فيروس الإرهاب الدولي

لا يسلم ديننا الإسلامي من إشارات خبيثة إليه يومياً وعشرات المرات، فرئيس الوزراء البريطاني تحدث أول أمس وهو يزور العراق عمّا أسماه فيروس التطرف الإسلامي الذي قال إنه يهدد العالم.
والتطرف والتشدد والغلو كلها مترادفات غير مطلوبة، لأنها تبتعد كل البعد عن الوسطية التي ينادي بها ديننا الحنيف، لكن الهجوم على الإسلام يستغل تلك العبارات لينفذ إلى عمق الدين.
والتطرف أيضاً غير مطلوب في كل مبدأ وكل دين وليس في الإسلام وحده، ولأن بلير كان في المنطقة، فقد كان عليه أن يصف كل أنواع التطرف بأنها غير مرغوبة وهو على بُعد مرمى حجر من أم المشاكل في العالم وهي القضية الفلسطينية التي يغذي فصولها ومآسيها الإرهاب الصهيوني..
لقد باتت كلمة «الإسلام» لازمة لا بدَّ منها في كل خبر يتعلق بالإرهاب، فأسلوب الصياغة الغربي للأخبار بات وكأنه يتعمد هذه الكلمة في صياغة أي خبر يتعلق بالإرهاب على الرغم من أن أشهر الإرهابيين على نطاق العالم اليوم هم اليهود وعلى رأسهم أرئيل شارون منفذ مذابح صبرا وشاتيلا التي قُتل فيها آلاف الفلسطينيين فضلاً عن المذابح اليومية التي نعاصرها حالياً في الضفة الغربية وقطاع غزة على أيدي جيش الاحتلال، فالإرهاب الاسرائيلي هو إرهاب دولة..
ومن الواضح أن السعي على أشده للربط بين الإسلام والإرهاب، فالاشارة إلى ذلك وردت في أكثر من خبر في يوم واحد وعلى سبيل المثال فقد أوردت صحف أمس الاثنين أخباراً من تايلاند ونيجيريا والخليج العربي تَمَّ فيها الربط مباشرة بين الإرهاب والاسلام إضافة إلى تصريح توني بلير المدوي عن فيروس الإرهاب الاسلامي.
وبينما كان بلير يتحدث في العراق عَمَّا يسميه الإرهاب الاسلامي أفادت الأنباء بأن قواته ضربت عراقياً حتى الموت ثم عرضت 8 آلاف دولار على أسرته لعدم إثارة الموضوع.
لقد بات من المهم ومن الضروري وقف سيل الاتهامات المتدفق ضد الإسلام والحد من السعي المتعاظم لترسيخ ربط عضوي بين الإرهاب والإسلام، ويصبح هذا الامر خطيراً عندما يتكرر على ألسنة رؤساء الدول وهم الذين يفترض أن يتخيَّروا كلماتهم ويحسبوا عباراتهم إذا كان هناك حرص منهم على إيجاد تعاون دولي فعّال لمكافحة الإرهاب.
وينبغي التذكير بأن وسطية الإسلام هي التي يجب التعاطي معها وأن ديننا الحنيف يتسع لقدر هائل من التسامح والتعاطف بما يبعده كل البعد عن كل ما هو ارهابي وأنه يتعين على الذين يحاولون الربط بين الاسلام والإرهاب إمعان النظر فيما يحدث للمسلمين على أيدي جلاديهم الاسرائيليين الذين يجدون كل الدعم والمساندة من دول الغرب الكبرى التي تؤيد بصورة واضحة لا لبس فيها الإرهاب الاسرائيلي والقمع الاسرائيلي لكنها لا تخجل بعد ذلك من وصم الإسلام بالإرهاب.
فالأخطر على الساحة الدولية الآن هو فيروس الإرهاب الذي تحميه الدول الكبرى لكنه فيروس غير معلن ويفتك بالناس رغم أنه غير ظاهر، لأن الدول الكبرى تريده أن يكون كذلك وتسعى لتخويف الناس من الاسلام بينما تحتضن الإرهاب الصهيوني الذي يستمد قوته من أقطاب اليمين المحافظ في مراكز القرار الكبرى بالغرب.