Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

ملفات متشعبة في زيارة الأسد لأنقرة ملفات متشعبة في زيارة الأسد لأنقرة
سوريا وتركيا تسعيان لبناء علاقات متكاملة

  * دمشق الجزيرة عبد الكريم العفنان:
ترتيب العلاقات السورية التركية لم يعد يرتبط بطبيعة المصالح بين البلدين، فهو تجاوزها نحو بعد إقليمي مع ازدياد التوتر، وتطور الأبعاد السياسية في المنطقة نتيجة الاحتلال الامريكي للعراق، وينظر المراقبون للزيارة المرتقبة للرئيس السوري على أنها تطويق للأخطار الإقليمية في المنطقة كبعد أول، وسعيا لبناء تكوين استراتيجي بين البلدين يواجه الاستحقاقات القادمة، حيث أكد مصدر دبلوماسي تركي في دمشق أن هذه الزيارة يمكن أن تعيد ترتيب العلاقات الإقليمية.
وقال في حديث مع «الجزيرة» أن الأبعاد الاقتصادية بين البلدين تسير بشكل عادي وتطور وفق خطة متفق عليها من قبل البلدين، فالمسألة الاقتصادية التي أخذت جانباً مهماً في علاقات البلدين منذ اتفاق أضنة، هي المقدمة لآلية جديدة في العلاقات بين الجانبين، معتبراً أن المسائل التي بقيت عالقة، وتأجل بحثها اصبحت الآن على طاولة المفاوضات التركية السورية.
وقال المصدر ان البلدين تجاوز عملياً عتبة الشكل الطبيعي للعلاقات، وهما الآن يتعاملان على أساس من التكامل الذي يفرضه الواقع الجغرافي بينما تبقى مسألتين أساسيتين تحتاجان إلى روية في التعامل، الأولى تتعلق بتطوير العلاقات السياسية بشكل أكبر، والثاني إنهاء مشاكل المياه، وتوقع المصدر أن تتجاوز مباحثات الرئيس السوري في أنقرة جميع العقبات التي تقف دون حل الأمور المؤجلة كافة، فالتفكير الاستراتيجي لسورية تجاه تركية بدأ يأخذ منحى جديداً منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي.
وركز المصدر على ان البلدين تعاملا مع جميع الجوانب التي تفيد تقوية العلاقات بينهما، وتفتح آفاقاً لإستراتيجية متكاملة فيما بينهما، معتبرا أن تجاوز مسألتي المياه وتطوير العلاقات السياسية شكل تكتيكاً في سياسة البلدين، لكن الحلول والآفاق فتحت خلال الأعوام الماضية بما يكفل التعامل بجدية مع المسائل كافة.
وقال المصدر ان الرؤية التركية حول المياه ترتكز إلى:
** أن هذه المسألة إقليمية بالدرجة الأولى، والحلول حول زيادة غزارة انسياب المياه أو غيرها هي إجراءات آنية، يمكن الاتفاق عليها بشكل يتوافق مع مصالح الدول الثلاث: سورية، العراق وتركيا.
** وضع إستراتيجية مائية مشتركة بين البلدين وهو ما تطمح تركية لتحقيقه حسب نفس المصدر، من خلال استثمارات مشتركة تربط المصالح المائية للبلدين، وتساعد على خلق بنية مشتركة في إدارة المصادر المائية والطبيعية بشكل عام.
** إن النظرة القديمة لهذا الموضوع ولدت بشكل كامل وفق ما اكده المصدر، لأن أنقرة تعرف أن أي ضرر مائي يصيب سورية سينعكس عليها، نظرا لطبيعة التكامل الجغرافي بين البلدين، وهنا توجه لدراسة المصادرالمائية بشكل مشترك في حوض الفرات ودجلة، وبالنسبة للشأن السياسي ركز المصدر على أن الاحتلال الأمريكي للعراق أوضح ضرورة التعامل بشكل جدي في علاقات البلدين السياسية، موضحا ان هناك عدداً من المسائل المشتركة التي ستنعكس على كل من دمشق وانقرة فمسألة الإرهاب والقضية الكردية لهما امتدادات داخل سورية وتركية تفرض وضع رؤية متوافقة حيال العديد من المسائل الإقليمية.
وقال المصدر إن هناك تنسيقاً سورياً تركياً في عدد من المسائل السياسية الإقليمية. وتوقع ان تشكل زيارة الرئيس السوري لأنقرة مجالاً جديداً على ثلاثة محاور:
** الأول يرتبط بالترتيبات السياسية داخل العراق وما يمكن أن ينجم عنها من تأثيرات داخل البلدين. فهذه الأمور هي شأن عراقي داخلي حسب نفس المصدر، إلا أن بعض المسائل يمكن ان تنعكس على الجغرافية السياسية في كل من سورية وتركية، واستبعد المصدر ان تعارض سورية او تركية أي إجراء عراقي داخل، مبينا أن التعاون السياسي بينهما سينعكس في خلق آلية للتفاهم مع أي مستجد داخل العراق.
** الثاني يتعلق بمسائل الإرهاب، على الأخص بعد التفجيرات الخيرة في تركية، مبينا أن التعاون الأمني شرط ضروري لكنه غير كافٍ حيث من المتوقع أن يتعامل البلدان في هذا الإطار من خلال سياسة متكاملة للحد من شروط الإرهاب، والتعاون دوليا لتخفيف التوتر في المنطقة الذي يعتبر من أهم مولدات الإرهاب.
** الثالث يطال عملية التسوية في الشرق الوسط، التي ستأخذ حيزا مهماً في مباحثات الجانبين، فتركيا تملك علاقات مع إسرائيل، وهو ما يشكل نقطة مهمة في قدرة تركية على التعامل مع هذا الملف بشكل واقعي واعتبر المصدر ان زيارة الرئيس السوري التي تستمر يومين ستكون أساسية ومهمة ليس على صعيد العلاقات بين البلدين، بل ضمن إطار التعاون الإقليمي المستقبلي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved