Thursday 8th January,200411424العددالخميس 16 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الأطفال شديدو الحركة الأطفال شديدو الحركة
نصف الآباء لاحظوا حركة الطفل غير الطبيعية في بطن أمه!

ذهب الأب إلى المدرسة بطلب من إدارتها، وفوجئ عند اجتماعه بالمدرس المسؤول عن صف ابنه قائلاً: ابنك كثير الحركة للغاية، وهو يتحرك عند قيام التلاميذ بأداء «تحية» الصباح، ناهيك عن عدم قدرته على الجلوس في الفصل كثيراً.. لذا اقترح ان تعرضه على طبيب لعلاجه، واعتقد الأب ان المدرس «يبالغ» في حديثه.. ولكنه قرر عرضه على طبيب ليكتشف الأب بعد ذلك ان الحالة «مرضية» عضوية، تصيب حوالي «2 5%» من كل الأطفال، وتصيب هذه الحالة الدماغ، وسببها خلخلة في الافرازات الكيماوية في الدماغ.
وهنا يوضح لنا د. صفاء العيسى «استشاري أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض» بأن أعراض هذه الحالة تظهر بطريقتين: إما حدة في التصرف، أو قلة في الذاكرة والتعليم، ولكن مع تقدم العمر تخف شدة الحركة، وتبقى مشكلة التعليم المتأخر، كما ان الحالة البيئية لا تؤثر على ظهور هذا المرض، فهو يصيب الأطفال من كافة المستويات المعيشية، وهو أكثر في الذكور من الإناث، وتقريباً ستة أضعاف العدد عند الذكور من الإناث.
ويوضح د. العيسى أيضاً بأن الغذاء لا علاقة له بهذه الحالة، كما كان يعتقد سابقاً، وبأن هناك عوامل وراثية قد تكون على شكل حركة مضطربة أو تأخر في الدراسة.
ويشير د. صفاء العيسى إلى ان نصف آباء المصابين ألمحوا بأنهم لاحظوا ان طفلهم غير طبيعي وهو في بطن أمه «حيث إنه لا يتوقف عن الحركة»، ولكن عقاب الأهل لطفلهم الذي عمره «3» سنوات» يصعب التعامل معه، هذا العقاب سيترك آثاراً سلبية مستقبلية، ويجب على الأهل ان يتقبلوا الطفل ويعطوه الثقة والعناية، إذ ان حرمان الطفل من الحنان شائع جداً، لأنهم يصفون الطفل بأنه «غير محبوب، عدواني»، لكن الطفل عادة في مثل هذه الحالة المرضية يتصرف ويتخذ قراره بالحركة، قبل ان يفكر، وبدون حساب للعواقب المترتبة على أفعاله، وقد يتأخر تشخيص الحالة لعمر «10» سنوات، ويضيع وقت ثمين من عمر الطفل الدراسي، ويتعرض الطفل المصاب بهذه الحالة إلى مضايقات كثيرة من الآخرين، مما يجعله يعمل أعمالاً عدوانية شديدة لهم ولغيرهم، وعادة ما يلام الطفل على كل الأعمال، حتى وان كان هو الضحية.
ويلفت د. صفاء العيسى الانتباه إلى ان فقدان الإحساس بالخطر يعرض الطفل إلى مخاطر وحوادث قد تصيبه لأن الطفل يتصرف ويتخذ قراره بالحركة قبل ان يفكر، وبدون حساب للعواقب المترتبة على أفعاله.
وعلاج هذه الحالة يتطلب علاجاً سلوكياً مع دراسة خاصة بتدريبه في المدارس وشرح مفصل للحالة للأهل لاعطاء الطفل السند، والاهتمام اللازم به، وهناك علاجات طبية خاصة في هذه الحالة تصرف من قبل الطبيب.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved