Thursday 1st January,200411417العددالخميس 9 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نوافذ نوافذ
النجاة
أميمة الخميس

لا أحد يستطيع أن ينكر ان هناك طوفان تفاهة عالمي يعم أرجاء المعمورة، ولا سيما فيما يتعلق بالمنتج الفكري والفني والثقافي، الذي يحول بالتدريج إلى سيرك لمجموعة من الحواة والمهرجين الذين يتقافزون على الشاشات ليحركوا الغرائز والانفعالات في ظل تغيب شبه كلي للعقلي أو حتى الجمالي الفني الخالد.، وإلى الآن تبدو مراكب النجاة قليلة وهزيلة ومتناثرة، ولم تكن مشروعاً متكاملاً للإغاثة، في ظل غياب جبل يعصمنا من الماء.
وكنت أرى دوماً في مشروع «كتاب في جريدة» أحد الزوارق النبيلة التي تحاول ان تذهب إلى القارئ في عقر داره بصحبة جريدته الصباحية لتستفز وعيه وتفكيره المغيب في ظل ثقافة الاستهلاك، أو ان تلقفه فكر ظلامي مغلق معبأ بكراهية هذا العالم والتوجس منه.
ولأن ذلك المشروع لا يمتلك علاقة مباشرة بالشركات العابرة للقارات أو رؤوس الأموال المترصدة لقطع أرض في قلب الصحراء أو أمام البحر لتحتلها وتحرم البشر من البحر، فقد كبا وتعثر وتوقف لمدة عام، إلا ان هيأ الله له رجل الأعمال السعودي «محمد بن عيسى الجابر» الذي أقاله من عثرته وتكفل به للسنوات الخمس الماضية.
رجل الأعمال هذا لم يبتع بأمواله بلوكات أراض ومن ثم يبيعها على المستهلكين بأسعار باهظة، لم يضارب بسوق الأسهم ويلتهم صغار المستثمرين، لم يخرج أمواله في حسابات سرية في سويسرا، لم يبتع بها ربع فندق في أوروبا، هو ببساطة بذلها بهذا المشروع الثقافي النبيل الذي ترعاه اليونيسكو ويقدم لعموم العالم العربي.
كم شمعة ستوضأ من قبل هذا المشروع، كم صفحة معتمة ستجد طريقها إلى الضوء؟؟ كم حرفاً مغيباً سيدب باتجاه الأحداق؟ كم طبقة من السواد والعتمة ستزال عن الأدمغة والأذهان؟؟ أرجو أن يكون ثوابها جميعها لهذا الرجل النبيل الذي اختار أن يبعث بزوارق النجاة في ظل طوفان التفاهة والاستهلاك.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved