|
|
|
عندما تدنو أيام ذي الحجة، ويترقب المسلمون موسم الحج، تتراءى أمام الناس عظمة الشهر والمناسبة في كل عام. لكن موسم هذا العام يتميز عن غيره من الأعوام السابقة بمروره بمنعطف مهم جداً في تاريخ الوطن، يرتبط ارتباطاً وثيقاً باتصاله بالآخر الوافد إليه، وبالآخر الجانح فيه. فالأحداث العالمية والمحلية المعاصرة فرضت نوعاً من ضرورة التحول في المنهج والخطاب الاتصالي الإسلامي والوطني مع الشعوب العالمية. فالجانحون ألقوا بثقل جنحتهم على السعوديين الأخيار المسالمين، والمشهد السعودي بات في أعين الحجاج موطن تحفّظ وترقّب، وأصبح المنظر مكسورا لا يجبره غير الفعل الرشيد والقول السديد، في كل مناسبة وموقف من مناسبات ومواقف هذه الشعيرة الإسلامية الكبرى. كل من له شأن في الحج اليوم، مطالب بأن يحمل معه واجبه الديني بأن يكون رسول خير ومحبة وسلام، وأن يرتقي بتعاملاته مع الآخرين مواطن البذل والإخلاص والرفعة والسمو. ذلك أن موسم الحج مشهد رائع من مشاهد الوحدة الإسلامية وبرهان عظيم على أن هذه الأمة لا يمكن إلا أن تكون أمة سلام ووئام، فبالفعل والقول نبرهن منهجنا الوسطي، ومقصدنا في بناء الكيان الإنساني وفق أرقى النماذج وأكملها. ثم لا بد من استحضار أن مجتمعنا الكبير يواجه جملة من الافتراءات المنشورة عبر وسائل الإعلام الغربية، وأتباعها من الوسائل العربية، التي قد تكون كوّنت لدى القادمين للحج ما لا يصح ولا يستقيم من الآراء والتصورات، لكن هذا هو قدر الكبار أن يصبحوا مقصد المريدين والحاقدين، والطامعين. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |