Wednesday 14th January,200411430العددالاربعاء 22 ,ذو القعدة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يارا يارا
كاتب إسلامي أم كاتب مسلم
عبدالله بن بخيت

لم أجد بعد الطريقة التي أتعامل بها مع الاخوة القراء الذين يبعثون لي برسائلهم المختلفة، فهي كثيرة ومتنوعة لم اعتد أن أرد عليهم من داخل الزاوية. موانع تمنعني ذلك. فمن حق القارئ حسبما اعتقد أن يطلع على كامل الرسالة التي تصلني حتى يقرأ تعليقي ويتعامل معه بالتقدير الذي آمل فيه. لا يمكن أن أعبر عن رأيي في موضوع لا نشترك أنا والقارئ بنفس مستوى الفهم وكمية المعلومة.
لكن الشيء الذي يقلقني من رسائل القراء الذين يلوموني بحب أو بعنف هو المسافة بين الكاتب الإسلامي والكاتب المسلم، أنا لست كاتباً إسلامياً لأني لم أتخصص في العلوم الإسلامية ولا أجد من حيث المبدأ أي نفع أن أتخصص في الدعوة إلى الإسلام وأنشر في جريدة الجزيرة. قراء الجزيرة مئة في المئة مسلمون وخمسة وتسعين في المائة سعوديون. إذاً أي إسلام أدعو قراء الجريدة إليه؟ أكثر ما يثير استغرابي الرسائل التي تمدح أسلوبي (إيماناً أو مجاملة) وترى أنه يمكن توظيف هذا الأسلوب في الدعوة إلى الله. اعتقد أن بعض الذين يصنفون أنفسهم دعاة في داخل السعودية بأي شكل كان هم في الواقع يدعون إما إلى مذهب معين يريدون تحويل الناس إليه، أو لديهم أجندة سياسية أو فكرية خاصة أو تتملكهم بعض التصورات الدينية التي تختلف عن تصورات الإجماع ويريدون دفع الناس إلى اعتناقها مع وجود استثناءات كثيرة. تلاحظ دائماً أن هؤلاء الذين يكتبون تحت شعار كاتب إسلامي يرددون كلمة العقيدة دون تروٍ حتى أصبحت هذه الكلمة من مفردات الرجل العادي. عندما يتحدث عن عباءة المرأة يقحم العقيدة، وعندما يتحدث عن السفر إلى الخارج يقحم العقيدة، وعندما يتحدث عن الشعر يقحم العقيدة، حتى أصبح الإنسان السعودي (في لا شعوره) وكأنه مهدداً في عقيدته قلقاً عليها، لأن الإنسان مهما فعل لن يكون كالصحابة، وأصبح أي كاتب آخر لا يكتب للسعوديين عن الإسلام هو كاتب مشكوك في عقيدته.
هناك فرق بدأ هؤلاء طمسه وهو الفرق بين تبصير الناس بدينهم وبين الدعوة إلى الإسلام.
عندما أقرأ لشيخ جليل زاوية في جريدة يرد فيه على قراء الجريدة في أمور دينية تتعلق بحياتهم اليومية، أشعر بالفائدة سواء لحياتي الدينية أو كجزء من ثقافتي العامة لأني مسلم وأحب أن تكون حياتي متسقة مع ديني ولذلك استفيد من هؤلاء المتخصصين في العلوم الشرعية. لا بد إذاً أن نفصل بين تبصير الناس في أمور دينهم بالفتاوي العلمية وبين إرهاب الناس بالمقالات والكاسيتات والمطويات والتجمعات في الاستراحات وغيرها.
هنا يتضح الفرق بين ما أعنيه بكاتب إسلامي وكاتب مسلم، فالكاتب المسلم هو الذي يكتب عن الحياة، عن الكورة، عن الأدب، عن الاقتصاد، عن الخدمات وغيرها، لأن هذا الكاتب يؤمن أننا نعيش في مجتمع مسلم أرضيته التي يقف عليها هي الإسلام وبالتالي لا يدعو للإسلام في بلد الإسلام، أما الكاتب الإسلامي فهو يرى أن هناك خللاً ما في عقيدة السعوديين يجب تصحيحه. والذي يتهم السعوديين أن في عقيدتهم خللاً لاأدري كيف يمكن لي أن أصنفه.

فاكس 4612074


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved