الباحث والمفكر والكاتب الفلسطيني أحمد صدقي الدجاني إلى رحمة الله

* القدس المحتلة القاهرة - بلال أبو دقة:
توفي مساء الاثنين الماضي (الموافق 29 / 12 / 2003) بالقاهرة الكاتب والباحث والمفكّر الفلسطيني أحمد صدقي الدجاني، الذي يعتبر أحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964؛ وعضو المجلس الوطني الفلسطيني..، وأحد رواد التقارب بين التيارين القومي والإسلامي..
وتعود أصول عائلة الدجاني إلى بيت المقدس فقد بدأ تعليمه في مدينة يافا العربية، وأتم المراحل الثانوية في سوريا بعد أن طردت عائلته في نكبة عام 1948..
يشار إلى أن الفقيد من مواليد عام (1936)، وحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة؛ وأقام في مصر منذ عام (1968)؛ وللراحل ولدان وبنتان..
وقد أسهم الدجاني (67 عاما) في تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964؛ وشغل مناصب عدة؛ منها رئيس قسم الدراسات الفلسطيني في معهد البحوث والدراسات العربية، وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني لمدة عشر سنوات واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وقد استقال من هيئات المنظمة احتجاجا على اتفاقات أوسلو.. والفقيد الدجاني هو أحد أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير والمجلس المركزي للمنظمة، وعضو في وحدة الحوار العربي الأوروبي.
وللدجاني العديد من المؤلفات منها، (المعرفة والتقنية والتنمية آفاق ومخاطر وضوابط)، و(أضواء على الصين اليوم)؛ و(النظام العالمي الجديد وجهة نظر عربية)؛ و(الطريق إلى حطين والقدس إحياء الذكرى بعد ثمانية قرون)..
وعمل الفقيد الفلسطيني العربي بدمشق والتحق بجامعتها ليحصل على شهادة في الآداب قسم التاريخ؛ إضافة إلى علوم القرآن الكريم والفقه والسيرة؛ وتوج دراسته بالحصول على دكتوراه في التاريخ من جامعة القاهرة..
والدكتور الدجاني كان عضوا في المجامع اللغوية في كل من المملكة الأردنية الهاشمية؛ وجمهورية مصر العربية؛ والجمهورية العربية السورية، وعضو مؤسسة آل البيت، وأحد مؤسسي المؤتمر القومي الإسلامي، والمؤتمر القومي العربي، وشغل منصب نائب رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وسبق له أن تولى عدة مواقع أخرى منها: عضو منتدى الفكر العربي، وعضو الأكاديمية الملكية المغربية..
وله العديد من المؤلفات الفكرية والتربوية والسياسية التي تزيد على ستين كتابا إلى جانب العديد من المقالات في الصحف العربية..
وكتب الدجاني العديد من مقالات منتظمة في العديد من الدوريات العربية من صحف يومية ومجلات أسبوعية وشهرية، بالإضافة إلى حضوره المميز في العديد من المؤتمرات والملتقيات العربية والإسلامية والعالمية..
كان يجمع بين الصلابة في الموقف والدماثة في العلاقات
ولعب الدكتور الدجاني دوراً رئيساً في تأسيس المؤتمر القومي العربي في بداية التسعينيات وانتخب عضواً في أمانته العامة على مدى (13 عاما)، كما كان في طليعة المبادرين لتأسيس المؤتمر القومي - الإسلامي عام 1994؛ وكان أول منسق عام لهذا المؤتمر..
وقال بيان مشترك صدر الاثنين عن المؤتمر القومي العربي، والمؤتمر القومي الإسلامي تلقت الجزيرة نسخة منه : إن المرحوم الدجاني كان يجمع بين الصلابة في الموقف والدماثة في العلاقات، بين الرؤية المبدئية المتمسكة بالثوابت وبين النظرة الواقعية القادرة على استيعاب المتغيرات، بين الإيمان العميق بالعمل المؤسسي والجماعي وبين الاحترام اللافت للمبادرة الفردية، فكرية كانت أم نضالية..
متمسّكاً بشعاره المعروف؛ لا للحل العنصري الإسرائيلي في فلسطين..
وفي المجال الفلسطيني عرف بموقفه المعترض على نهج التسوية السياسية وكلّ ما أفرزته من اتفاقات بما فيها اتفاق أوسلو، متمسّكاً بشعاره المعروف لا للحل العنصري الإسرائيلي في فلسطين.. وكان حريصاً كلّ الحرص على الوحدة الوطنية الفلسطينية؛ وعلى مؤسسات العمل الفلسطيني؛ وعلى الحوار الهادئ والرصين بين فصائل المقاومة الفلسطينية..
وفي المجال الإسلامي أوضح بيان النعي أن الدكتور الدجاني كان يشدّد دائماً على ضرورة اهتمام العرب بدائرتهم الحضارية الأوسع، أي الدائرة الإسلامية، ساعياً إلى صياغات فكرية وتنظيمية تسمح بترجمة هذا الاهتمام، مشدّداً على دور العرب غير المسلمين، كما المسلمين غير العرب، في بناء مداميك الحضارة العربية الإسلامية..
وكان يشدّد في فكره وممارسته على أهمية الديمقراطية والشورى وحقوق الإنسان في المشروع الحضاري العربي؛ رافضاً مقايضة الديمقراطية وحقوق الإنسان بأي هدف آخر من أهداف الأمة..
وأضاف البيان في ذكره لمناقب الفقيد بأنه كان عروبياً قومياً وحدوياً في فلسطين، وكان فلسطينياً وطنياً استقلالياً في المحافل العربية والإسلامية والدولية..
وقالت ابنته بسمة: إنه توفي في السادسة من مساء الاثنين الماضي؛ بعد صراع مع المرض مدة شهر؛ لم يمهله طويلا.. وقد شيع جثمان الدكتور الدجاني يوم أمس الثلاثاء في القاهرة..