Friday 2nd January,200411418العددالجمعة 10 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شواطئ شواطئ
«سحابة» لا يدري عنها أحد!!
عبدالله الكثيري

حين كنا صغاراً في «التسعينات الهجرية» أيام مولد دورة الخليج لكرة القدم كنا نتلهف إليها شوقاً وننتظرها بفارغ الصبر، واليوم أصبحت هذه الدورة مثل «السحابة» التي لا تمطر ولا يدري عنها أحد!
كانت ببساطتها وأرضية ملاعبها «الترابية» ونجومها أمثال الصاروخ والغراب ومحسن بخيت وجاسم يعقوب وفتحي كميل ومعلقيها أمثال الراحل زاهد قدسي وسليمان العيسى ومحمد رمضان وخالد الحربان و غيرهم وحتى الأغنيات الرياضية التي كانت ترافقها عبر الإذاعة مثل «هدي اللعبة وناول» كان كل ذلك يشدُّنا. أما اليوم وفي ظل السباق الفضائي الجماعي وفي ظل رداءة مستوى الفرق وندرة المواهب والنجوم ورغم وجود الملاعب الضخمة والمزروعة طبيعياً، إلا أن كل ذلك لم يجعل من دورة الخليج حلماً كما كانت في الماضي التليد!!
(لقد سألت صديقي وزميلي الرياضي السابق إدريس الدريس نائب رئيس التحرير: هل هو بنفس مشاعري نحو الدورة وهل لا تزال تشده مثل الماضي فقال: نفس الشعور، ولا أعلم من سيلعب اليوم أو غداً ومن هو الفريق المتصدر، بل إن الدورة ليست مثل ما كانت عليه في «البدايات» ويزيد على ذلك. بل إننا بعد وصولنا إلى العالمية ثلاث مرات والحصول على كأس آسيا ثلاث مرات أيضاً أصبحت دورة الخليج بالنسبة لنا كسعوديين من أمور الماضي بعد أن تشبعنا منها وأصبحت لا تشكل لنا أي إضافة سواء حققناها أو لم نحققها)!!
إن الجيل الحديث جيل لا يتذكر الملاعب الترابية وجيل لا يرتاد الملاعب الزراعية الحديثة لأنه جيل تفرغ إلى علوم العصر والإنترنت وأضحت الكرة في آخر اهتماماته، بل ربما أن نسبة كبيرة منهم لا يرتادون الملاعب ولا يشجعون الأندية وهذا الانعكاس ليس فقط على المستوى المحلي بل وعلى المستوى الاقليمي والعالمي!!
إن الكرة الآن أصبحت من الماضي، فالكبار ملُّوا منها والصغار لا يعجبهم ضجيجها ووجدوا في حياتهم ما يغريهم ويشدهم عنها وهذه التحولات في الجيل الحديث تنطبق بالتمام والكمال على دورة الخليج التي أرى أنه لا داعي لاستمرارها بعد اليوم، لأنها قد أدت غرضها في حقبة من الزمن واليوم تغير الزمن وأصبحت هذه الحقبة التي نعيشها حقبة معلومات وثورة عصر يختلف عن أجيال الملاعب الترابية التي عاصرنا جزءاً منها وإن كان لا بد من تواجدنا الكروي فلنجعل المحافل العالمية والدولية هي هدفنا من أجل التواجد والحضور العالمي فقط ولكي لا يزعل مني الرياضيون وأنا واحد منهم فإن التواجد السعودي في كأس العالم أهم من الفوز ببطولة الخليج أو غيرها وللإنصاف أقول: إن البرازيل لم تعرف بأنها أكبر دولة مصدرة للبن أو الشكولاته بل عُرفت على المستوى العالمي بإنجازاتها الكروية وبلادنا لا ينقصها سمعة كأكبر بلد مصدر للنفط في العالم ولكن تواجدها العالمي الكروي مع النفطي سيزيد من سمعتها وأسهمها و«كفاية دورات خليج».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved