Friday 2nd January,200411418العددالجمعة 10 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

حيرة في كيفية مواجهة سلبيات القنوات الفضائية حيرة في كيفية مواجهة سلبيات القنوات الفضائية
مروان عمر قصاص

تتنوع اهتمامات المتابعين لبرامج القنوات الفضائية التي تنتشر بشكل سرطاني حيث تتنوع توجهاتها وبرامجها وأهدافها وهو ما يجعل المشاهد أسيراً للريموت الذي يساعده على التنقل بين هذه القنوات كما شكل هذا التنوع هاجسا لدى أولياء الأمور الذين يخشون من التأثيرات السلبية وهي كثيرة في هذه القنوات، ولكن الحقيقة التي يعيها الجميع هي أن الفضائيات أصبحت تشكل عنصرا متزايد الأهمية وأضحى تأثيرها في الرأي العام ملموساً بل انه أكثر فعالية من أي وقت مضى لأسباب كثيرة، منها اقتران العرض الفضائي بالتجسيد الحي للصورة والحركة، انكباب العديد من هذه الوسائل على التلاعب بالعواطف والإثارة دون الأخذ بالاعتبار مشاعر وعادات وقيم المجتمعات في الحسبان وهو ما جعل الكثير من الناس ينتقدون القنوات الفضائية ويعدونها شرا مستطيرا وهما يضاف إلى هموم كثيرة وهو ما جعل من هذه القنوات محل جدل متواصل ومجالا للأخذ والرد بين عدة أطراف كغيرها من الظواهر الجدلية في حياتنا المعاصرة والتي تحمل بين طياتها جوانب معتمة وأخرى مشرفة وفقا لما تحمله هذه القنوات من برامج ومواد إضافة إلى كيفية تعاملها مع المشاهدين.وحتى نكون واقعيين فإننا لا نستطيع تجاهل إيجابيات وفوائد هذه القنوات ومنها الفوائد الثقافية حيث ساهمت في تطوير ثقافتنا إضافة إلى تعزيز وتأصيل القومية العربية من خلال تفعيلها للتواصل السياسي والفكري والثقافي بين العرب من خلال ما تبثه من ندوات ونقاشات جيدة ومنطقية أحياناً بل إننا لا نجانب الحقيقة إذا قلنا ان تأثيرها في الرأي العام العربي أسرع من تأثير باقي وسائل الإعلام وذلك عائد إلى سرعتها وقدرتها على نقل الحدث بعد فترة وجيزة من حدوثه، بل ساعة حدوثه إضافة إلى أنها تشكل أداة هامة للتسلية والتخفيف من حدة الاكتئاب الذي يعتري الإنسان في هذا الزمن الصعب وفي هذا الجانب يكمن جزء من الخطر الذي تمثله حيث إنها بجاذبيتها تصرف الناس عن القراءة والاطلاع بل وعن أداء واجباتهم والاهتمام بمسؤولياتهم وفي هذا تأثير خطير وخاصة على طلاب المدارس ومن إيجابياتها أيضا أنها تتيح للمشاهدين فرصة التعرف على مختلف الدول في أنحاء العالم وهذا يساعد الذين لم تسمح لهم ظروفهم بالسياحة والتجوال في بلاد الله الواسعة بالتعويض عن بعض ما فاتهم.
وإلى جانب ذلك الوجه المشرق نجد الجانب السلبي المقابل حيث إن بعض الفضائيات ولاسيما الأجنبية تساهم في التأثير في الخلفية الثقافية للنشء من خلال غرس صور العنف والإباحية التي تفسد الأخلاق وتعبث بالقيم وترتفع نسبة الخطر من خلال وقوع بعض القنوات العربية ومنها الخاصة في هذا الفخ من خلال طرح وبث قضايا ومواد تشكل خطراً على أجيال المستقبل وهنا نصل إلى حقيقة هامة نعيها جميعاً وهي ان هذه القنوات الفضائية باتت أمرا واقعا يفرض نفسه علينا جميعا شئنا أم أبينا وتبقى مسؤولية الرقابة الذاتية وأساسها غرس القيم في نفوس الأبناء حتى يكونوا أكثر قدرة على تجاوز السلبيات والاستفادة من الايجابيات.
ويقول عدد من أولياء الأمور ان متابعة القنوات الفضائية تخضع لعامل الظروف واهتمامات المتلقي إضافة إلى عامل السن فمثلا خلال الظروف غير العادية على مستوى العالم تحظى القنوات ذات الطابع الإخباري بمتابعة مكثفة من كبار السن الذين يتحولون إلى قنوات المنوعات في الظروف العادية لمتابعة المواد المنوعة ولكن كثيرا ما نصدم بمواد غير مناسبة وتخرج من متابعتها مع أفراد أسرتنا حتى قنوات الأغاني تبث نوعية من الأغاني الهابطة والمدعومة بصور خليعة بل إن بعضها مثل قناة ميلودي وميوسيكانا تبث عبارات يرسلها عبر الكمبيوتر بعض المشاهدين وتبث فورا دون رقابة عبر شريط أسفل الشاشة يتضمن عبارات تخدش الحياء وتشعر المشاهد أحياناً بالغثيان وهو يتابع هذا السقوط.ويبقى السؤال مطروحاً كيف نواجه سلبيات هذه القنوات وفق آلية تجعلنا نستفيد من بعض الإيجابيات ونتجاوز الكثير من السلبيات ولا ننسى ان هذه القنوات أصبحت أمرا مفروضا علينا مع حدوث الانفتاح الكبير في الفضاء الواسع.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved