Wednesday 31th december,2003 11416العدد الاربعاء 8 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ولي العهد.. وذكرى تمريض الفتاة السعودية! ولي العهد.. وذكرى تمريض الفتاة السعودية!
ناهد بنت أنور التادفي/ عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

اليوم الثامن من شهر ذي القعدة سيبقى محفوراً في ذاكرة الفتاة السعودية التي طالما حلمت وحلمت وانتظرت علها ترى نوراً يُحوّلها إلى واقع ملموس يضيء لها الطريق، ومن حيث لا تدري فقد جاءها الفرح يمشي على قدمين ومن ولي العهد الأمين الذي ينفرج دائماً على يديه الكريمتين ما استعصى من الأمور وما تعقَّد من الطموحات، فحدث اليوم كان بمثابة ضرب من الأحلام بعيدة التحقيق وصعبة المنال بعد سنوات طويلة من اقتصار تعليم الفتاة للتمريض على معاهد دون وجود كلية تمريض واحدة، لكن الفتاة السعودية تغيّر حالها فقد أكرمها الله بقيادة رشيدة واعية ومدركة لدور المرأة الذي يمثّل حجر الزاوية في النهوض بالمجتمعات التي تريد الرفعة والعلو والتقدم ونيل المطالب بالأعمال لا بالأماني، حيث اليوم الأربعاء وبهذا الحدث الكبير الذي ينبغي أن تحتفي به الفتاة السعودية حينما سيقوم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد الأمين برفع الستار معلناً افتتاح أول كلية نسائية للتمريض في هذا البلد المعطاء تابعة للشؤون الصحية بالحرس الوطني، وبافتتاحه لهذه المنشأة في هذا الصباح الجميل يكون سمو ولي العهد قد غيَّر فهماً كبيراً من مفاهيم التخلف كان يوصم الفتاة السعودية العاملة في مجال أشرف خدمة إنسانية بأنها «خادمة ليس إلا» وما أشرف هذه الخدمة إذا كانت تضميداً لجراح نازفة وإنقاذاً لأرواح بريئة وبلسماً للشفاء ويداً حانية ونفساً ملائكية لا تعرف الغضب ووجها طلقاً لا يعرف البؤس والعبوس، ويُعد سحب سموه للستارة إيذاناً بدخول المرأة السعودية مهنة شريفة لتكون بعد هذا اليوم الأغر قد اتيح لها ان تدرس وتتعلم في واحد من اهم التخصصات والفضل يعود بعد الله إلى صاحب الأيادي البيضاء سمو سيدي ولي العهد الأمين الذي مارس بالفطرة السليمة شؤون العصر الحديث وأعمل مبضع الجراح على كل علة وسقم حتى استأصل شأفة التردد إلى غير رجعة لتنهض بدعمه المرأة السعودية كي تساهم في مسيرة التنمية المباركة التي تشهدها بلادنا إذ نرى ويرى العالم من حولنا الدولة الفتية النامية المزدهرة اقتصاداً وعلماً وطباً وتجارة وفناً بديع النسيج وإدارة فائقة الجودة ومهارة انتظمت في أقاصي البلاد ودانيها حتى عاش الجميع تحت مظلة العلم والدراسة بفضل الطراز الفريد من قادتنا الأفذاذ الذين قادوا سفينة التنمية حتى استوت على جودي التفوق والدقة والنظام المتين بقيادة خادم الحرمين الشريفين. من حق «286» طالبة تمريض يجلسن اليوم على مقاعد الدرس والتحصيل الاحتفاء وتدوين الذكرى في المخيلة التي لن تنسى أبداً أفضال دولتنا الرشيدة ومن حق الشؤون الصحية بالحرس الوطني أن تجعل من هذه المناسبة التاريخية يوماً مشهوداً للفتاة السعودية في كل الحواضر والهجر وأن تصل يد الممرضة السعودية الحانية إلى كل ذي ألم عميق ومن حق المرأة والطفل والشيخ الهرم أن يفرحوا بمقدم كفاءة وطنية طال انتظارها متسلحة بالعلم والعفاف والحس المرهف والقلب الرحيم واليد الحانية يرحبون بها وهي تمتطي صهوة الصهيل معلنة تفوقها ونجاحها وإحرازها لأرفع المراتب في خدمة بلادها. وإليكِ أيتها الممرضة السعودية وأنتِ ما زلت في مبتدأ الطريق المعبَّد السالك إلى مواقع المجتمع وشؤونه وشجونه وآماله وأحلامه العِراض المعلّقة بحبال الود والإخلاص، عليكِ أن تدركي أن المنبع الذي ترتوين منه لا ينضب معينه أبداً وأن تعلمي أنك لست حبيسة مناهج أكاديمية معينة أو كتيبات ومطبوعات محددة تحفظين سطورها لتجاوز الاختبار بل عليكِ أن ترتبطي بالعلم الوافي ارتباطاً لا فكاك منه لتقرئي ما في عيون مواطنيك المشرئبة فرحاً لتبارك لكِ، إذ في دراستك وتفوقك ونباهتك وذكائك المتوهج وذهنك المتقد مزيد من شموع الفرح واستحقاق المباهج وروعة الاحتفاء السرمدي، نهنىء فيك النجابة والفراسة وشيم الحق وكريم الخصال فقد شرُف بك التمريض بعلومه وفروعه وأغصانه الباذخة فهنيئاً لك بالعلم والتقدم وهنيئاً لنا بنجاحك الذي يثلج الصدور ويشفي النفوس. سيدي ولي العهد دعني أبعث إليكَ من قلبي النابض بالتجلة والتبجيل أخلص آيات الامتنان المغموسة في ورد طائفي تداعبه نسيمات الصباح معلنة عن الوفاء والأمل فقد جعلت الوطن همكَ ورفاهية الشعب وجعك تنثر النجوم فوقنا بأحلام مرصوفة فوق كلمات وتقدم لنا إنجازات معطرة تمطر نداها على يباس أيامنا، فها أنت يا سيدي تزيد الغرس الطيب رسوخاً وتروي شجرة العلم والنماء بماء المعرفة والازدياد ومعطيات العصر الحديث لتزرع في طريق المرأة في بلادنا بذور الأمل وتزين دربها بالعلم النافع كي تسير إلى الأمام بحثاً عن العلم والتميُّز في مراحل حياتها ليكون لها بتوفيق من الله ثم بدعم سموك مستقبل مشرق تستحقه، فلك سيدي ولي العهد الولاء محفوراً في ثنايا الضلوع في شرايين القلب ولكَ دعوة في كلمات تلج شغاف القلب لا تفارقني وقد أصبحت زادي وزوادتي حيث أرجو أن تمتد عطاءاتك الكريمة لنرى المرأة السعودية غداً طوداً شامخاً تعانق جبال السروات علواً ورفعة وشأناً مديداً لتساهم في رفعة وطنها الذي أعطاها الكثير وينتظر منها الكثير فهي أهل للوفاء وأنتَ أهل للعطاء وكل من استظل بظلك يذوب وفاء لك حتى لحظة الانطفاء.

الرياض /فاكس 014803452

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved