Friday 2nd January,200411418العددالجمعة 10 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عجباً لمثل هذه الأخبار!! عجباً لمثل هذه الأخبار!!

سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة - الأستاذ الفاضل/ خالد المالك الموقر
تتمركز الجزيرة باحتضانها لنخب من الكتاب وازدياد متصفحيها، نتيجة ما يطرح من حلول لما يثار من مشكلات اجتماعية، وتتبعها للمصالح العامة سبقا الهدف منه كسب عرش القيم والأخلاق في الحلول، وتعرت من موضة الإثارة التي اكتسى بها الإعلام في العالم أجمع، فشأن الجزيرة في الجزيرة طرح دراسة مستمرة كمرجع ودليل في مبادىء ومستحدثات الأمور. وهي بؤرة لمن هدفه سام، ويتحلى في طرحه بالتأني في زوايا الجمل، فالقراءة والاطلاع لها عائد ساحر، وتنوع وسائل التعبير المقنع والمحاط بمخافة الله والصدق مع القارىء، فلا شك أن القدرة على صياغة مثالية، تتمثل في أنموذج يحتذى به كنص تقليدي، يلقى تقبلاً واحتراماً لتنظيم وانتقاء الألفاظ الملائمة، والتحقق من الخبر إبداع بذاته؛ فقد حثنا ديننا الحنيف، وتضمن نظرية متكاملة تنظيماً وأخلاقاً ووضوحاً، فالاتصال الخطي - الكتابة - يجب أن يكون محاطاً بقيم إسلامية، لنعرف ما نكتب وننظم اتصالنا بأجزاء رئيسة تسلسل ما حررنا بوضوح، ولن نرقى بالعمران ما لم نؤمن بأسسه وهي ارتقاؤنا بالإنسان. فمعظم نصوص الكتاب والسنة تركزت على تهذيب الإنسان، وتنقية عقله وتوجيه مشاعره واهتماماته وتحسين علاقته، وبهذا يتفوق على ذاته؛ لأن الخبر النابع عن رغبة انتشار خالية مما سبق ذكره يكون تحريره نثر أحرف عشوائية في وعاء لا يعرف قيمته، فوعاء النشر يجب أن نشرب منه لبنا سائغاً لا صديد شائعات وتضليل. كلنا يعلم أن وزارة التعليم لم تكن شيئاً كمرجع علمي سوى مدرسة «المدرسة العربية السعودية» فنهضت برائد التعليم قائداً لها كأول وزير للمعارف بعد ترقيتها ورائد العلم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله وأبقاه - أبى إلا أن يحلق بها كمؤسسة تخلفت عن مثيلاتها، لحداثة تأسيس الدولة، ووصل ولم يكتف بل جعلها نبراساً يشار إليه بالبنان ليغبطنا بهذا التقدم - من سبقنا في العلم - ولشؤون تعليم البنات نصيب كونها جزءاً من المؤسسة؛ حيث لا نجد هنا للقائد تعريفاً إلا أن تكسوه خطواته ثوب بيت المتنبي:
«أنا السابق الهادي إلى ما أقوله
إذا القول قبل القائلين مقول»
حيث تبنى شؤون البنات مع البنين ولم يقبل لهن النعت بالتعليب واستبدل به التعليم حتى صار حالهن حال الرجال، لا بل زاد برأفة الأب الحنون بإيمانه أن المرأة ليست نصف المجتمع فقط بل إنها المدرسة الأصل، وعندما غادر عرش التعليم لم يغادره لانتهاء واجبه وإنما أرغمه الواجب على أن يستفاد من قدراته لغيرها من مؤسسات الدولة، ولم يكن زاده بين المؤسستين إلا اطمئنانه بتركها بين يدي نخب ممن رشحهم غرباله ليكونوا عينة لما يحتاج المتعلم من الجهد والمال، حيث سعدت المرأة بمد وتشجيع حتى رأينا فيهن الكاتبات والأديبات والطبيبات وتقدمن معالي الصفوف. وأخيراً وليس آخراً ها نحن نرى الأبطال ينفذون أمره في هذا العام بميزانية قدرها 663 مليون ريال لمباني كليات البنات في كثير من مناطق ومحافظات المملكة ولتعميم تقنية التعليم كالحاسب الآلي وغيره مثل التعليم عن بعد وتزويد الكليات بالشبكات الإذاعية والتلفزيونية التي تحقق الاستفادة من العناصر الرجالية لتدريس المقررات التي لا يوجد بها إلا ندرة من العنصر النسائي، إضافة إلى تخصصات جديددة بالبرامج الدراسية بما يتفق مع حاجة المجتمع من تنمية مهارات التعامل مع مستحدثات العصر، حيث ركزت الوزارة على مكانة تقنية المعلومات في القضايا الوطنية وخططها المستقبلية لتضييق فجوة التقنية ليكون خريجوها بنين وبنات قادرين على التعامل مع التقنيات الحديثة؛ للوصول بمنهجية واستراتيجية معلوماتية لمواكبة العصر سعياً لبناء مجتمع معلوماتي قادر على المنافسة وليس المعاصرة فقط.
فتعقيبي على ما جاء في صحيفتكم الغراء بعددها الصادر في يوم الخميس الموافق 23/10/1424هـ بعنوان «ماس كهربائي يثير الهلع بالإدارة النسوية لتعليم البنات» والذي حمل في طياته ادعاءات وتهماً رمى بها جزافاً ثلاثي بأنياب لبنية اقتبسوا جملاً رنانة تقدمت حيثيات ما نشر لهم، خاضوا في ميدان الصحافة ضاربين بذوق القارئ عرض الحائط؛ حيث يتضح أنه شق عليهم الربط بين ما اقتبسوه وما ثار القلم لأجله، مما جعل خطوطهم تتقاطع، جمل تشرق وتغرب، تصرّح وتنفي، ومصادرهم القيل والقال، استرسال عجز عن بناء الجمل ولكن في منتصف ما كتبوا نشاهد انسياباً لا يعكره حشو في اللفظ، ولا يكدره غرابة في اللغة دون غيرها مما كتبوا، يتضح للقارئ أنه توارى خلف الثلاثة رابع حيث بخل عليهم بصياغة كاملة، فهل يعقل أن نجمع بين تدفق الموظفات إلى البوابة هلعاً وخوفاً من وهمهم جرس الإنذار ملحقين ادعاءهم ادعاء آخر للتصديق أنه منذ أسبوعين سبق هذا الحادث انفجار مكيف واحتراق غرفتين في نفس المبنى. هنا أسأل لِمَ لَم يهرعن للباب هربا مما هوّله كما أن للصحافة السبق الصحفي عن حوادث مفزعة كالتي وصفها، وهل للبعض من الصحفيين سوى شؤون تعليم البنات ليفوتهم الانفجار؟!
فمن مسلّمات الأمور أن القدرات المدهشة التي تزعمها الغيور على شعبه في وكالة شؤون تعليم البنات برعاية الوزير ونائبه أن الخدمات العامة التي تسلطت الادعاءات على نعتها بالتقصير جهة مطالبة بالقيام بدورها، فهل لها إلا أن تغتبط من الأبطال وتسبق لتنال شرف شق صفوفهم؟! فبضمير حي يلزمني أن أذكِّر من رمى بالادعاء والتهم جزافا فريق الخدمات العامة، فمديرها الرجل الغني عني معرفا أو مزكيا بقلبه الذي لبس دفء الطمأنينة لم يدخر في خدمة ورعاية متطلبات منشآت الوكالة والثناء من موظفيه الذي انهال كشلالات غيض، كيف ينعت فريقه بالتقصير؟! وهو القائم بتشجيع رجال الأمن وتمكينهم من خوض ميادين دورات تدريبية في أكاديمية الأمير نايف لتجديد نشاطاتهم الأمنية وأهمها سلامة وأمان المنشآت والرقابة على المباني ولم يكن حديث عهد بتنظيمه بل كان من سيرته الاجتماع بأسرة الخدمات والتركيز على رجال الأمن بتوجيههم ورفع معنوياتهم وآخر دورة تدريبية خاضها جزء منهم لم يمض عليها ستة أشهر وتوعيته لهم بأهمية دور رجل الأمن في الأمن والسلامة، حتى إن الوكالة لم تنس أن دور حارس الأمن هنا ليس تحصيل حاصل، وتوجيه وتقريب المسافات بين الحراسات وغيرها من المهن والمسميات، قبل تدريبهم على كيفية التعامل مع الأخطار وما يوجب عليه دوره الاهتمام بأمن وسلامة ما وجَّه لهم حراسته وتتبعه أحوال منشآت الوكالة مع فريق الصيانة. فالإنصات للعظة وتطبيق التوجيهات والاجتهاد في العمل واجب، ولكن متى تجد المتعة في القيام به إلا إذا كانت الإدارة تتبنى الموظفين وبقدرات وعظهم المصاحبة بتحجيم مكانتهم وأهمية دورهم وتقديره وشكر اجتهاداتهم، مما أعطاهم تحت إدارته الإحساس بالتقصير ولو لم يقصروا لاشرافه المستمر ليل نهار مع دعمه لهم بأن يعلموا كحارس امن ان لحارس الأمن رسالة يشق بها صفوف الأبطال بفخر الإسهام معهم في بناء صروح القيم والتربية. أما الكاتب من خلال الزعم الباطل بيَّن أن حارس الأمن كبش فداء لاعتقاده أنه الأقل مكانة، فهنا أذكِّره أن بالوزارة حراس أمن بالخدمة أو المؤهل والتخصص وقد وصلوا في الترقي الوظيفي للمرتبة السابعة.
وما يسعني إلا أن أختم بنداء جماعي أن نحمد الله ولنعلم جميعاً أن ما تقدم ذكره من عطاء لتعليم البنات ماهو من خادم الحرمين الشريفين إلا فيض مما قدمه للتعليم بصفة عامة ولتعليم البنات بصفة خاصة، ولا ننسى أن بقعة العلم على يد صانعي المفكرين والمبدعين لا يكون وصفها إلا بالأم.. أرضعت وأملت في الأبناء المساهمة في استمرار المسيرة التربوية والتعليمية.. وأخشى أن يخيب الامل بتربص جنينها بها باستخدامه حليبها حبراً يسطر ثبات عقوقه، وهذا ليس إساءة تعليمه فقد تشبع الكثير من حليبها وأثبت من خلال انتمائه لبلاده انه أهل لهذا الحليب بمساهمته في دفع العجلة لا إعاقتها.. كما أنني أغتبط عندما أرى النخب من وكالة تعليم البنات ما زالوا في هذا المناخ يكيلون عطاء ووفاء.. فوكالة شؤون البنات هي راعية صروحنا أمهات المستقبل قائلاً تزودي بالصبر على البنين كما عهدناك والدعاء لهم بالصلاح.. فللأسف .. فانني بين البعض منهم كما قال المتنبي:
أنا في أمة تداركها الله
غريب كصالح في ثمود

عبدالله الحميضي - وزارة الصحة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved