Saturday 3rd January,200411419العددالسبت 11 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

معاً من أجل الوطن معاً من أجل الوطن
كامل بن سليم بن صالح بن صالح / وكيل الهيئة الملكية للجبيل وينبع

شاهدت كما شاهد الكثير من المواطنين على شاشة القناة السعودية الأولى عدول بعض رجال الدين المغالين ممن اتخذوا التكفير منهاجاً لهم عن فتياهم السابقة في تكفير بعض الكتَّاب والمفكرين وكذلك في إجازتهم لقتل رجال الأمن في المواجهات المسلحة مع المتشددين، وأخيراً تأييدهم وتزكيتهم للإرهابيين المطاردين والتي ما جلبت إلا التخريب والترويع للبلاد والعباد.
وقد سرني كثيراً أن بداية التوبة كانت لأحد أهم قادة هذا الفكر المتشدد الشيخ/علي بن خضير الذي أبدى ندماً وأسفاً كبيرين على فتياه الشهيرة قبل أحداث مايو الماضي في الرياض، ولربما بدأت بوادر هذه التوبة تتجلى بعد الثاني عشر من مايو نفسه وذلك عندما تكشفت له نوايا مجموعة المطلوب القبض عليهم الأولى والتي ضمت تسعة عشر إرهابياً وذلك مع انفجار أول سيارة مفخخة في المجمعات المغدورة الأمر الذي جعل شيخنا يراجع حساباته الخاطئة، كيف لا وهو الذي أصدر بيانه المعروف في الثناء على هؤلاء المطلوبين وعدم إجازته التبليغ عنهم أو الإطاحة بهم إلى أن جاءت لحظة التوبة الصادقة بعد الاعتداء الآثم على مجمع المحيا في نوفمبر الماضي حيث أكد الشيخ أنه لم يتمالك نفسه عندما أيقن بالتبعات السلبية لفتياه مما أذرف دمعه ومزق قلبه. قال الله تعالى في كتابه الكريم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً}الآية.
وكان للاعتراف العلني على شاشة التلفزيون أهمية تمثَّلت في التكفير عن الذنب حيث قام الشيخ ابن خضير بتذكير العناصر المسلحة المختبئة بيننا بالوعيد الإلهي الشديد لمن يزهق نفساً معصومة وذلك لحرمتها.
كما أوضح جزاه الله عنا كل الخير أن المُعاهد هو الرجل القادم من بلاد كافرة إلى بلاد الإسلام يدخل فيها ويعطى العهد والأمن وبذلك يستحق أن يعصم ماله ودمه، وللذين يبررون هذه الأعمال الإجرامية بعدم حصول أفراد هذه الجماعات الإرهابية على أعمال توفر لهم العيش الكريم يرد عليهم الشيخ بقوله إن البطالة ليست مبرراً لهذه الأعمال.
أما بالنسبة لي فأضيف على كلام الشيخ أنه وحسب ما أسمع أن هؤلاء التكفيريين لا يرغبون بالانخراط بالعمل الحكومي لأن الحكومة في نظرهم كافرة، كما أنهم لا يحملون بطاقات إثبات الهوية ولا أوراقاً نقدية لأنها صادرة عن مؤسسات كافرة، حتى المساجد بعضهم ذهب إلى أنها موأمة من قبل أئمة موالين للحكومة. إذاً ما العمل مع هؤلاء، بالتأكيد أنها ليست البطالة وإلا ما الذي كان سيحدث في الدول الغربية التي لديها أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل ولا رادع دينياً يوقفهم. أما فيما يتعلق بالشأن العراقي فقد أكبرت الشيخ علي عندما أنكر على البعض ذهابهم للمشاركة في مقاومة الجيش الأمريكي في العراق وذلك لعدم انطباق شروط الجهاد الحق على مايحدث هناك. ويستمر مسلسل التوبة فهاهما الشيخان الفهد والخالدي يتراجعان عما أفتيا به في الماضي حيث أكدا أنهما كانا مخطئين فيما ذهبا إليه وهذا هو الأصل في علمائنا منذ الأيام الأولى للتأسيس فلا غلو ولا تفريط.وأخيراً فليعلم المواطن بأن الأمن في هذا البلد الأمين هو الهدف القادم لهؤلاء الإرهابيين فهم والله لايفرقون بين مسلم وكافر وأن ما حدث مؤخراً من قتل لأبنائنا البواسل من قوات الأمن ولبعض إخواننا المقيمين من أبناء ديننا والذين كانوا يعيشون بسلام في مجمع المحيا ما هو إلا الدليل والبرهان على النوايا العدوانية لهؤلاء، لذا فإن الواجب الوطني يحتم علينا جميعاً السير قدماً في تعقب وكشف هولاء الحاقدين لتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الذي يستحقون في الدنيا وفي الآخرة لهم عذاب عظيم، ولتعود بلادنا كما عهدنا مضرب المثل في الأمن والسلام. اللهم احفظ لبلادنا أمنها ورخاءها تحت راية لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. اللهم أدم على هذه البلاد عزها في ظل رعاية مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني الذين رضينا بحكمهم وبايعناهم على الولاء والطاعة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved