Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

شئ من المنطق شئ من المنطق
تجربتي مع الانتخابات
د. مفرج بن سعد الحقباني (*)

أعلنت حكومة هذه البلاد عن رغبتها في الأخذ بأسلوب الانتخابات لاختيار نصف أعضاء المجالس البلدية كخطوة مهمة في سبيل تفعيل دور المشاركة الشعبية في العملية التنموية وكإجراء مهم لتحقيق الاستفادة القصوى من الكفاءات الوطنية بما يكفل احداث نقلة نوعية في منظومة العمل الإداري.
وعلى الرغم من كون مثل هذا الأسلوب يمثل تطورا ملحوظاً في طبيعة التفاعل الشعبي مع متطلباته التنموية، الا ان ما تجدر الإشارة إليه هنا هو أن تطبيق أسلوب الانتخابات في اختيار أعضاء المجلس البلدي يتطلب قدرا كبيرا من الثقافة العامة والخاصة حتى يستطيع الناخب والمنتخب التفاعل مع متطلبات ومعطيات العملية الانتخابية بكفاءة عالية تحفظ للمجتمع تماسكه واحترامه لرأي الأغلبية.
وبالتالي فإن ضمان سلامة المجتمع وتماسكه يعتمد وبشكل كبير على مدى قدرتنا على تنمية الحس الوطني وبث ثقافة الانتخابات في الشارع السعودي وعلى مدى قدرتنا على تطوير خاصية احترام الرأي الآخر بين أفراد المجتمع السعودي.
فقد يكون بمقدورنا تنظيم افضل انتخابات عرفها التاريخ وقديكون بمقدرونا وضع الترتيبات والتنظيمات الورقية التي تتناغم مع وتستفيد من تجارب الدول المتطورة، ولكن ربما لا نستطيع حماية المجتمع السعودي من التفكك الناتج عن غياب ثقافة الانتخابات وانعدام الحس الوطني الذي يقدم المصلحة العامة على متطلبات الإقليمية والقبلية والمذهبية الفكرية مما قد يعصف بحقوق الوطن ومصالح المواطنين. وأذكر هنا اننا عندما كنا في الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة كنا نجري انتخابات لاختيار رئيس وأعضاء الهيئة الإدارية في النادي السعودي وهي هيئة تطوعية تقوم على خدمة المبتعثين السعوديين في المدينة التي يقع فيها النادي، وعلى الرغم من أن المبتعثين السعوديين في المدينة التي يقع فيها النادي، وعلى الرغم من أن المبتعثين كانوا على درجة عالية من العلم والمعرفة إلا أن الانتخابات لا تنتهي إلا وقد انقسم المشاركون في الانتخابات الى اقسام عدة وإلى تقسيمات غريبة مصدرها بعض من يفتقد لثقافة الانتخابات ويرفض حرية الرأي والاختيار.
فكنا مع حرارة أجواء الانتخابات نسمع بأن المبتعس إخواني والمبتعث ص علماني والمبتعث ع صوفي أو بعثي أو قومي وهكذا من التسميات الغريبة التي لا أساس لها من الصحة ولا سند لها من الواقع العملي، كما كنا نشاهد بعض حالات التزوير التي تقوم على أساس إثبات سكن بعض المبتعثين في المدينة على الرغم من عدم صحة ذلك حتى يكون لهم حق التصويت والانتخابات مما أثار الكثير من الخلافات بين المبتعثين وأدى في أسوأ صوره الى مقاطعة البعض للنادي والمناسبات الاجتماعية والوطنية التي كان ينظمها بين الحين والآخر.
فكل ما نتمناه هو الا نقع في مستنقع صراع المصالح الشخصية وأن نغلب مصلحة الوطن والمواطنين حتى نستفيد من الأسلوب الحضاري في تنمية التفاعل والمشاركة الشعبية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved