Friday 2nd January,200411418العددالجمعة 10 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نبض المداد نبض المداد
ليست مجرد كلمة
أحمد بن محمد الجردان

اليمين ليست مجرد كلمة يطلقها اللسان بل هي عهد وميثاق قال صلى الله عليه وسلم: (من حَلَف بالله فليصدق، ومن حُلِف له بالله فليرض، ومن لم يرض فليس من الله) وكثرة الحلف ليست من طباع أهل الإيمان قال تعالى: {ولا تٍطٌعً كٍلَّ حّلاَّفُ مَّهٌينُ} وأهل النفاق يحلفون وهم كاذبون قال تعالى: {ويّحًلٌفٍونّ عّلّى الكّذٌبٌ وهٍمً يّعًلّمٍونّ} ومن الباعة من يروج لبضاعته بالحلف الكاذب حتى يكسب المزيد من المال، والواقع أن حلفه محْق لبركة بيعه قال صلى الله عليه وسلم: (الحلف منفقة للسلع ممحقة للكسب) بل إن هناك ما هو أعظم من محق بركة الكسب فقد ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثلاثة لا يكلمهم الله ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: أشيمط زان، وعائل مستكبر، ورجل جعل الله بضاعته لا يشتري إلا بيمينه ولا يبيع إلا بيمينه).
وعند القضاة هناك جراءة من قبل بعض المتخاصمين على الحلف ليكسب القضية قال تعالى: {إنَّ الذٌينّ يّّشًتّرٍونّ بٌعّهًدٌ اللَّهٌ وأّيًمّانٌهٌمً ثّمّنْا قّلٌيلاْ أٍوًلّئٌكّ لا خّلاقّ لّهٍمً فٌي الآخٌرّةٌ ولا يٍكّلٌَمٍهٍمٍ اللَّهٍ ولا يّنظٍرٍ إلّيًهٌمً يّوًمّ القٌيّامّةٌ ولا يٍزّّكٌَيهٌمً ولّهٍمً عّذّابِ أّلٌيمِ}، وروى الإمامان أحمد والنسائي: (أن رجلا من كندة يقال له امرؤ القيس خاصم رجلاً من حضرموت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أرض، فقضى على الحضرمي بالبينة؛ فلم يكن له بينة، فقضى على امرئ القيس باليمين فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول الله ذهبتْ ورب الكعبة أرضي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حلف على يمين كاذبة ليقتطع بها مال أحد لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان.. وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إنَّ الذٌينّ يّّشًتّرٍونّ بٌعّهًدٌ اللَّهٌ وأّيًمّانٌهٌمً ثّمّنْا قّلٌيلاْ} الآية.
وروى الإمام مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه فقد أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة، فقال له رجل: وإن كان شيئاً يسيراً يا رسول الله؟ قال: وإن كان قضيباً من أراك) وروى البخاري في صحيحه: أن اعرابيا جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما الكبائر؟ قال: الإشراك بالله، قال: ثم ماذا؟ قال: اليمين الغموس قلت: وما اليمين الغموس؟ قال: الذي يقطع مال امرئ مسلم يعني بيمين هو فيها كاذب.
ومن الحلف المنهي عنه هو أن يحلف المسلم ليمتنع من فعل الخير قال تعالى: {ولا يّأًتّلٌ أٍوًلٍوا الفّضًلٌ مٌنكٍمً والسَّعّةٌ أّن يٍؤًتٍوا أٍوًلٌي القٍرًبّى" والًمّسّاكٌينّ والًمٍهّاجٌرٌينّ فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ} أي لا تحلفوا أن لا تصلوا قراباتكم وتتصدقوا على المساكين والمحتاجين وإذا حلف الإنسان على أن لا يفعل الخير فإنه يشرع له أن ينقض يمينه ويفعل ما حلف على تركه ويكفر عن يمينه قال الله تعالى: {ولا تّجًعّلٍوا اللَّهّ عٍرًضّةْ لأّيًمّانٌكٍمً أّن تّبّرٍَوا وتّتَّقٍوا وتٍصًلٌحٍوا بّيًنّ النَّاسٌ واللَّهٍ سّمٌيعِ عّلٌيمِ} أي لا تجعلوا أيمانكم بالله مانعة لكم من البر وصلة الرحم إذا حلفتم على تركها وذلك بأن يُدعى أحدكم إلى صلة رحمه أو عمل بر فيمتنع ويقول: حلفت أن لا أفعله، وتكون اليمين مانعة له من فعل الخير، بل يكفر عن يمينه ويفعل الخير، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إني والله إن شاء الله لا أحلف على يمين فأرى خيراً منها إلا أثبت الذي هو خير وكفرت عن يميني).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved