تحدٍّ جديد للإرادة الدولية

بددت ردود فعل فرنسية وأمريكية تجاه إعلان إسرائيل عزمها زيادة المستعمرين اليهود في الجولان، وبينما حثت باريس إسرائيل على عدم تنفيذ الخطوة باعتبار أنها قد تفسد أيَّ مساعٍ للسلام، فقد اتسم رد الفعل الأمريكي بالحذر إلا أن واشنطن ذكَّرت بموقفها الذي يطالب بتفكيك البؤر الاستيطانية في الأراضي العربية المحتلة.
وسيكون مفيداً للسلام بصفة عامة ردع أيِّ تحرك إسرائيلي يتفق العالم حول عدم شرعيته،لأن في ذلك معالجة فورية لأمور يؤدي تركها إلى استفحالها.. وفي الصراع العربي/ الإسرائيلي شواهد جمَّة نجمت بشكل خاص عن التهاون الدولي تجاه الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية.
وفي التطورات الأخيرة بشأن الجولان يلاحظ أن التحرك الإسرائيلي يأتي في ظل ظروف تسعى إسرائيل إلى الاستغلال الكامل لها، فهي على إدراك بميزة التواجد العسكري الأمريكي في العراق بكل ما يوفره ذلك من مساندة لها، كما أنها تسعد بالضغوط الأمريكية على جميع دول المنطقة بما فيها سوريا، وتسعى للإفادة من ذلك إلى المدى الأقصى..
ولا يتوقع ردود فعل قوية من الولايات المتحدة على المخطط الإسرائيلي، وعلى الأرجح أن ردود الفعل قد تشجع إسرائيل بدلاً من أن تردعها..
فسياق العلاقات الإسرائيلية/ الأمريكية ظل طوال فترة طويلة متسانداً ومتعاضداً ويخلو من التناقضات على الرغم من حاجة السلام إلى مواقف أمريكية قوية تجعل إسرائيل تتعاطى بجدية مع طروحات السلام...
وتعرف الولايات المتحدة عواقب الانسياق وراء سياسات إسرائيلية خاطئة.. أو حتى تأييدها بشكل سافر، فالتعقيدات القائمة في عالم اليوم بما ذلك التحديات الإرهابية هي انعكاس في جانب منها لتلك الأخطاء الفادحة التي ترتكبها الولايات المتحدة تجاه قضايا مصيرية تنطوي على ظلم بائن لا يمكن إنكاره...
وتظل الحاجة قائمة لتحرك دولي فاعل من قِبل كبار العالم الآخرين في أوروبا وآسيا لترسيخ وتأكيد أسس الحل العادل، وإقناع الولايات المتحدة بأن التأييد الأعمى لإسرائيل تتجاوز نتائجه المدمرة مجرد المنطقة إلى العالم أجمع.