Thursday 8th January,200411424العددالخميس 16 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

جمعية الصحفيين السعوديين: جمعية الصحفيين السعوديين:
سلامة الانتخابات وبطلان الانسحاب
محمد بن ناصر الأسمري (*)

لقد كان للقرار الرسمي من الحكومة بإعلان قيام الجمعية محمدة مشكورة، ولعل قيام مجموعة رؤساء تحرير الصحف والمجلات بدور اللجنة التأسيسية أيضاً عمل مقدر ومشكور فهم الأقرب لأداء هذه المهمة نيابة عن الممتهنين للصحافة بكل أنواعها فكرياً وفنياً وإدارياً، وتمثيلاً لدى السلطات الحكومية من خلال تراكم الكم المعرفي والمهني والتعامل والمعاملة، ولا سيما أن الأمر قائم لأول مرة. بكل التقدير والمحبة والشكر نرفع الأيادي تلويحاً بالراية البيضاء سلاماً وتقديراً لا استسلاماً وتقليلاً. ومن حق كل من شارك في اللجنة التأسيسية أن يشكر ويذكر.
لقد كان الإعلان عن نشوء الجمعية في الصحف بطلب التسجيل لعضوية الانتماء، ووضعت استبانة الانضمام لدى الصحف وتوارد الكتاب والصحفيون والمهنيين تجاوباً ودفعت الاشتراكات مقابل العضوية، وبدأت اللجنة التأسيسية في العمل ووضع التصور المبدئي لأطر قيام كيان الجمعية، وان كان هناك من عيب فهو الصمت والسرية التي رانت على أسلوب العمل حتى راجت الظنون؟ ونحن مجتمع محب للهمس رغم النهي الشرعي عن المناجاة، فهي من الشيطان. وليس هنالك أجمل من الوضوح والإعلان؟ لقد كان مبهجاً أن أعلن عن الدعوة للأعضاء عن الترشيح لمجلس الإدارة وهذا عمل قانوني وإجراء غير معيب! وحتى لو كان هنالك مجال للشعور بالضيق من التأخر وعدم وضوح الرؤية أو الشروط المفترض نظرها كتأهيل مهني ومعرفي لمن يترشح في أول دور انتخابي لمجلس الإدارة فإن هذا غير مبرر أن ينسحب من أعلنت أسماؤهم أنهم قد ترشحوا وفقاً لما تم الإعلان عنه، وهم بالتالي أمام اللعبة الديمقراطية في الاقتراع. والقول الفصل والحسم هو لنتيجة التصويت فاز من فاز وفات الفوز الآخرين؟ لقد فجعت بإعلان السادة رؤساء التحرير انسحابهم من الترشيح بعد الإعلان والدعوة لأكثر من 500 عضو بالحضور للتصويت واختيار تسعة مرشحين من أصل 23 الذين رشحوا أنفسهم مثلهم مثل هؤلاء ـ رؤساء التحرير ـ ولا أجد مسوغاً قانونياً لهذا الانسحاب الجماعي إلا ان كان السادة رؤساء التحرير قد تملكهم الخوف ألا يفوزوا فهذا أمر طبيعي لأن صندوق الاقتراع هو الذي سوف يقرر من يفوز دون أي نظر للمكانة الرسمية أو الجاه والانتشار الإعلامي. فحتى لو فازوا جميعاً بكامل عدد أعضاء مجلس الإدارة وفق الانتخاب والتصويت الحر أمام كامل العدد القانوني من أعضاء الجمعية العمومية التي تكون الأعضاء المسجلين في عضوية الجمعية، فهذا غاية الديمقراطية، ولا يمنع بعد بدء الانعقاد الدستوري الأول لمجلس الإدارة أن يستقيل من يرغب في الاستقالة، لكني أظن ان الاقتراع سوف يجلب أسماء إلى جانب بعض رؤساء التحرير من قائمة المترشحين الـ23؟
وأخشى ان يكون قرار الانسحاب ردة فعل نفسية لما طرح من آراء ووجهات نظر انتقادية في الصحف ومن كلام في الساحات الحوارية في الشبكة العنكبوتية، وهنا فهذا أمر أجل حضرات الاخوان رؤساء التحرير من ان يضجروا منه، لا سيما وهم في سنام مراكز قيادة الرأي العام، ولهم من التجربة وحضارية التأقلم والانفتاح ما يبعد عنهم الجزع من النقد والرأي المختلف بل والمخالف؟ ولكن الخوف الأكبر عندي ان يكون لهذا الانسحاب اهتزاز الثقة من المجتمع عند النظر إلى ان هؤلاء وهم في مواقع القيادة والمسؤولية قد بدر منهم ما بدر فكيف يكون الأثر على ما البلد مقدم عليه من توجه نحو المشاركة السياسية والانتخابات البلدية في الشورى ومجالس المناطق التي رسخ شرعيتها النظام السياسي والقوى الخيرة التي شاركت في الحوار الوطني الذي شفى بعض ما كان من غل في الصدور؟؟
أيها المنسحبون: اعتقد انه ليس من المناسب انسحابكم على ضوء ما سبق من مبررات وايضاحات. أنتم مثلنا أعضاء في الجمعية، وليس هنالك ما يمنع أي عضو أن يرشح نفسه وفق ما أعلن، وهذا حق طبيعي مكتسب ليس فيــــه بطلان بحكم أو فساد إجراءات. ولهذا فإنني أدعوكم إلى قبول حكم الاقتراع الحر الذي سيجري مساء هذا اليــــوم إن لم يتم تأجيل الاجتماع ومن رجحت الأصوات فوزه فهو مؤهل للثقة ومستحق للجدارة؟ أرجوكم ألا تفشلوا اجتماعنا الجميل الذي غرستم أنتم طواعية ومحبة انضر غراسه.

(*) عضو هيئة الصحفيين السعوديين
عضو جمعية الإعلام والاتصال السعودي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved