Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

التامين على الرخصة بين الإيجابية والسلبية التامين على الرخصة بين الإيجابية والسلبية
صالح العبدالرحمن التويجري

لاشك ان التامين على الرخصة امر يسير ولكن نتائجها عظيمة لأمرين هما: ... السرعة في دفع الديات والتعويضات لمستحقيها وبالتالي تفريغ السجون من مسببي الحوادث المرورية وما اكثرهم ممن لا يستطيعون دفع الديات أو التعويضات العالية ولكن هل اذا انتهى الحق الخاص ينتهي الحق العام؟ «حق الدولة، حق المرور، حق الشارع».. وما فيه من تاديب لهؤلاء الجناة المتهورين.
انظروا إلى هذه الحادثة دهس سائق طفلا فتراه يتضرج في دمائه من كل جانب ولم يأت هذا الطفل إلى الدنيا الا بعد شقاء وانتظار طويل من الابوين بلغت اكثر من «15» سنة.. خسرا خلالها في سبيل البحث عن الانجاب اكثر من مائة وعشرين الف ريال بل وتزيد + مشاق السفر من بلد إلى آخر + الوقت الطويل الذي استنفداه في هذا السبيل وبعد الفرح بهذا المولود الذي انساهما هموم البحث وانتظار الانجاب وبعد ان نشأ المولود بين أحضان ودلال والديه وتعدى سنّ الطفولة وصار ينظران إلى المستقبل الذي يعدانه من اجله وبين عشية وضحاها وبرمشة عين يجدانه امامهما مضرجاً بدمائه وقد فارق الحياة ينظران اليه بقلبين قد تحطما وعيون تقرحت من البكاء على فقده ثم يطويان الامل في الحياة واثناء هذا المنظر المهيب والمستقبل الرهيب والفزع الشديد وبكل برودة يقال لهما دية ابنكما ستسلم لكما من شركة التأمين فراجعونا غدا أو بعد غد لتحصلوا على رقم المعاملة.. والحمد لله ان هذا السائق مؤمن على رخصته والا ستتعبان وتخسران وتمضيان السنين دون ان تحصلا على الدية ثم يلتفت إلى الجاني ويقال له لو لم تؤمن على الرخصة لكنت الآن في السجن بطبيعة الحال ولسان الحال يقول له اذهب فأنت الحر الطليق لانك امنت على الرخصة والا سنقودك إلى السجن.
- فالامر بالنسبة للجاني اصبح ميسراً اذا ان «365» ريالاً.
انقذته من السجن وهي لا تعادل قيمة بدلة قد لا يلبسها اكثر من شهرين أو ثلاثة.
وحول هذا اقول: ليست الدية هي كل شيء فالجاني والمتهور والمستهتر بأرواح البشر يجب ان ينال شيئا من العقاب كسجنه اشهرا أو حتى سنة كاملة ليعرف ان هناك عقاباً مادياً وجسدياً ايضا وبالتالي تهون المصيبة على المفجوعين لذا ارى ان يستدرك الامر ويؤخذ برأي الشرع وتتولى وزارة الداخلية اصدار نظام حول هذا ليكون رادعا للمتهورين فالانسان قيمته عند اهله بروحه وجسده ومنفعته لا بالريالات والدنانير.
اما الحالة الاخرى فقد تسبب سائق في حادث ادى إلى اتلاف سيارة مواطن وعند حضور رجل المرور وعمل التقرير اللازم عن الحادث تبين ان السائق حمل 90% من الخطا وبسؤاله عن بطاقة التامين فاذا هو لا يحملها فيقال له الآن إلى السجن حتى تدفع التكاليف لغريمك اما لو كنت قد امنت لاسترحت وارحت واما انت الآخر فالله يعينك على المطاردة للحصول على حقك وهذا صحيح فمن هنا نستشعر ان هناك دعاية من أجل التامين بل وتشجيع عليه طبعا حفظا لحقوق الناس وتخفيفا على السجون ولكن كما قلنا يبقى الأدب أو التأديب حتى لا يتساهل البعض وخاصة الشباب فلقلة ما يدفعون كتأمين لا يبالون في اقتراف الاخطاء بسبب التهور والسرعة الزائدة وقطع الاشارات وحتى لا ترخص النفوس البشرية ولا تهدر الأموال بسبب المدفوع القليل.. اللهم اهدنا جميعا إلى الصواب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved