Thursday 8th January,200411424العددالخميس 16 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بعد أن زرع الرعب في نفوس العمالة وأفنى الأغنام بعد أن زرع الرعب في نفوس العمالة وأفنى الأغنام
«مُلاك» مزارع العرفاء يستنجدون بالشرطة لحل لغز الطلقات النارية
العمالة تطالب بـ «الخروج النهائي».. وأصحاب المزارع: أصبح الوضع مخيفاً للجميع

  * الطائف - فهد سالم الثبيتي - هلال الثبيتي:
ظاهرة غريبة مسرحها احدى المزارع الواقعة في منطقة العرفاء شمال الطائف 40 كم حيث ظلت تنهال عليها في كل يوم عدة طلقات نارية مجهولة المصدر نفقت على إثرها العديد من الأغنام قتلا جراء هذا الرصاص الكثيف الذي يستمر لأكثر من خمس ساعات متواصلة دون توقف؛ مما شل حركة المنطقة وزرع الرُّعب في نفوس العمالة الموجودة بكثرة في هذه المنطقة المليئة بالمزارع الكبيرة والاستراحات خوفاً من أن يُقتلوا مع غنمهم.
وعلى الرغم من تقديم شكاوى عديدة لدى شرطة المنطقة وكذا شرطة المحافظة إلا أن الأمر لا زال متواصلاً والرصاص يغطي الأرض في الموقع نفسه، فبدلاً من ان يقوم العمالة برعاية الأغنام والاهتمام بأعمال المزرعة أخذوا يرفعون الرصاص الكثيف من الأرض وبات هذا عملهم اليومي.
صاحب المزرعة «عبدالله مضيف القرشي» يقول: هذه الأرض «المزرعة» ملك لوالدي وللأسرة كاملة منذ أكثر من خمسة وعشرين عاما، وقبل حوالي عام أحضرت أغنام كثيرة في المزرعة وتفاجأت بأن اعدادها يتناقص يوما بعد يوم مما جعلني أشك في العمالة الموجودة حيث قمت بتغييرها بعمالة أخرى لديها خبرة أوسع برعاية الأغنام. الى أن أخبروني بأن هناك اطلاق نار كثيفاً باتجاه المزرعة يأتيهم من جنوبها باتجاه الخط الرئيسي كل يوم من السابعة صباحاً ويستمر حتى الحادية عشرة دون توقف؛ مما دفع ابني «خالد» للذهاب للقاعدة الجوية القريبة منا وتم ابلاغهم بالأمر، وقَدِمَ للمزرعة أحد المسؤولين بها وشاهد آثار اطلاق الرصاص على حواجز المزرعة والحظيرة الخاصة بالأغنام كما شاهد بنفسه في يومها أحد الماشية من الضأن وهي مقتولة وملقاة على الأرض، ثم قمنا بعدها بابلاغ شرطة العرفاء حيث حضر معنا مندوب من القسم وشاهد الحادثة وقام باخراج الرصاصة من الشاة لمعرفة مصدرها.
وذكر القرشي أنه قام بابلاغ مدير شرطة المحافظة قبل ذلك بالأمر الذي بدوره أحاله الى مدير قسم شرطة الحوية ثم تمت احالته لمدير قسم شرطة العرفاء. وقال: وقتها مكثت لديهم قرابة الأربع ساعات الى أن ذهبنا مع مندوب من القسم الى موقع المزرعة وشاهد الأحداث التي تجري بها وقام بنفسه باخراج الرصاصة من رأس الشاة وسجل بذلك محضراً وجرى ضبط افادتي لديهم بعد ان عاينوا الأضرار التي لحقت بالمزرعة من حيث اتلاف شبكة المياه بالاضافة الى الدار الذي يعتبر سكناً لنا وللعمال.
وأشار الى أنهم أجروا التحقيق معه ووعدوه برفع الضرر عنه وتشكيل لجنة عاجلة لتقدير الضرر ومعرفة مصدر هذا الاطلاق مؤكداً أنه منذ أكثر من خمسة أشهر لم يحدث جديد في الأمر حيث ما زال اطلاق الرصاص يتواصل حتى الآن.
ومضى القرشي يقول: قمت بعدها بمنع العمال من مزاولة أعمالهم بالمزرعة وعدم البقاء بها الفترة الصباحية حتى يوم الأحد 13/11/1424هـ فقد أبلغني هاتفياً أحد العمال بأنه عندما قام بفتح باب حظيرة الأغنام حيث كان هناك زبون يرغب في الشراء.
وذكر أنه تفاجأ باطلاق رصاص كثيف الأمر الذي أدى لمقتل احدى الماعز وما زالت الرصاصة باقية في رأسها.
وقام العامل «صابر» مصري بعدها بإبلاغ قسم شرطة العرفاء إلا ان الشرطة قامت بحجزه لديها ولم يحضر.
وأبدى القرشي أسفه لما يحدث كون المنطقة مأهولة بالسكان بالاضافة الى وجود العديد من المزارع الكبيرة بالقرب من مزرعته مشيراً الى ان عدداً كبيراً من العمالة لديه طلبوا خروجاً نهائياً خوفا على أنفسهم رافضين العمل في المزرعة.
وتمنى القرشي من المسؤولين النظر في موضوعه واتخاذ الاجراءات اللازمة حياله وانقاذ ما يمكن انقاذه مؤكداً أن الوضع الحالي أصبح مخيفا ومروعا للجميع.
ويقول أحد العمالة «عمار يوسف» سوداني الجنسية: أرسلني كفيلي الى مزرعة عبدالله القرشي من أجل شراء «ماعز» وذلك في الساعة 10:7 صباحا من يوم الأحد 12/11 وأثناء دخولي الحظيرة مع عامل المزرعة تفاجأت باطلاق نار كثيف متجه علينا.
ويؤكد «طه رجب» مصري يعمل بمزرعة قريبة من مزرعة القرشي أن الرصاص ينتشر في كامل المنطقة. وقال: أنا أعمل لدى مزرعة عوض الله المولد فقد تعرضت للعديد من الطلقات النارية ولا أعلم من أين مصدرها مشيراً الى ان الاطلاق يبدأ من السابعة صباحاً وحتى التاسعة كل يوم مؤكداً أنه يختار مواقع ليس عليها اطلاق من أجل البقاء فيها حتى الانتهاء ثم يعود الى العمل بمزرعته.
يذكر أن ابن عبدالله القرشي خالد لم يكن موجوداً وقتها حيث أفاد والده أنه يراجع في الشرطة من أجل الموضوع وان لديه معلومات كبيرة عما يحدث للمزرعة وللمنطقة عموماً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved