Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

مستعجل مستعجل
المسوِّفون عن أداء الحج
عبدالرحمن بن سعد السماري

** الكثير.. يتأهب هذه الأيام استعداداً لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام.. وهو فريضة الحج.
** وأداء الحج.. مقرون بالاستطاعة.. وأكاد أجزم.. أن كل مواطن سعودي قادر بفضل الله على أداء الحج.. ولكن المشكلة.. أن بعضهم جاوز الأربعين وربما الخمسين وهو «يُسوِّف» و«كل سنة.. السنة الجاية» وهذه السنة مشغول.. وهذه السنة.. الولد مزكوم.. وهذه السنة.. ناوي «يزرق» قريِّب.. وهذه السنة.. توجعه ركبته.. وهذه السنة.. نسي التطعيم.. وهذه السنة.. عنده انتداب.. وهذه السنة يتعذر بوالدته أو بوالده وهو لا يحتاجه أبداً وهذه السنة يقولون.. الحج برد.. وهذه السنة حَرّ.. وهكذا حتى وصل الخمسين أو الستين وهو يسوِّف ويؤخِّر ويتلاعب ويُفرط في أداء الركن الخامس من أركان الإسلام.. وهو على خطر لا شك.. ومؤذن بعقوبة عاجلة.
** يقول الفقهاء: من اكتملت له شروط الحج.. وجب عليه أداؤه فوراً عند أكثر أهل العلم.
** وقوله صلى الله عليه وسلم «أيها الناس.. إن الله فرض عليكم الحج فحجوا» رواه مسلم..
فإن الأمر يقتضي الفورية في تحقيق المأمور به.. والتأخير بلا عذر.. عرضة للتأثيم.
** وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما.. أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعجّلوا إلى الحج يعني الفريضة فإن أحدكم لا يدري ما يُعرض له.
** وروى سعيد في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.. أنه قال: «لقد هممت أن أبعث رجالاً إلى هذه الأمصار.. فينظروا كل من كان له جَده ولم يحج.. ليضربوا عليهم الجزية.. ما هم بمسلمين.. ما هم بمسلمين».
** وروي عن علي رضي الله عنه قال: من قدر على الحج فتركه.. فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً.. وعن عبدالرحمن بن باسط يرفعه: من مات ولم يحج حجة الإسلام.. لم يمنعه مرض حابس أو سلطان جائر.. أو حاجة ظاهرة فليمت على أي حال يهودياً أو نصرانياً.. وله طرق توجب أن له أصلاً.
** ومما يدل على أن وجوب الحج على الفور.. حديث الحجاج بن عمر الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كسر أو عرج يعني أحصر في حجة الإسلام بمرض أو نحوه.. فقد حل.. وعليه الحج من قابل». رواه الإمام أحمد وأصحاب السنن وغيرهم.. قال فيه النووي.. رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة والبيهقي وغيرهم بأسانيد صحيحة.
** فقد يقترب الأجل فيضيع عليهم الأجر بعدم المبادرة قبل الموت.. حيث يعاجلهم الموت ولمّا يفعلوا.. فيصبحون من الخاسرين النادمين.. ففي الآية.. دليل واضح على وجوب المبادرة إلى الطاعة خشية أن يعاجل الموت الإنسان قبل التمكن منها.
** هكذا يلزم الإسراع إلى أداء هذا النسك العظيم.. ولا يجوز بأي حال تأخير أدائه متى توفرت الشروط.. وكان الإنسان مقتدراً لأن الإنسان قد يعجز في أي لحظة بسبب حادث بسيط أو «جلطة» أو مرض مفاجىء.. ويصبح القادر طوال خمسين سنة.. غير قادر بشكل مفاجىء.
** وهناك صنف آخر من البشر.. يحج كل عام.. يزاحم عباد الله ويضيِّق عليهم.. والمسألة كلها سُنَّة ومع ذلك.. يحرص عليها كل عام.. مع أن الفقهاء قد أوضحوا هذه المسألة في فتاوى عدة.. حول تكرار الحج.. وبيَّنوا أن ذلك العمل ليس من أفضل الأعمال.. لأن هناك أعمالاً أفضل منه.
** ورغم تحديد عدد مرات الحج وضبط ذلك من الجهات المعنية.. إلا أن البعض فوق تكرار الحج.. فهو أيضاً يتحايل للحج كل عام.. ويؤدي الحج سنَّة بحيلة.. مع أن الجهات الرسمية تمنع ذلك لأسباب بيّنتها وبيّنها الفقهاء جزاهم الله خيراً.
** فليتنا لا نسوِّف ونؤدي فريضة الحج على الفور.
** وليتنا أيضاً.. نلتزم بالتعليمات وبكلام الفقهاء حول تكرار الحج.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved