Saturday 3rd January,200411419العددالسبت 11 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

كبد الحقيقة كبد الحقيقة
التاريخ لا يقبل العبث..!
خالد الدوس

مع حلول موعد دورة كأس الخليج السادسة عشرة التي تقام فعالياتها هذه الأيام بدولة الكويت الشقيقة تسارعت وتسابقت معظم الصحف بنبش الماضي والذكريات لرصد المعلومات والأحداث التاريخية التي تمخضت عن هذه الدورات منذ ولادتها وانطلاقتها بالمنامة قبل ما ينيف عن ثلاثة عقود زمنية حتى آخر بطولة أقيمت بالرياض عام 2002م، لكن للأسف حملت بعض المعلومات التاريخية عن هذه البطولات بعض الأخطاء اما بحسن نية أو محاولة تحريف وقلب الحقائق والعبث بها رغم وضوحها كوضوح الشمس. فعلى سبيل المثال في إحدى الصحف «...» التي أعدت ولا تزال تنشر حلقات تاريخية عن دورات الخليج، حيث تضمن تقريرها الأول ابرز المراحل التي مرت بها الدورة الأولى بالبحرين عام 1390هـ وكان تقريراً جيداً بيد أن زميلنا المحرر جانبه الصواب في معلومة عندما ذكر أن المهاجم الراحل النور موسى «رحمه الله» هو صاحب أول هدف سعودي في تاريخ دورات الخليج وتصحيحاً لهذا الخطأ هاتفت المحرر الذي أعد التقرير وأخبرته بصحة المعلومة أن صاحب أول هدف سعودي كان من نصيب مهاجم النصر الدولي «سابقاً» محمد سعد العبدلي الذي سجل هدفه التاريخي في حارس الكويت في أول عشر دقائق من المباراة.. كأسرع هدف في خليجي «1» شهده استاد مدينة عيسى عام 1390هـ وليس النور موسى.. وهذا ما أكده كل من سلطان بن مناحي ونادر العيد وناصر الجوهر الذين شاركوا في الدورة الأولى.. وهنا لم يقتنع صاحبنا بصحة المعلومة وأشار إلى انه استقى هذه المعلومة من أربع مذكرات لعدد من المؤلفين عن دورات الخليج وللأسف فإن هؤلاء سلبوا حق العبدلي ومنحوا اللقب للنور موسى، طبعاً قدمت الدليل الذي جعل صاحبنا يتراجع عن موقفه عندما أخبرته ان «الجزيرة» استضافت النجم محمد سعد العبدلي ضمن الحلقات التاريخية التي نشرتها مؤخراً تباعا وتحدث هذا النجم الشهير عن هدفه، فهل تفضل احد هؤلاء المؤلفين الموقرين بالتعقيب عليه.
بالتأكيد لا لأن موقف صاحب اللقب أقوى من هؤلاء المؤلفين والدليل عدم تعقيبهم على ما ذكره العبدلي في لقائه التاريخي بالجزيرة، وامتداداً للأخطاء والمغالطات التاريخية نشرت الزميلة صحيفة الوطن لقاء تاريخياً مع قائد النادي الاهلي «سابقاً» الدكتور عبد الرزاق أبو داود في العدد رقم «1181» الصادر يوم الأربعاء 1/11/1424هـ حيث تناول فيه أبرز الأحداث الرياضية التي تمخضت عن مشاركاته الخليجية وكان من ابرز النقاط التي لفتت الانتباه عندما أشار نجمنا الخلوق إلى انه كان ضمن القائمة في الدورة الأولى بالبحرين عام 1390 - 1970م وقائداً للمنتخب السعودي، نعم كان أبو داود ضمن الأسماء التي وقع عليها الاختيار للمشاركة في هذه الدورة لكنه لم يكن اللاعب السعودي الأول الذي تقلّد شارة الكابتنية للأخضر خليجياً والصحيح ان اللاعب الذي حظي بشرف نيل هذه القيادة هو نجم الهلال والمنتخب السعودي سابقاً «سلطان بن مناحي» وذلك في أول لقاء جمع منتخبنا مع شقيقه المنتخب الكويتي في استاد مدينة عيسى الرياضية بالمنامة عام 1390هـ وانتهى لصالح الفريق الأزرق 3/1 وقد مثّل الاخضر في هذه المباراة كل من أحمد عيد في حراسة المرمى ونادر العيد، عبد الله يحيى، حامد صومالي، ناصر الجوهر، سلطان بن مناحي «كابتن»، سعد الجوهر «رحمه الله»، سعيد غراب، محمد العبدلي، ساعد رزق، النور موسى، «رحمه الله»، حيث كانت الطريقة البرازيلية التقليدية 4/2/4 هي الأسلوب الذي كانت المنتخبات والفرق آنذاك تلعب فيه. وبالمقابل تقلد أبو داود شارة القيادة في الدورة الثانية بالرياض عام 1392هـ التي توج فيها المنتخب الكويتي بطلاً للمرة الثانية على التوالي.
وما دفعني لتصحيح هذه المعلومة هو الاتصال الهاتفي الذي تلقيته قبل أيام من كابتن المنتخب سلطان بن مناحي حيث عبر عن استيائه لأولئك الذين حاولوا وما زالوا يهمشونه ويتجاهلون الحقيقة الدامغة وقال في ثنايا حديثه الهاتفي إن احدى القنوات الفضائية كرمتني عندما استضافتني كوني أول كابتن للأخضر خليجياً ويأتي من يحاول سلب حقي التاريخي وتهميشي بصورة أو بأخرى ولكن عزائي ان التاريخ حافظ على حقي ولا يقبل الجدل، ويكفي أن هذه الحقيقة وثقها عميد المؤرخين وشيخ الرياضيين.. عبد الرحمن بن سعيد «أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية».
وكما أود هنا تصحيح اسم المدرب الذي اشرف على تدريب الأخضر في خليجي «1» حيث ذكر أبو داود ان اسمه جورج «نيسكنز» وتصحيحاً لذلك اسمه جورج سكينر وكان مساعده آنذاك المدرب الراحل حسن سلطان «رحمه الله» حيث كان يقوم بدور الترجمة بين المدرب الإنجليزي واللاعبين إلى جانب عمله الفني، ولأهمية هذه الدورات وتاريخها بالنسبة لأبناء الخليج فإنني أردت تصحيح هذه المعلومات حتى لا يلتبس الأمر على القارىء العزيز.. فالتاريخ أمانة وحقائقه لا تقبل بأي حال من الأحوال التزييف أو العبث بها، والله من وراء القصد.
بقايا الحقيقة:
* ما زال الأخضر يفتقد للمهاجم النهاز القادر على ترجمة الفرص إلى أهداف .. في ظل سلبية المشعل وتواضع الباشا..
* غاب النجوم عن الفريق الأزرق في خليجي «16» فغابت المتعة الكويتية ولسان حال عشاقه يقول الله يذكر أيام الأسطورة جاسم ورفاقه الأفذاذ.
* الكرة العمانية نموذج يحاكي التطور يوما بعد يوم وفق تخطيط مدروس ونهج سليم لايجاد جيل قادر على صنع البطولات.. انظروا لنتائج هذا المنتخب في تصفيات كأس اسيا «بكين 2004» التي وصل إليها لأول مرة.
* حتى وبعد مضي نصف قرن من الآن.. لن تنجب الكرة الخليجية لاعباً بسرعة الصاروخ ولا خطورة جاسم ولا قتالية النعيمة ولا براعة ماجد..
* أبارك للأستاذ احمد العلولا.. مولوده الأول الذي أطلق عليه اسم «الحركة الرياضية والشبابية بمنطقة القصيم» بعد ولادة أشبه بالقيصرية في ظل التدقيق والتمحيص حتى ظهر للساحة الاعلامية مكتمل النمو.
* فتشوا عن سر الالفة والمحبة التي تسود نجومنا في خليجي «16» في حقيبة المثالي «تركي بن خالد».
* يقول أسطورة الكويت «جاسم يعقوب» .. ليس شرطاً أن يكون المحلل لاعباً سابقاً.. لكن إذا كان هذا اللاعب لديه المقدرة على التحليل الناجح فانه يكون في أفضل حالاته لا جرم هذا ما ينطبق على المبدع «ناصر الجوهر» اللاعب والمدرب السابق الذي شاهدناه يحلل بكل فن واتقان.
* الزميل عبد المحسن الجحلان نجح في تجسيد المفهوم الحقيقي للرياضة انها رسالة انسانية قبل أن تكون نقداً أو انتقاداً وتمثّل ذلك في بعض الحالات الرياضية التي تتبناها «إنسانياً».
* من أقوال الفيلسوف سقراط.. إذا أردت أن تفهم الحاضر أعرف الماضي..


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved