Friday 2nd January,200411418العددالجمعة 10 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لتتسع صدورنا للعبارات الجذابة والمفردات الجميلة لتتسع صدورنا للعبارات الجذابة والمفردات الجميلة

في عددكم الصادر رقم 11404 ليوم الجمعة 25 شوال اطلعت على ما كتبه الأخ/ عبدالرحمن المساوي - بارك الله في قلمه وهو تعقيب على مقالي الذي كان مضمونه: «البلاغة في الكتابة اولاً».
وانني اُشيد بما كتبه وطرحه الاخ، ويبدو أنه لو كل واحد منا جلس ليبرر ما طرحه وماذا يقصد منه، لطال بنا المقام ولكن حسبي ان اقول إن خير الكلام ما قَلَّ ودَلَّ. ايها الاخوة والاخوات القراء: أليس من الاكمل والاجدر بنا إن نحذو حذو القرآن الكريم بما يحمله من اتّباع للحق واجتناب للباطل ومن حِكم وصفات وامثال وعبارات بلاغية، اننا لا نستطيع ولن نستطيع ان نأتي بحرف واحد مهما بلغت ثقافتنا ولو كان بعضنا لبعض ظهيرا.
ولكن علينا أن نكون قريبين من بيان هذا القرآن فالكثير من الناس يعتقد ان القرآن الكريم انما هو محصور في الحلال والحرام فحسب، وهذا خطأ، فالقرآن الكريم معجزة بلاغية وفصاحة عربية من لدن حكيم خبير.
ان الذين لا تتسع صدورهم لهذه المفردات الجميلة والعبارات الجذابة لا يمكن ان يكون لهم حس بلاغي البعض منهم أن يهذ المقالة أو الجملة هذ الشعر دونما تغنّ بالعبارات أوتلذذ بالكلمات.
وما يضرك، ليكتب كل شخص بأي أسلوب أراد فهذا ما منحه الله، وعليك ان تبحث وتجدَّ لفهم ما يريد.
ان الكثير من بعض الكتاب اذا أردتَ ان تقرأ له موضوعاً أو مقالا تجد العُجب العجاب - تجد كلامه وعباراته قريبة من الاحاجي والنوادر لذا علينا أن نقدم رسالة اللغة وبلاغتها مع ما يطرأ علينا من مشاكل الحياة الاجتماعية وغيرها، ولا يضر هذا على هذا بل يزيد في رونقه ويحل بعض المشكلات بل اقول إن بعض المفردات البلاغية تُصلح بين المتخاصمين وتزيد من محبة المتحابين. ان الشخص الذي اُعطي ملكة البلاغة والتحدث والكتابة بها ويأخذ ويعطي بها وبأسلوب يشد القراء ويوقظ النائمين هو ذلك الذي ننشده وتطالبه في «العزيزة».
لقد تخلف كثير من الكتاب والادباء والخطباء والوعاظ والمرشدين والمربين عند بحر البلاغة أصبحنا وللأسف نردد كلاماً خلا منه إبداع وطباق أصبحنا نردد كلاماً اقرب ما يكون للعامية. إليس من العدل والإنصاف للغتنا العربية الجيلة أن نكون قريبين منها وأن نحييها في نفوس أبنائنا وطلابنا. ولكي تعلم حجم المشكلة وكبر المساءة ما عليك إلا أن تقف عند فصل من فصول إحدى المراحل الموجودة عندنا في مدارسنا اوقاعة من قاعات الجامعة. واستمع إلى حديثهم وحواراتهم وسوف تجد المشكلة. اخي الم تقرأ عن مصطفى لطفي المنفلوطي حيث عرَّف الخُلق وقال: «هو ان يدرك المرء انه مسؤول امام ضميره عما يحب ان يفعل» ثم ذكر خمسة امثلة للخُلق وقال منها: «..ولا أسمي المتواضع متواضعاً حتى يكون رأيه في نفسه اقل من رأي الناس فيه». وحتى ولو كان الإنسان جديداً أو ذا خبرة محدودة فان الانسان لا يولد عالماً ولا كاتباً ولا طياراً أو مهندساً وانما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، وكم من كتاب جدد يفوقون بكثير اقلام كتاب قدماء فالعبرة ليست بعدد السنوات.
وما احسن قول الشافعي رحمه الله حين قال:
تعلم فليس المرء يولد عالماً
وليس اخو علم كمن هو جاهل
وان كبير القوم لا علم عنده
صغير اذا التفت عليه الجحافل
وان صغير القوم ان كان عالماً
كبير اذا ردت اليه الحافل
واخيراً وليس آخراً، اكرر وارحب بكل كاتب يكتب بلغة فصيحة بل يستمر على ذلك - والذي لم يصل الى ما وصل اليه المبدعون في العزيزة يبحث ويقرأ ليفهم ما يريدون. ارجو ان تكون الصورة واضحة للاخ المساوى وعذراً يا اخي فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.

عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن المكاوني - الخرج - ص.ب 6821


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved