Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

فقط.. للباحثين (بجد) عن التميُّز!! فقط.. للباحثين (بجد) عن التميُّز!!
عزيزة القعيضب/صحفية - شاعرة

إذا أردت أن تكون رجلاً محبوباً يهابك الجميع ويحسب لك كل من حولك ألف حساب ويطلق عليك الرجل المثالي المتميز الرائع فعليك بالآتي:
إن كنت أباً فارفع صوتك بالصراخ بمجرد أن تضع قدمك على أولى عتبات دارك وإن رأيت احد أطفال الجيران فأعطه نصيبه وناد باسماء أبنائك جميعا غاضبا ساخطا متبرما وأعط كل فرد نصيبه من التلفظ بما تسعفك به الذاكرة.. ولا مانع من العودة لو ذكرت شيئاً وإن كنت تحمل أغراضاً فلا تنس نقطة هامة لتثبت بها لأهل منزلك أنك قوي ورجل المنزل فارم بها على الأرض أو في وجه من يقابلك أو لكي تكون رجلاً تعرف الحق والأصول فارم بها في وجه صاحبها وتذكر أن أهل المنزل إن رأوا منك ليناً فسيضربوا بكلامك عرض الحائط وان حاولت يوما (فرض) أمر ما أو (تمثيل) دور الأب صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فاحذر من ان تتسلل الى شفتيك ابتسامة احذر فهذا مؤشر خطر يؤكد ان صورتك ستهتز وتقع وينكسر الاطار وربما وقعت على أرض صلدة فيسمعها الجميع فتكون بهذا قد (كسرت) كل صورك وأصبحت شخصاً ضعيفاً لن يسمع كلامك أحد.
وإن كنت تبحث عن التميُّز في العمل وفي حيرة من أمرك لأنك مدير أو مسؤول فلا تحزن ولا تحتر فالزئير من أول يوم و(نفخ) الصدر وعبوس الوجه وعبارة (ممنوع الدخول) «وصب الشاهي يا ولد» جميعها ستكفل لك إثبات رجولتك وتميزك في نظر كل من سمع عنك ويفكر في عبارات يقولها لك حين (يفكر) في الوقوف بين يديك لتسعده بتوقيعك الأخير أو إنهاء معاملة أكل عليها الدهر وشرب.
وإن أردت أن تكون صاحب قلب وعقل وتبحث عن الراحة وأن توصف بصاحب القلب الكبير والعقل الراجح فتمسك بحقوقك ولا تتنازل حتى عن كلمة واحدة بل إن تسنى لك أن تنتزع ألسنة المخطئين بحقك وتضرب من يفكر أو تمر في نفسه فكرة الخطأ بحقك حتى وإن لم يقصد فافعل فإنك بهذا تأخذ حقك وتكون القوي الصنديد الذي لا يخاف من أحد ولا يهتم بأحد بل اجعل قلبك مستودعاً لا ترى نهايته العين المجردة للأحقاد والكراهية ولا تسامح أو يلين قلبك لأحد أو يرق لدمع تحدر أو أنين الهب القلب فهذا يقلل من هيبتك ويلغي احترامك بل ربما نظر إليك على أنك إنسان تافه يتفه تفهاً وتُفوهاً وتفاهة: قلَّ وخسَّ كيف تتنازل عن نهج القساة وتسمع للمشاعر الإنسانية كي تدخل قلبك فاحذر ثم احذر ثم احذر واتبع كل ما ذكر وأضف عليها ما تبدع في ابتكاره من صنوف التعامل الراقي الذي كتبت بعضه ولا أظنه يعجزك ولا يعجز أمثالك لأنك (حتماً) ستملك قلوب الجميع وتكسب احترامهم لك بهذا الخلق وقبل الجميع ستكسب احترامك أنت لنفسك!!
انتظر!
عمل بهذه النصائح ثلاثة ربما شاهدت نهاية أحدهم:
أب خالٍ من روح الأبوة كانت نهايته رعاية المسنين.
ومدير متغطرس بين ليلة وضحاها أصبح صفراً من الأحباب تفعل به الدنيا ما تشاء.
ومغرور حسب أن الدنيا له وحده وأنه الوحيد الذي يملك المال والقوة والجاه فمصيره كمصير الاثنين لا محالة وأضف إليهما موقفه بين يدي من لا تأخذه سنة ولا نوم.. فما رأيك؟!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved