Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

إلى جنات النعيم أبا مناحي إلى جنات النعيم أبا مناحي
فهد بن حمد الحمالي

يقول الله عز وجل {كٍلٍَ نّفًسُ ذّائٌقّةٍ المّوًتٌ ثٍمَّ إلّيًنّا تٍرًجّعٍونّ} ولأنها سنة الله في خلقه ولأن الموت كأس كل ذائقه وباب كل داخله فنقول {انا لله وانا اليه راجعون}.
ففي عصر يوم الثلاثاء الموافق 22/10/1424هـ شيعت بلدة جوّ بل محافظة المزاحمية وانتقل من هذه الدار الفانية إلى الدار الباقية أحد أركان وعظماء قبيلة حمالة من قحطان وأحد أبنائها البررة الأوفياء المخلصين بل إنه مؤسس بلدة جوّ بالبطين لجماعته وقبيلته حمالة إنه الشيخ عبدالرحمن بن مناحي بن كريسيع الحمالي القحطاني. وبقدر ما نحن مؤمنون بقضاء الله وقدره وأن الموت حق إلا أن لما لهذا الرجل من معزة وحسٍ لا يغيرهما أنه قُبر وُوورى الثرى في نفسي ونفوس كثير من محبيه أجدني مجبراً أن أجمع أحرفي المبعثرة وأستنطق كلماتي المتلعثمة لأسكبها بتواضعها في حق هذا الرجل العظيم مع إدراكي المسبق أنها لم ولن ترقى لمكانة هذا الرجل ولم ولن توفيه حقه.
رحمك الله أبا مناحي: كنت كبيراً في موتك كما كنت كبيراً في حياتك تشهد لك بذلك الجموع الغفيرة التي حضرت للصلاة عليك ومرافقتك بدعواتها وابتهالاتها من جامع الملك عبدالعزيز بمحافظة المزاحمية إلى المقبرة ومن بينهم من لا يعرفك إلا بسمعتك الفواح ذكراها وتقديم العزاء لنا ولذويك ولعموم قبيلة حمالة.
والناس هم شهود الله في أرضه. لقد كنت حكيماً حليماً محنكاً محباً للخير والإصلاح داعياً له واصلاً لرحمك موصياً عليه باذلاً للمعروف والحسنى ساعياً لنصرة المظلوم ولو على حسابك الخاص.
لقد كنت شهما كريما شجاعاً مدرسة لأبنائك وأبناء قبيلتك في الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة والإدارة الناجحة.
لقدخدمت وطنك وبلدك وبذلت الغالي والنفيس وأتعبت قدميك ويديك بالكتابة والمطالبة والمراجعة للارتقاء ببلدة جوّ وتوفير جميع الخدمات لأبناء هذه المنطقة. إن فقدان هذا الرجل ليس على أبنائه وأقاربه فقط بل ستفقده قبيلة حمالة قحطان وبلدة جوّ عموماً لما قدمه من خدمات جليلة لن تنسى جعلها الله في موازين حسناته وأسكنه فسيح جناته. لقد ترك فراغاً كبيراً يصعب سده وتعويضه ولكن عزاءنا فيه أنه ترك أبناءه رجالاً اتسموا بسماته واتصفوا بصفاته ونهلوا من علمه وحكمته وهم على دربه سائرون وعلى منهجه ماضون وهم النقيب مناحي والرائد محمد والأستاذ فيصل والاستاذ نايف وفارس شفاه الله وجمع الله له بين الأجر والعافية وراشد.
وفي الختام لا أقول إلا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا مناحي لمحزونون {انا لله وانا اليه راجعون} وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved