Wednesday 31th december,2003 11416العدد الاربعاء 8 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

تشوهات الأقدام عند الأطفال تشوهات الأقدام عند الأطفال
كلما بدأ العلاج باكراً كانت النتائج أفضل
طريقة جديدة في العلاج تعيد القدم إلى الوضع الطبيعي تماماً ومن دون جراحة

  القدم جزء أساسي وهام في تطور الطفل والأقدام المشوهة لها انعاكسات بالغة على مستقبل الطفل الحركي وعلى تكوينه النفسي.
لقد أصبح من الممكن طمأنة والدي الطفل المولود بتشوه في القدم بأنه إذا عولج هذا التشوه بشكل مبكر وبأيد خبيرة وبتطبيق الطرق الحديثة في العلاج، فإن القدم ستصبح بإذن الله طبيعية تماماً من حيث الشكل والوظيفة، ولن توجد لدى الطفل أي إعاقة في المستقبل، ويستطيع ان يمارس جميع الأنشطة بما فيها الأنشطة الرياضية بكفاءة عالية.
إن تشوهات الأقدام عند الأطفال كثيرة ومتنوعة، وهي إما أن تكون خلقية ولادية حيث تكون ظاهرة وواضحة على الطفل منذ الولادة ويكون سببها اتخاذ القدمين وضعيات خاطئة داخل الرحم، وإما تطورية حيث تزداد بشدة ووضوح بالتدريج خلال نمو الطفل ويكون سببها حالات شللية عصبية مثل «الشلل الدماغي والكيسة السحائية» تؤدي إلى انحراف القدم باتجاه العضلات الأقوى ومن ثم حدوث التشوهات.
القدم القفداء الروحاء
وهي من أكثر أنواع التشوهات شيوعاً، وهي عبارة عن تشوه شديد بالقدم يلاحظ منذ الولادة «ولادي» ويكون فيها القدم متجهاً إلى الأسفل بشدة ومنحرفاً إلى الداخل ويأخذ القدم مع الساق شكل حرف «ل» أما مقدمة القدم فتكون مقوسة، واخمص القدم ينظر إلى الخلف.
يحصل هذا التشوه بنسبة واحد من الألف من المواليد، ويكون بالقدمين معا في نصف الحالات، ونسبتها في الذكور أعلى من الإناث.
العلاج بالطرق التقليدية
وهي الطرق المتبعة في معظم وحدات جراحة العظام حيث يتم فيها وضع الطرف المصاب بالجبس لفترات طويلة قد تستمر ل«6 8 أشهر» ويتم خلالها تغيير الجبس على فترات متباعدة «كل 3 4 أسابيع» تنجح هذه الطريقة في ثلث الحالات وغالباً ما تحتاج النسبة الباقية إلى العمل الجراحي.
العلاج بالطريقة الحديثة
«طريقة بون ستي»
لقد طور جراح العظام الأمريكي «بون ستي» خلال سنوات طويلة طريقته ونشر نتائجها الممتازة وانشأ لها الكثير الطريقة مؤخراً رواجاً لدى جراحي عظام الأطفال، وقد غيرت هذه الطريقة مفاهيم العلاج بشكل جذري، فبعد ان كان العلاج الجراحي هو الأساس في تصليح تشوهات الأقدام صار العلاج التحفظي هو الغالب والجراحة تجرى فقط لبعض الحالات الخاصة، وأصبحت طريقة «بون ستي» هي الطريقة المتبعة في أشهر المراكز العالمية.
مدة العلاج قصيرة جداً ونسبة نجاحها بلغت أكثر من 95% من الحالات، وتعيد القدم إلى الوضع الطبيعي تماماً ومن دون تدخل جراحي، بشرط ان يبدأ العلاج مبكراً، وان يتبع الطبيب المعالج طريقة «بون ستي» بدقة. تتلخص هذه الطريقة بوضع القدم بجبس حسب طريقة «بون ستي» ويتم تعديل الجبس كل أسبوع ولمدة خمسة أسابيع فقط، وقبل وضع الجبس الأخير يتم قطع الوتر الخلفي للقدم، ويجرى هذا القطع في عيادة العظام وذلك بعد تخدير الجلد موضعياً بواسطة مرهم مخدر خاص، بعد فك الجبس الأخير تكون القدم أصبح طبيعية تماماً، وبعدها تستعمل جبائر خاصة للحفاظ على الوضع الطبيعي للقدم لفترة من الزمن. وقد كنت ممن اطلع على هذه الطريقة مؤخراً، ومع ان نتائج الاصلاح الجراحي كانت مرضية تماماً لي ولعدد كبير من المرضى فإن هذه الطريقة تعطي النتائج نفسها على الأقل ولكن من دون جراحة.
وقد طبقت شخصياً طريقة «بون ستي» على 33 حالة وقد أصبحت القدم طبيعية تماماً في 30 حالة، وتم علاج الحالات الباقية بالجراحة.
العلاج الجراحي
هناك نسبة قليلة من الحالات لا تستجيب بشكل كاف للعلاج المحافظ «اللا جراحي» وغالبا ما تكون هذه الحالات مهملة، أي لم تعالج باكراً أو عولجت بشكل خاطئ أو ناقص أو كان التشوه مرافقاً لأمراض وتشوهات أخرى في الجسم عندها لابد من اللجوء إلى العلاج الجراحي.
يجب ان تجرى الجراحة من قبل جراح عظام الأطفال المتخصص في هذا المجال لأن الجراحة هي فرصة وحيدة ونهائية وينبغي ان تعالج كافة التشوهات معاً.
نستطيع القول ان نتائج الجراحة تكون جيدة جداً إذا أجريت بيد خبيرة وذلك قبل ان يبلغ الطفل السنة الثانية من العمر.
تعتبر جراحة اقدام الأطفال من الجراحات الدقيقة التي تحتاج إلى الكثير من الخبرة، حيث يتم فيها تطويل الأوتار والأربطة التي أصبحت قصيرة ومنكمشة وتحرير عظام القدم واعادتها إلى الوضع الطبيعي والوقت نفسه المحافظة على الأجزاء الهامة مثل الأعصاب والشرايين الدقيقة.
علاج الحالات المتأخرة أو المعالجة علاجاً خاطئاً أو ناقصاً
إذا لم يتم العلاج الكافي وبالوقت المناسب واستمر الطفل بالمشي مع وجود التشوه إلى ما بعد السن الثالثة فإن التشوه يزداد سوءاً وصلابة، وعندها يتم العلاج الجراحي بقطع العظم التصحيحي، بالإضافة إلى تطوير الأوتار والأربطة.
بعد العلاج تصبح القدم طبيعية من حيث الشكل ولكن مع وجود بعض الصلابة في الحركة، وتكون وظائف القدم أقل من الطبيعي.
إن العلاج الجراحي يبقى ممكناً حتى بعد سن البلوغ ويمكن ان يحسن الحالة كثيراً عما هي عليه.
الخلاصة
يجب ان يعالج الطفل المولود بتشوه بالأقدام باكراً ما امكن، وبالطرق المتطورة للحصول على أفضل النتائج.

(*)استشاري جراحة العظام

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved