التطبيع بين مصر وإيران

في باب الإيجابيات التي في متناول اليد، تقوية اللحمة بين المجتمعات والدول الإسلامية وإطلاق تعاون فعال يستطيع الانتقال بهذا التجمع البشري الملياري إلى آفاق واعدة من العمل المشترك الذي يتفق وحقائق العصر المتمثلة بشكل خاص في التجمعات الكبرى الدولية السياسية والاقتصادية.
ووفقاً لهذا المنظور فإن أي تقارب بين الدول الإسلامية يستطيع أن يدفع إلى الإمام الأهداف المرجوة للأمة..
ترقب المنطقة حالياً باهتمام التقارب بين مصر وإيران الذي تنبع أهميته بشكل خاص مما تنطوي عليه كل من الدولتين من جهة المكانة في المنطقة وعلى نطاق العالم.
ويهم المحيط العربي والإسلامي، بصفة خاصة، هذا التقارب أنه يأتي في وقت تتعرض فيه الأمة الإسلامية بأكملها لهجمة شرسة من قبل دوائر الغرب وأن الصهيونية العالمية تستغل هذه الحملة الشرسة لتحقيق مكاسب لإسرائيل على حساب الفلسطينيين وعلى حساب أهل المنطقة بشكل عام.
هذا التقارب الذي يسير بشكل منتظم نحو التطبيع بين مصر وإيران يصب بلاشك في صالح تقوية الصف الإسلامي ويعزز من الحالة الإيجابية التي تحققت مسبقاً من خلال التقارب بين إيران ودول الخليج العربية.. ويبقى من المهم الإفادة من دروس فترة الانقطاع ابان التباعد بين إيران والدول العربية بصفة عامة من أجل عدم السماح بتكرار تلك الأوضاع.
وهناك كم هائل من موجبات التقارب والتعاون والعمل المشترك، وما يجمع بين الدول الإسلامية أكثر مما يفرق بينها، وستظهر المزيد من الآفاق الواعدة للعمل المشترك بمجرد اطلاق مثل تلك الأعمال لأن مجالات التطور الإنساني لا حدود لها، خصوصاً إذا كانت المشروعات تتم بين الأشقاء.
إن القوة المادية التي تتحقق من خلال هذه التجمعات وظهور نتائج الأعمال المشتركة ستنبه الآخرين الذين يستهدفون العالم الإسلامي بأن من الخير لهم التعاون معه بدلاً من الدخول في تحديات لا طائل من ورائها مع واحدة من أكبر الكتل الدولية التي تتوفر لها مقدمات التعاون والتعاضد.
هذا وغيره رهن دائماً بتغليب المصالح العليا للأمة واسقاط صغائر الأمور التي تبذر الخلافات وتعطل هذه الطاقات الخلاقة الكبرى من تحقيق طموحات الشعوب في التلاقي والعمل المشترك.