Saturday 3rd January,200411419العددالسبت 11 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لا تزدروا نعمة الله عليكم لا تزدروا نعمة الله عليكم
علي بن شايع النفيسة/مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية

الحمد لله حمد الشاكرين، والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبدالله الذي تفطرت قدماه من كثرة الصلاة طلباً لأن يكون من الشاكرين، وبعد:
من التوجيهات النبوية ان ننظر الى من هو دوننا في الأمور الدنيوية فإنه أجدر ألا نزدري نعمة الله علينا.
صادف أن حان وقت صلاة المغرب وأنا بالقرب من أحد المساجد المؤقتة في منطقة تكتظ باخوان لنا من المسلمين من العمالة الوافدة الكادحة التي تتطلب طبيعة عملهم التعرض للشمس الحارقة في الصيف والبرد القارص في الشتاء دخلت ومعي ابني لأداء الصلاة، حيث المسجد الصغير المفروش ببقايا أثاث مستعمل ورائحته تعج بما يفوح من أجساد العمالة الكادحة مما حدا بابني للتلثم أثناء الصلاة، كان هذا الموقف برمته مدعاة لان أوجه نصيحة لابني مفادها تعظيم شأن ما ننعم به من نعم حبانا الله بها في هذه البلاد المباركة، وقبل ذلك بينت له حكم اللثام في الصلاة، فكان من جملة ما قلت له حول تعظيم شأن النعم: إن النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى أن ننظر الى من هم دوننا، وإنه أجدر ألا نزدري نعمة الله علينا، وان هذا التوجيه النبوي الكريم يتضمن الاشارة إلى مبدأ النسبية حيث ان متطلبات الحياة السعيدة كثيرة جدا منها ما يتعلق بالصحة وآخر يتعلق بالمال واخر يتعلق بالأمن وأخر يتعلق بالذرية وغير ذلك كثير وان كان أهمها على الإطلاق ما يتعلق بالدين تأملت العمالة ذوي الأجساد الفواحة فوجدت انه يتوفر لديهم بعض متطلبات السعادة المذكورة آنفاً ويخفى عليَّ توفر باقي المتطلبات لديهم إلا أنه لفت نظري توفر متطلب مهم للسعادة عند هؤلاء الكادحين قلما يتوفر عند الأثرياء والمترفين وهو نعمة الصحة فعلمت أن الدنيا لا تكمل لأحد وان توفر متطلبات السعادة لدى الناس شيء نسبي، بل إن ما يعد عند بعض الناس نعمة يكون عند آخرين نقمة بل عدو كما أخبر الله سبحانه ان من أزواجنا واولادنا عدواً لنا وأمرنا بأن نحذرهم وأخبرنا سبحانه ان أموالنا وأولادنا فتنة.
ومن الجدير بالذكر ان السعادة بذاتها نعمة عظيمة ليس لها كنه ولا وصف يحيط بمدلولها الحقيقي كما لا يوجد مؤشر يدل على توفرها عند هذا أو ذاك ويخطئ من يظن ان الضحك أو إضحاك الآخرين مؤشر على توفر السعادة بل ربما كان من يضحك أو يُضحك الآخرين الأكثر تعاسة غير ان السعادة هي تلك الطمأنينة النفسية التي يبحث عنها الجميع بل ان السعادة شيء خفي لا يدرك عظمته إلا من وجد حلاوة الإيمان التي أخبر عنها المصطفى صلى الله عليه وسلم وهذه من الاسرار الايمانية التي يدركها من قذف الله في قلبه كمال الإيمان والرضى بما قسم له.
جعلنا الله والقراء الاعزاء منهم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved