.. وارتفعت شعارات لم تكن معروفة من قبل، ووجد كثير من الناس أنفسهم بين قديم يتمرس بعواطفهم، وجديد يدق بعنف على عقولهم وجيوبهم.. فكان هذا الصراع مدعاة لإفراز كثير من المواقف التي تستفز المبدع ليقول كلمته بأكثر من طريقة، ويضرب على أوتار لا نهائية ليخرج لنا سيمفونية عميقة الغور، وشديدة التوهج، ورائعة التكثيف.
إن القصة القصيرة تمثل فعلاً فن تكثيف المواقف وتقديم عصير التجارب فيما يشبه الاسطوانة المدمجة، خفيفة الوزن، وسهلة الحمل، إلا أنها تمور بكثير من الأبعاد التي يعجز البعض عن ادراك كنهها.. وقد يراها مبتورة ومبتسرة، لكن الغوص فيها يكشف عمق التجربة التي دخلها المبدع، والمعاناة التي كابدها ليرسم بكلمات معدودة ما يمكن بسطه في صفحات طوال.. مرة أخرى إنه فن التكثيف، وابداع الايجاز والرسم بالكلمات.. وقد كان - ولم يزل - ضيفنا الكبير ممن لهم اسهامات تذكر فتشكر في هذا الفن القصصي الرفيع.
ومما لا شك فيه ان التحولات التي نعيش ارهاصاتها الآن، والتغير الذي طرأ على أسلوب التعامل مع بعض المعطيات التي كان مسكوتاً عنها، يبشر باندلاع حركة قوية في مسيرة القصة القصيرة، وإنني أتوقع ان يلتفت مبدعو ذلك الفن الى أخذ زمام المبادرة، والعمل بسرعة لمواكبة الأحداث، وصياغة الكثير من القصص التي تسهم في دحض الفكر الظلامي واشعال قنديل وراء آخر لزيادة مساحة التنوير والتأثير في قطاعات الشباب بغرض سلخهم من أي تيار هلامي واعادتهم الى جادة الطريق بأسلوب فني لا يهبط الى مستوى الخطاب الوعظي المباشر، ولا يغرق في الرمزية التي لا يفهمها إلا القلة من ذوي الاختصاص.
إننا أمام مفترق طرق نحتاج فيه الى كثير من النصوص الابداعية الواضحة التي تسمي الأشياء بأسمائها، والتي يمكن تطويرها واستنباط حوارات وسينياريوهات متعددة تصلح أرضية لدراما تلفزيونية تشع معرفة ونورانية وتخدم قضايانا المصيرية الراهنة.. وكما تعلمون فإن الفن القصصي أو ما يعرف بالدراما تعتبر واحدة من أهم المؤثرات التي تسهم بقوة في تشكيل مفاهيم الشباب والشابات.. وللأسف فإن معظم الأعمال الدرامية التي تطالعنا في الوقت الحالي من بيئات أقل ما يقال عنها: إنها ذات اهتمامات لا تعنينا كثيراً.. فنحن في حاجة ماسة الى القاصّ الذي يستخدم قلمه تماما مثل مبضع الجراح، فيزيل الخراج، وينظف الجرح، ويضع العلاج المناسب، ثم يتابع الحالة حتى بلوغ الشفاء التام.. وينهض مجدداً بأداء دوره الطليعي دون كلل في خدمة المجتمع من هذه الزاوية التربوية والأمنية والأخلاقية التي لا تقل خطورة عن أي جهاز آخر يسعى الى ردم هوة الفراغ الذي قد يفغر فاه في أي لحظة لالتهام فلذات الأكباد، والزج بهم في تيارات ما أنزل الله بها من سلطان.
معذرة إذا استطردت.. فذلك نابع من حرصي على تأكيد أهمية الكلمة في المعترك الذي نعيشه الآن، وأحسب ان مثقفينا وكتابنا وأدباءنا ورجالات صحافتنا الأفاضل يوافقونني الرأي على هذا الطرح لإنجاز مشروع أدبي كبير خاص بهذه الفترة، والله المستعان، وهو الهادي الى سواء السبيل.
الأساتذة الأحبة.. هذه مسيرة «الاثنينية» تخطو خطواتها الأولى في عامها الثاني والعشرين.. بعد ان حجبها العدوان العراقي الغاشم على دولة الكويت الشقيقة عام 1411ه/1990م، فكان لزاماً عليها أن تقول كلمتها بطريقة مناسبة في تلك الظروف، وفعلاً أنجزت بالتعاون مع دارة المنهل كتاب «جذاذات خليجية» بأجزائه الثلاثة.. ثم احتجب مجدداً بسبب افرازات الأزمة العراقية الأخيرة.. وها هي تعود بحمد الله أكثر قوة وعزما على أداء رسالتها إن شاء الله بفضل الله ثم جهودكم ومساندتكم المقدرة، سعيداً بأن أزف اليكم بشرى لقائنا القادم مع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، صاحب النشاطات القيادية المتعددة في مجالات رعاية الأطفال المعاقين.. والهيئة العليا للسياحة.. والهيئة الوطنية للآثار والمتاحف.. وكلها مجالات خصبة للعطاء والمتابعة من قبل المواطن والمسؤول.. آملا أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بسموه الكريم، والاستفادة من تجاربه الثرية في هذه الحقول وغيرها من المواقع التي تهدف الى خدمة الوطن والمواطنين.
متمنيا لكم أمسية ماتعة مع ضيفنا الكبير، والى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عبد المقصود خوجة
بعد ذلك بدأت الكلمات:
1- د. عبدالله مناع الكاتب المعروف قال:
ليس لدي سوى بعض النقاط، فنحن نلتقي الليلة بعد انقطاع طويل، ذكرتني هذه العودة بقيمة الاثنينية.
وتحدث عن تفرد خوجة من بين رجال الأعمال بحبه ورعايته للأدب، ثم نعى فدوى طوقان الشاعرة الفلسطينية.
وقال: الشقحاء قاص مظلوم كأدباء الطائف، وهو كاتب قصة منذ ربع قرن، وقد فاجأنا بعرض مكتبته للبيع وربما كان بذلك يعبر عن يأسه.
وتحدث عن أزمة عرض مكتبات الأدباء للبيع مثل «الشقحاء والحميد».
2- د. سلطان القحطاني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود قال:
حقيقة الأمر إنني سعيد باستمرار هذه الاثنينية التي دأب صاحبها على تكريم الأدباء والعلماء، ولا أجد غرابة في الاحتفاء بأحد المبدعين هذه الليلة، أما المحتفى به فهو غني عن شهادتي، شخصية تعمل بصمت، لم يسع للأضواء، ودليل ذلك قول الشيخ خوجة إنه اتعبه حتى وافق على المجيء، رجل أخلص لفنه وأدبه، له مؤيدون ومعارضون، لم تأخذه مدائح المادحين.
ومن عمله الأول وحتى عمله الأخير «الحملة» لم يتغير خطه.
3- د. عالي سرحان القرشي عضو هيئة التدريس بكلية المعلمين بالطائف قال:
ما أجمل ان نلتقي هذا المساء حول الثقافة والابداع في هذه الاثنينية.
وإذا كان لي من مشاركة عن الشقحاء فإنه هو الشخص الذي تعرف من سيرته حياته، دائما يجاوز العوائق بالإرادة والتصميم لم تتح له الظروف اكمال تعليمه الجامعي، فإذا به حاضر بقلمه في الدراسات الجامعية، أعرفه منتصراً للابداع متحمساً له.
وتحدث عن دوره في تأسيس نادي الطائف الأدبي.
د. يوسف حسن محمد العارف مدير إدارة الثقافة والمكتبات بتعليم جدة:
عندما علمت ان اثنينية الشيخ عبدالمقصود سوف تكرم الشقحاء مساء هذا اليوم قررت ان أشارك في التكريم لأنني عرفت الشقحاء معرفة حقيقية عبر أربع فرص أدبية لا يمكن إلا أن تعرفك بالرجال إذا اتيحت لك!.
عرفته - أول ما عرفته - قارئاً مستهلكاً، يجذبني الى القراءة الأدبية للنص القصصي، وتستهويني الحكايات التي يكتبها أدباؤنا، فمنذ التسعينيات الهجرية وأنا أقرأ كثيراً من الانتاج القصصي لأدبائنا السعوديين: سباعي عثمان، محمد علي الشيخ، محمد منصور الشقحاء، عبدالله الجفري، محمد علي موسى.. إلخ القائمة.
كنت أتعاطف مع قصص الشقحاء وأميل الى متابعتها لأنها من مدينة الطائف وأنا طائفي الهوى كما - يقولون-.
كانت تلك البدايات مع نصوص محمد الشقحاء لكنها لم تكن إلا من أجل القراءة الاستهلاكية أو الثقافية.
ثم عرفته ثانية - وبشكل مركز أكثر عندما دعوناه في ادارة الثقافة والمكتبات ليشارك في أمسية قصصية مساء يوم السبت 15/1/1420ه مع الزملاء القاصين: محمد علي قدسي، ومحمد علي آل الشيخ، وعثمان الغامدي، وكانت أمسية رائعة حلق فيها الجميع بشكل باهر، وكان الحضور ايجابيا حتى ان الصحافة أبرزت هذا الملتقى القصصي بشكل فاعل وكان ناقد الأمسية الدكتور الزميل عالي القرشي ولعله الظهور الأول على المنابر الثقافية.
في تلك الليلة اكتشفت الأديب القاص محمد الشقحاء في ثوبه الأدبي، اكتشفت عمق تجربته، وأسلوبه القصصي، وتواضعه لدرجة كبيرة، وعدم ادعائه، رغم كثرة مجموعاته القصصية التي بلغت العشر آنذاك. انسان متواضع في هندامه، في أسلوب حديثه، في علاقاته مع الآخرين. وهذا في نظري سر حيوية الرجل وشفرة أدبية يمكن ان يقرأ من خلالها.
المرة الثالثة التي عرفته فيها بشكل فيه عمق ومقروئية عندما دعيت في الموسم السياحي للطائف المأنوس مساء يوم الأربعاء 4/4/1421ه لقراءة ومناقشة الكتاب الذي ألفه صديقنا محمد سعد الثبيتي عن الأديب محمد الشقحاء، والكتاب بعنوان «اثباتات مشرقة سيرة ذاتية في أدب محمد الشقحاء» صدر عام 1420ه. وقد كان هذا الكتاب كما قلنا أنا وزملائي المنتدين توثيقا ببيلوجرافيا عن الأديب محمد الشقحاء. ولكي نعرف مسيرة هذا الأديب وعطاءه الأدبي وما كتب عنه والدراسات التي قدمت عن أدبه القصصي لابد من الرجوع الى هذا الكتاب.
اعتقد ان أكثر من «50» دراسة ومقالا حول قصص الشقحاء وستة كتب عن أعماله تدل على ريادته وقدرة نصوصه على جذب المقاربات النقدية والنقد، سواء من السعوديين أو غيرهم بصرف النظر عن القيمة الأدبية التي تحملها تلك النصوص التي يختلف عليها النقاد وخاصة اخواننا السعوديين!!.
أما المرة الأخيرة والرابعة التي عرفتني بالشقحاء - قاصاً - عندما شاركت في منتدى عكاظ الثقافي بجمعية الثقافة والفنون لقراءة مجموعة الشقحاء الجديدة والأخيرة - حتى الآن - «الحملة» وكان ذلك مساء يوم الاثنين 14/5/1424هـ. حيث اكتشفت الأديب محمد الشقحاء قاصاً ذا لغة راقية، وأسلوب ثقافي ونماذج قصصية قريبة من الملتقى الذي يجد نفسه منساقاً مع فضاءات النصوص من سياق الى آخر.
في «الحملة» المجموعة رمز متحرك وهي الأنثى، لكنها للأسف أنثى سلبية وليست ايجابية مع ان الواقع النسوي يشي بأن المرأة/ الأنثى عطاء وتضحية اخلاص، وجمال وسكن ومودة... الخ هذه الفضاءات الايجابية، لكن المجموعة تصنف الأنثى في الجانب السلبي فقط.
في هذه المجموعة أدركت الأبعاد القصصية التي يتحرك فيها قلم الأديب محمد الشقحاء وهي الانسان من الولادة حتى الموت. الانسان بكل تشظياته ونجاحاته، انهزاماته وقلقه، الانسان فرداً، والانسان في جماعة.
كل هذه الميادين تعرضت لها نصوص محمد الشقحاء منذ «البحث عن ابتسامة» وحتى «الحملة»!!.
أخي محمد:
هنيئاً لنا بك، وهنيئا لك ولنا هذا الاحتفاء من رجل الثقافة والفكر والكرم. صاحب هذه الدار العامرة الذي عودنا أن نقول لكل مبدع: ها أنت تلقى الحفاوة والتكريم جزاء ما قدمت من انتاج وعطاء رصده لك التاريخ وأحاله الينا كي نبتهج بك.
شكراً لمضيفنا الشيخ عبدالمقصود خوجة، وشكراً لمبدعنا الأديب محمد الشقحاء، ودمتم في خير.
مناحي القثامي:محمد الشقحاء علامة بارزة في مسيرة الأدب السعودي
تحية لهذا الملتقى المعطر بالمعرفة والحميمية في هذا المساء الجميل، وشكري لسعادة الأديب الوجيه.. الشيخ عبدالمقصود خوجة على كرمه واهتمامه بالأدب والأدباء ونشكره لاهتمامه بزميلنا الأستاذ محمد المنصور الشقحاء، الذي أكرمه في هذه الليلة كما أكرم الكثير من رموز الأدب والفكر من قبل.
حيث يمثل القاص الأستاذ محمد المنصور الشقحاء أحد الأعمدة التي تسند الأدب السعودي في مجال القصة القصيرة الابداعية لكونه استمر بجد واجتهاد وديمومة المخلص لهذا الفن الأدبي منذ بدأ في ممارسة طقوس الكتابة عبر الصحافة السعودية؛ ومن ثَم أصبح له شمولية العطاء الابداعي بالتأليف والكتابة في المطبوعات داخل الوطن وخارجه؛ مما جعله رمزاً من رموز كتاب بلادنا بحق وجدارة حتى كتب عن أدبه الدراسات المطولة والمؤلفات الكثيرة لأنه فرض نفسه دون استجداء أحد بتطبيقه منهجية معروفة نالت اعجاب المتابعين لفن القصة في الوطن العربي؛ ولذلك عندما يكتب عن الأدب السعودي خاصة القصة لا تخلو هذه الكتابة من طرح اسم الشقحاء الذي يملك رصيدا جيدا من محبة الجميع، أقول هذا باعتباري معاصرا له منذ النشأة وبحكم الزمالة الطويلة معه في نادي الطائف الأدبي.
واستطيع القول: ان الشقحاء تمكن من امتلاك مواصفات الأديب الباحث المحب لمتابعته لكل جديد على الساحة الفكرية داخل المملكة وخارجها، وانتزع محبة الجميع لما يحظى به من سلوك مميز مع سلامة المقصد والتمتع بالقيم العربية الأصيلة من خلال تعامله مع الجميع.. دون تعالٍ وكبرياء وبذلك أصبح محمد الشقحاء أصيلا في السلوك والمهنة الأدبية التي يمارسها عبر طرحه الابداعي، وكونه شخصية متميزة رائعة لها الأثر العظيم على انتاجه الفكري المتواصل تواصل الحياة لذلك عندما نقرأ محمد الشقحاء نجد في قصصه رصد الحياة الاجتماعية بصدق وبعدسة ممتازة التصوير يتضح منها عمق معايشة مجتمعه والرغبة في تفجير عوامل الصدق في العمل ووضع الفعل المفيد من أجل محيطه الاقليمي والعربي لأنه يملك أدوات الكاتب الراغب في الطرح المفيد الذي يجسد هوية ومسيرة الانسان الصادق مع نفسه والآخرين، وان النص الابداعي وسيلة من وسائل مقاومة المعوقات السائدة وعليه تتجلى لديه فرص العطاء بصدق في مسيرة الحياة نحو مشروعية العمل الصادق مع توفر موطن القوة والجودة في أعماله واظهار شخصيات قصصه بشكل مألوف دون الدخول في جدلية عقيمة، والعمل على بروز الوعي الذاتي وتميزه بالأصالة والامتداد مع الجذور التي عاشت للوطن والأرض، واستخدام السرد والحوار بمنطق فني.
ومع هذا لا يمكن لي تشخيص فنه في هذه العجالة ولكن أستطيع هنا الاحاطة بما أعرفه عنه حول ماهية التخصص والتفسير الذي أملكه رغم ان ما أطرحه في هذه الورقة لا يخلو من القصور، ولكن لا غرابة إذا أردت أن أقول ما أعرفه بشكل وصفي لكل أعمال محمد الشقحاء ضمن المتيسر لنعطي مؤشرات واضحة على أن هذه الأعمال التي تستحق الدراسة والحديث عنها بفعل مشروعية الكتابة بصدق وصراحة تفرض علينا المشاركة في مسيرة الأعمال الابداعية دون الادعاء أنني أقدم أعمالا نقدية هنا، ولكن أقول ضمن ما أعرفه فقط بشكل جلي.
مع هذا أقول بصراحة أنه لم يظهر على الكرة الأرضية من يدعي امتلاك الحقيقة وحدها ولكن وجب علينا جميعاً المحاولة والاجتهاد، ومن سار على الدرب وصل.. والفرصة المتاحة لي الآن لا تسمح لي باستعراض أعمال الشقحاء بشكل مفصل ووافٍ لأنه يمثل جوانب متعددة تستحق الدراسة والابراز المتكامل، ولكن نقول تحية محبة واخلاص لمحمد الشقحاء الذي ارتبط بالطائف عشقاً واخلاصاً واستمد منه معظم مكونات أعماله الابداعية، فقد شارك في تأسيس نادي الطائف الأدبي مع ثلة من أدباء الطائف عام 1395هـ.. واخلص لمسيرة الأدب عبر أعماله الملموسة.
والشكر في النهاية ومرة أخرى موصول للشيخ عبدالمقصود خوجة الأديب وابن الأديب المشهور على رعايته المستمرة للأدب والأدباء حيث بذل الغالي والرخيص من أجل الخير ومحبة المبرزين بجدارة على الساحة الأدبية والفكرية، وهذا ما تؤكده مسيرة هذه الاثنينية طيلة السنوات الماضية الحافلة بالعطاء والانجاز المشهود، وكل هذا يتم بصدق واخلاص دون أغراض أخرى وهذا يفرض علينا تقديم الشكر والامتنان لأهل الفضل، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله.. ومن عمل الأعمال الخالدة تسجل له هذه الأعمال وتبقى نبراساً يضيء طريقه الى الخير..
وفق الله الجميع الى الأعمال المفيدة النافعة، انه سميع مجيب.
ثم القى الشاعر محمد مسير مباركي القصيدة التالية:


منذ أن كوثر اليقين الحداءُ
عرف الضوءُ أنه الشقحاءُ
فتجلَّى في سُدَّة الوعي نجماً
برؤاهُ المثقفون استضاءوا
هو أسنى شخوصه حين يروي
وإذا قصَّ تومض الأشياءُ
كان فيما مضى أبانا.. ومازا
لَ أباً يستضيئُه الأوفياءُ
عرفته الحياة أزكى من الطيب
ضميراً ونُسكُهُ الألاءُ
كوكبته السنونُ في فلك الابداع
واستأثرت به العلياءُ
رجل مرجلٌ على الزيف حتى
لم.. يواكب تكريمه الأدعياء

بعد ذلك شكر المحتفى به صاحب الاثنينية والحضور وأجاب عن الأسئلة.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved