Tuesday 6th January,200411422العددالثلاثاء 14 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

26-1-1391هـ الموافق 23-3-1971م العدد 335 26-1-1391هـ الموافق 23-3-1971م العدد 335
لنتذكر الرائد الذي أرسى دعائم هذا البلد..!

من نعم الباري جل وعلا على عباده في هذه المملكة نعمة الأمن التي لا يستقيم فكر أو تعمل يد أو يتحقق عمران أو تطمئن نفس بدونه.
وقد ألقى سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز في كلية قوى الأمن الداخلي قبل أيام كلمة متواضعة نعت فيها هذه المملكة بنعت متواضع فهو لم يصفها وهي القوية بحول الله تعالى، العزيزة الجانب والمزدهرة إلا بقوله هذه المملكة الفتية. وهذا الوصف يحمل في طيه نداء جميلا هو أن أمامها طريق التقدم والازدهار وان الجهد لبنائها لا يزال يكمن في مستقبلها أكثر مما تحقق في ماضيها القصير.
ومع هذا فلو عدنا إلى وضع المملكة قبل نصف قرن وأقل وقارناها آنذاك بغيرها من الدول لما وجدنا الا شيئاً يسيرا من المقومات والأسس، ويذكر الكثير من الناس كيف كانوا يدفعون الضرائب لمجرد السفر خارج قراهم وديارهم، وكيف كانت الخصومات الداخلية تؤدي إلى ضحايا هائلة وتولد بدورها خصومات أخرى دون نتيجة أو سبب معقول في مقاييسنا الحاضرة في ذلك الوقت كانت الدول الاخرى المستقلة منها وغير المستقلة سبق أن سنت قوانينها ونظمها وأجهزة أمنها ومدارسها ومستشفياتها وتجارتها.
وهكذا نرى المملكة بدأت بالسير في ميدان التقدم متأخرة عن غيرها بمراحل طويلة وكاهلها مثقل بالمشاكل الاجتماعية المختلفة والمواصلات التي كانت في حكم العدم وعمران يحمل أكثره على ظهور الجمال وزراعة لا تسمن ولا تغني من جوع وعزلة عن العالم فكان طبيعي جداً أن يؤدي ذلك كله إلى تخلف وتعثر.
واليوم تنعم المملكة بأمن لو وضعت له الدراسات المقارنة لصار أعظم مفخرة نعتز بها وأكبر مثال وعبرة للغير.
وهذه النعمة لم تتحقق بسيطرة الدبابات أو ضخامة القوة أو سبل الارهاب ولا بالفنون الحديثة والدراسات والخبرة بل استندت على أساس نبع من داخل المملكة وصار دستورها وقانونها وعرفها ودينها وأدبها وتربيتها ذلك هو «الإسلام» وبينما تزداد ضراوة الاجرام عنفا بمر السنين في الكثير من الدول الراقية بالرغم مما يبذل لكبح جماحه من جهود علمية وتنظيمات بشرية وأموال طائلة بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ نرى أننا بحمد الله تعالى نروح ونغدو ونسعى في مناكبها ونأكل من رزقه دون أن يخطر ببالنا أن نتعرض لخطر أو اعتداء.
وقبل نصف قرن وأقل كان ساسة الدول الكبرى يرون أن هذه البلاد بسعة رقعتها وشظف العيش فيها وكثرة خصوماتها وخلوها من اسباب السير على دروب الحضارة انما هي جهاز يصعب تكوينه ولم شعوثه وأطرافه.
إلا أن مؤسس هذه المملكة الذي لم يكن لديه رأسمال غير الإيمان بربه أخذ على عاتقه حين تولى مسؤوليتها استتباب الامن أولا وقبل كل شيء دون تراخ أو تساهل ثم لم اشتاتها ووحد أجزاءها وقلوب أبنائها وكانت النتيجة المذهلة التي أدهشت العالم.
وتلك البداية الخلقية الاصيلة التي تبناها المغفور له عبدالعزيز بن سعود بايمانه وسهره هي نفس البداية التي صارت اليوم أمراً نراه طبيعياً سائغا ويراه غيرنا أمرا فريدا وعجيبا.
لذلك كان علينا بهذه المناسبة أن نذكر ونحيي الرواد الذين وفروا لنا بهدايته تعالى هذه النعمة وعلى رأسهم المؤمن بربه ملكنا فيصل بن عبدالعزيز.
واذا كان أولئك العاملون المؤمنون لم يمنوا علينا بما حققوا ويحققون فعلينا أن نرى في تواضعهم وعملهم الصامت صورة هي أكثر اشراقا في نفوسنا وأحب إلى قلوبنا وأقوم لمستقبلنا ومستقبل أبنائنا.
صورة تزيدنا عزما على دعم جهودهم بحرصنا على أمن وطننا واخوتنا وشعورنا بمسؤولياتنا وادراكنا ان ما تحقق من أمن انما جاء عن طريق عقيدتنا وشريعتنا واذا كنا في رسم معالم نهضتنا وتنفيذ مشاريعنا قد استعنا بالخبراء والمختصين فاننا حققنا أمننا من ذلك الدستور ومن ايماننا دون الاستعانة بغير خالقنا وهادينا سبحانه وتعالى دون أن نعبد ما يعبد غيرنا ولنا ديننا ولهم دينهم والحمد لله تعالى على نعمه يعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved