Saturday 3rd January,200411419العددالسبت 11 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الجناة ملثمون ولم يتم القبض على أي منهم الجناة ملثمون ولم يتم القبض على أي منهم
سلسلة اغتيالات تثير الرعب في الموصل

  * الموصل رويترز:
دوت طلقات الرصاص في حي هادئ في مدينة الموصل ثم هربت سيارة تحمل مسلحين ملثمين تاركين جثة المحامي عادل الحديدي مخضبة بالدماء أمام بيته.
ويعكس وصف شهود عيان رأوا اغتيال الحديدي الذي يعمل مع قوات الاحتلال في 28 ديسمبر/كانون الأول حادثا مماثلا قتل فيه الشيخ طلال الخالدي زعيم إحدى القبائل المحلية ويوسف خوشي أحد كبار قضاة التحقيق وجميعهم قتلوا في الأسبوع نفسه.
ويسود شرطة الموصل ثالث أكبر مدينة عراقية جو من التوتر لأنهم لم يقبضوا على أي متهم بارتكاب الحادث. قال ضابط شرطة يرابط في مشرحة المدينة «إنه دائما نفس الشيء.. سيارة مسرعة من طراز معين يقودها ملثمون، إنها مثل قصص الأشباح». وربما يعزى الهجوم على الضحايا إلى اتصالاتهم بالإدارة الجديدة في العراق. كان الحديدي ضابط اتصال بين محامي الموصل وبرنامج تدريب قضائي وضعته لجنة خاصة شكلتها إدارة الائتلاف.
قال جاري ماسابولو المسؤول بالبرنامج «إذا نظرنا إلى قتل الرجال الثلاثة فسنجد قاسما مشتركا في أنهم أعضاء بشكل أو بآخر بالمجلس الحاكم. ولكن يوجد برنامج تخويف أوسع نطاقا». وقتل الثلاثة تم طبقا لقائمة طويلة تستهدف شخصيات بارزة تشمل قاضيا وعقيدا بالشرطة ومترجما بارزا يعمل مع العسكريين الأمريكيين.
ويقول مسؤولون بالشرطة إن اغتيال شخصيات بارزة في الموصل تكتيك يستخدمه مسلحون يائسون ويهدفون إلى الإضرار بالتقدم الذي أحرزته المدينة.
قال العقيد حكمت محمود المتحدث باسم شرطة الموصل «هوجم هؤلاء الأشخاص لأنهم أهداف سهلة». إنها محاولة لزعزعة استقرار المدينة. إنهم يريدون ضرب مشروعات إعادة الإعمار». ولكن للصحفية رواء الزراري التي تتحرى عن هذه الاغتيالات ومن ضحاياها أبوها الذي قتل في اكتوبر/تشرين الأول رأي آخر. قالت: «إنهم أهداف مختارة بدقة وقتلوا بأسلوب محترفين. يجمعهم أنهم إما أعضاء بحزب البعث بدأوا يعملون مع الأمريكيين أو مشتركون في العمليات الأخيرة ضد البعثيين».
وكانت الموصل التي يقطنها مليون نسمة ويسكنها مزيج من الأكراد والعرب مدينة يهيمن عليها البعثيون في عهد الرئيس المخلوع صدام حسين ويشكلون حوالي 60 في المئة من سكان المدينة.
كان الشيخ الخالدي عضوا في المجلس الوطني ببغداد في العهد البائد ويوسف خوشي قاضيا لمدة عامين قبل سقوط الحكومة السابقة.
وتصر رواء الزراري أن والدها وهو صحفي أيضا قتل لأنه اكتشف معلومات عن نشطاء في حزب البعث بالموصل وكانت الاغتيالات مجرد تسوية حسابات داخل الحزب ولتخويف «المتعاونين».
ومحمد الزيباري مدير شركة توزيع نفط الشمال خبير في الحديث عن اغتيالات مسؤولين في الموصل. في نوفمبر تشرين الثاني نجا من محاولة اغتيال قتل فيها ابنه. وبعد اسبوع قتل مقدم في الشرطة يرأس قوات حماية منشآت الشركة. ثم أصيب مدير الوقود بالشركة بجروح في محاولة مماثلة.
قال «عند تولينا مناصبنا كنا ندرك مخاطر الوظيفة. نتوقع أن تستمر هذه العمليات ولكننا سنؤدي واجبنا طالما نحن أحياء».
وتقول سلطات الائتلاف إنهم يدركون المخاطر التي يتعرض لها العاملون مع سلطات الموصل ولكن القضية الأهم هي قدرات الشرطة العراقية. وحاليا يصعب الوصول إلى مكتب الزيباري حيث يرابط بالقرب منه حراس مسلحون. ويتحرك مسؤولون كبار من إدارة المدينة في قوافل مدججة بالسلاح وتتزايد المخاوف بأنها ستتعرض لضربات من المسلحين. قال قاضٍ في نفس المحكمة التي كان يعمل فيها خوش وطلب عدم ذكر اسمه: «لا نستطيع أن نفهم لماذا يقتل زملاؤنا. ونحن الآن جميعا نخشى على حياتنا».


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved